*كل الذين يتحاورون مع الحكومة الآن ...يلعبون لصالح أوراقهم السياسية وأحزابهم ومجموعاتهم (القريبة ) التي ينتمون إليها ... ولذلك تصنع حلول السودان في مطابخ واشنطن ولندن .... ويبصم المؤتمر الوطني المهدد بالفناء ان لم يفعل ومحاوروه الذين شبعنا من انتهازيتهم ولولوتهم سواء كانوا مدنيين أو حركة شعبية تدمن المراوغة لصالح مصالحها الضيقة جدا ،فالحركة من أجل مصالحها الحزبية تركت بناء (السودان الجديد) الذي حلم به كثير من السودانيين شماليين قبل جنوبيين(عندما كنا وطن واحد) وعرب قبل أفارقة ....وانخرطت في برنامجها كثير من القوى المدنية والفئوية التي تؤمن بالسلام و وتحلق حوله المثقفون ..كل هذه القوى حلمت بسودان (قرنق) الجديد حتى بعد موته ،والحركة الشعبية تلعب على احلام تلك القوى وتطلعاتها حتى أذا جاءتها فرصة انتخابات 2010 ليتحقق هذا السودان الجديد سلميا وعبر صناديق الاقتراع انسحبت متقوقعة في مصالح الانفصاليين الجنوبيين الضيقة وهذه هي النتيجة دولتان فاشلتان تدفع شعوبهما ثمن سوء انظمتهما موتا وجوعا وهلاكا ...وهاهي تعيد الكرة في حوارها مع الحكومة في أديس على المنطقتين هذه المرة ....فهل تستصحب هذه المفاوضات آلاف النازحين لا يجلسون فيها ومنهم من فقد ابنه أو تركت ابنته المدرسة بسبب القصف لتتحول الى خادمة في منازل الخرطوم لتسد رمق اخوتها الصغار ..... *أما أحزاب الداخل التي رحبت بالحوار غير المشروط وانخرطت فيه فهي أحزاب كلها صممت لا لخلق دولة (المواطنة ) و(الحرية والعدالة ) ولكن لخلق دولة الكهنوت والتخلف والجهل القائمة على أن يمشي المواطن السوداني للأمام وهو يلتفت الى الخلف مؤمنا بسيدي وشيخي وامامي ،ودولة توريث (القام من نومه لقى كومه ) حتى ولو كان (فاقد الاهلية لحكم نفسه دعك عن وطن بقامة هذا السودان ) .... وهذه قوى اجتماعية لا تبنى دولة مواطنة مدنية ...ولن تحقق لثلاثين مليون مواطن سوداني يعيشون في اسواء حال بسبب هذا النظام أي مكاسب أو انفراج حقيقي في كل مستويات حياته .. *السودان بيتنا جميعا ...ونحن الآن في أشد الحوجة لأن تخرج قوى سياسية ومجموعات مدنية تشكل أحزابا سياسية ومبادرات ومجموعات ضغط من مثقفين وعلماء وخبراء واطباء ومهندسين وصحفيين ومزارعين ورعاة من كافة انحاء السودان لتقديم رؤى جديدة وافكار لخلق سوادن جديد سياسيا واجتماعيا ..أهم شرط فيه أنه يقوم على انقاض هذا النظام بعد أن يذهب برأسه ورموزه ....فالقضية ليست في الاتفاق على ما في القمة وبهائها من وزارات وانتخابات ومحاصصات ،القضية أن وطنا يحتاج أن يحفر له (ساس) سليم وأساس متين تبنى عليه دولة مؤسسة وقوية تسع الجميع والسودان بيتنا جميعا ،وله من الموارد والمساحات والتنوع البشري ما يؤهله لأن يصبح ضمن الأفضل والاعظم ..هذا لن يحدث والبشير ونظامه يسيطرون على الحكم وكل مفاصل الدولة ..والمعارضون يفشلون مسار تغيير النظام السلمي ليخرجوا بالحوار معه ...و الحل ليس في يد احد بل في ايدينا جميعا ..فلنترك دور الفراجة ونبحث عن حلول حقيقية لهذا السودان الذي يجب ان يبنى ولا يجب أن يفنى ...