شاهد بالصورة والفيديو.. "نهلة" تخرج في مقطع ترد فيه على زوجها "ميسرة" بعد أن اتهمها بشرب "البيرة" وإقامة علاقة غير شرعية مع شاب ببريطانيا    شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد أمين وعروسه الحسناء يرقصان في "جرتق" زواجهما على أنغام أغنية (يا سلام سلم)    شاهد بالفيديو.. الفنان أحمد أمين وعروسه الحسناء يرقصان في "جرتق" زواجهما على أنغام أغنية (يا سلام سلم)    شاهد بالصورة والفيديو.. "نهلة" تخرج في مقطع ترد فيه على زوجها "ميسرة" بعد أن اتهمها بشرب "البيرة" وإقامة علاقة غير شرعية مع شاب ببريطانيا    زيارة البرهان للسعودية بعيون أمريكية    هل استحق الأردن والمغرب التأهل لنهائي كأس العرب؟    توجيه بصرف اجور العاملين قبل 29 ديسمبر الجاري    المنتخب الوطني يكثف تحضيراته لكأس الأمم الأفريقية بحضور رئيس الاتحاد    شاهد بالصور.. المودل هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل على مواقع التواصل بعد ظهورها بأزياء ضيقة ومحذقة ومثيرة    "ونسة وشمار".. زوجة مسؤول بالدولة تتفوه بعبارات غاضبة وتعبر عن كراهيتها للإعلامية داليا الياس بعد إرسال الأخيرة رسالة "واتساب" لزوجها    السودان..منشور لديوان الحسابات العامة بشأن أجور العاملين    التجديد للجنة تسيير نادي المريخ بكامل تشكيلها السابق لمدة 60 يوماً    استعادة عمل جميع أقسام الشرطة ببحري    تونس.. سعيد يصدر عفوا رئاسيا عن 2014 سجينا    يبحثون عن ( سايس ) جديد لحصان طروادة .. لكنه قطعاً لن يكون حمدوك ولا طه عثمان الحسين !!    استمرار عمليات الصيانة بطريق شريان الشمال    الهِلال كَان في حَاجَةٍ للهَزيمَة أكثَر من النّصر    هل يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى الوفاة؟    اجتماع بين البرهان ومستشار ترامب..تقارير تكشف التطوّرات    بنك السودان يتأهب لإطلاق المقاصة الإلكترونية    إطلاق نار على سوداني..السعودية تعلن إعدام مواطن وتكشف تفاصيل    الأردن يفوز على السعودية برأس رشدان ويتأهل لنهائي كأس العرب    المغرب يحسم بطاقة نهائي كأس العرب الأولى على حساب الإمارات    والي الخرطوم يوجه بالالتزام بأسعار الغاز حسب التخفيض الجديد    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    تعرف على جوائز كأس العرب 2025    النوم أقل من 7 ساعات ثاني أكبر قاتل بعد التدخين    ريال مدريد ينجو من فخ ألافيس ويلاحق برشلونة    بعد غياب طويل.. أول ظهور للفنانة المصرية عبلة كامل بعد قرار السيسي    منع نقل البضائع يرفع أسعار السلع في دارفور    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    ترامب يلغي وضع الحماية المؤقتة للإثيوبيين    كارثة إنسانية قبالة اليونان وغالبية الضحايا من مصر والسودان    الإعلامية والشاعرة داليا الياس ترد على إتهام الجمهور لها بالتسبب في فصل المذيع الراحل محمد محمود حسكا من قناة النيل الأزرق    إليك 7 أطعمة تساعدك في تقليل دهون الكرش طبيعياً    حَسْكَا.. نجمٌ عَلى طَريقته    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    وفاة إعلامي سوداني    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    هيئة مياه الخرطوم تعلن عودة محطة كبيرة للعمل    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    تصريحات ترامب المسيئة للصومال تثير غضبا واسعا في مقديشو    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    إدارة التعدين بولاية كسلا تضبط (588) جرام و (8) حبات ذهب معدة للبيع خارج القنوات الرسمية    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    إحباط تهريب كميات كبيرة من المخدرات والمواد الخطرة بنهر النيل    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    إحباط تهريب أكثر من (18) كيلوجرامًا من الذهب في عملية نوعية    وصول 260 ألف جوال من الأسمدة لزراعة محاصيل العروة الشتوية بالجزيرة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الرحيم محمد حسين يعزف على الوتر الحساس العاصمة البديلة.. هل حان الوقت لإفراغ (كرش الفيل)؟
نشر في سودان موشن يوم 26 - 06 - 2016


السعيد عثمان محجوب: الوالي يفكر بصوت مسموع ليس إلا
شرف الدين بانقا: لا بديل للخرطوم إلا الخرطوم
نمر: نؤيد الجديد مع تأهيل القديم
تحقيق: هويدا حمزة
هل آن ل(كرش الفيل) أن ترتاح؟ (كرش الفيل) ذلك اللقب غير السياحي وغير الرومانسي الذي اكتسبته (الخرطوم) التي غنى لها الراحل سيد خليفة من كلمات الشاعر إبراهيم رجب (يا الخرطوم أنا عندي جمالك جنة رضوان *طول عمري ما شفت مثالك في أي مكان.(
اكتسبت الخرطوم ذلك اللقب بسبب كرمها وحُسن استقبالها للقادمين من الولايات يتوسدون أحلامهم في الحصول على وظيفة أو مكاسب في (سوق الله أكبر) أو طالبين للعلاج أو حتى لمجرد أن يصبحوا من (ناس الخرطوم) بعد إحساسهم أن ولاياتهم لا تلبي طموحاتهم فغادروها وقصدوا (البندر) غير آسفين على (ريحة التراب).
ويبدو أن الخرطوم قد ناءت بحملها ذلك أن واليها الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد، يشكو من تحمل ولايته لأعباء الحكومة الاتحادية داعيا إلى التفكير في إنشاء عاصمة جديدة للبلاد بدلاً عن الخرطوم شاكيا من ترد في بيتها العامة. ومع أن الدعوة ليست جديدة إلا أن ما يميزها أنها صدرت من والي الخرطوم، وحتى أن كانت لا تخرج عن كونها تفكير بصوت عال إلا أنها جديرة باستفتاء الناس حولها لأن الشعب وحده هو من يقرر ماذا يريد رغم من يقولون بأن الشعب مسلوب الإرادة ومن ثم دعونا نفكر مع الوالي عبد الرحيم عن إمكانية عاصمة بديلة للخرطوم وأين وكيف ستكون تلك العاصمة ؟
قراءة
لابد من قراءة مبررات عبد الرحيم لدعوته التي أطلقها في إفطار أقامه بمنزله لقادة الأجهزة الإعلامية ورؤساء التحرير، حيث أوضح أن ولاية الخرطوم تعاني الأعباء التي تلقيها قرارات الحكومة الاتحادية مثل العلاج واستضافة 72جامعة ومؤسسة للتعليم العالي تضم نحو خمسمائة ألف طالب، بجانب مليون ونصف المليون من تلاميذ مرحلتي الأساس والثانوي و" 300″ ألف موظف بالمؤسسات والهيئات والوزارات يصل عددهم مع أسرهم نحو مليون شخص، بالإضافة إلى مئات الآلاف من الأجانب، مشيراً إلى أن هذا العدد يوازي سكان ثلاث ولايات، ومن ثم دعا إلى التفكير في إنشاء عاصمة بديلة كما فعلت نيجيريا وباكستان وغيرهما، ودراسة ظاهرة الهجرة من الريف للمدن ومن الولايات للخرطوم، وطالب الحكومة الاتحادية بتحمل أعباء ما يليها في ولاية الخرطوم.
تفكير بصوت مسموع
استفتاؤنا بدأناه مع وزير التخطيط الإستراتيجي الأسبق لولاية الخرطوم ورئيس الأمانة العامة للخرطوم عاصمة للثقافة العربية 2005 المهندس السعيد عثمان محجوب، الذي لفت إلى أن والي الخرطوم يفكر بصوت مسموع والتفكير لا يكون حوله رأي ولا يبنى عليها لأن إنشاء مدينة جديدة من ناحية إستراتيجية يحتاج لدراسات كاملة لمعرفة احتياجاتها ومتطلباتها ومناقشة الأمر يجب أن تكون داخل أجهزة الدولة لمعرفة نقاط القوة والضعف فيها وحسب التحليل الإستراتيجي يصدر القرار.
ما أجمل الخرطوم
وزير الإسكان الأسبق ورئيس مجلس إدارة مركز الخرطوم للبيئة العمرانية الدكتور شرف الدين بانقا سألته (الصيحة) عن رأيه حول دعوة الوالي لاختيار عاصمة جديدة بخلاف الخرطوم، فأشار أنه إذا كان الحديث عن (ناس الخرطوم) فهم يمثلون الشعب السوداني ولا اظن أن طريقتهم ستتغير في أي مكان آخر، أما إذا كان يقصد موقع الخرطوم فالموقع ليس له زمن حتى يقول الناس إن المنطقة غير مناسبة، ويرى شرف الدين أن مشكلة الخرطوم تتمثل في (عجز القادرين على التمام) فمشاكلها ليست كبيرة ويمكن تصويبها فإصلاح مصارف الأمطار والصرف الصحي والطرق ليس صعبا، فقط المطلوب إذا أردت أن تنشئ أو تكمل مدينة أن تصوب لها كل اهتماماتك وتجلب لها الكادر الفني المنضبط والكفء، ولكن كموقع فليس هناك بديل للخرطوم على مستوى العالم، وليس السودان وحده فليس هناك مدينة لها موقع اجمل من الخرطوم ولا تماثلها مدينة سوى بطرسبيرج التي بها ثلاثة أنهار ويطلق عليها اسم المثلث الذهبي لأنه يتشكل بالثلاثة أنهر وهو يضاهي (المقرن) ويضيف شرف الدين، إن كثيرا من الدول تحاول خلق امتدادات للبحار داخل المدن لتكون المدن مخترقة بالمساحات المائية، نحن عندنا خرطوم يشكلها النيل بالأنهار الثلاثة دون تدخل إنساني ليجعلها منطقة جاذبة من حيث الطبيعة لذلك التنمية العمرانية في الخرطوم قامت على الأنهار وقد بدأت القصة على شكل دائري من توتي و(إدورت.. إدورت) إلى أن أصبح التشكيل على النيل.
من اختار الخرطوم لتكون عاصمة؟
التفكير في اختيار عاصمة غير الخرطوم ليس جديدا فقد خضعت من قبل لعدة تقييمات اولها في عهد الأتراك الذين عندما فكروا في مدينة لتكون عاصمة وقع اختيارهم على بربر لقربها من مصر ولكنهم وجدوا أنها ليست (مركزا وسطا) لتجمع كل أطراف السودان فذهبوا لسنار وكان يخشون الملاريا في الخرطوم لوجود المستنقعات فوجدوا ذات الملاريا الموجودة بالخرطوم موجودة بسنار فتركوها وذهبوا لمدني ووجدوا ذات المخاوف، ورأوا لطالما أن الملاريا موجودة هنا وهناك فلنبحث عن موقع جميل فاتفقوا على أن تكون الخرطوم، ثم ذهب الأتراك وأتت فترة المهدية التي جعلت العاصمة في أم درمان بعد أن وصف الخرطوم بأنها دار فساد. ولم يدم الأمر طويلا فجاءت حملة انتقامية من المستعمر دمرت أم درمان وأعادت الخرطوم مرة أخرى عاصمة للبلاد بتقييم المستعمر البريطاني
إذاً فالخرطوم قُيّمت ثلاث مرات في ثلاثة عهود الأتراك، المستعمر البريطاني وحكومة الاستقلال واختيرت كعاصمة للبلاد.
ماهي مزايا الخرطوم؟
أشار دكتور شرف الدين بانقا وهو يعدد المزايا، إلى أن الخرطوم من ناحية وسطية فليس هناك أفضل منها، وبالطبع الناس يحتاجون لعاصمة غنية بالموارد الطبيعية تجعل العيشة فيها سهلة فالخرطوم بها مياه من كل الموارد جوفية ونيل وغيره، إذا ذهبت لكثير من المدن الأخرى في غرب السودان أو أواسطه ستجد مشاكل مياه كبيرة لدرجة الاحتياج الشديد إضافة لأن الخرطوم بها أرض صالحة للزراعة وللسكن وفي مناطق أخرى ليس هناك متسع من الأرض.
ويلفت بانقا إلى ميزة أخرى للخرطوم وهي أنها ملتقى طرق وبها 400 كلم مواجهة للنيل فكل نهر من الثلاثة له واجهة فإذا أردت القيام بالتنمية ل400 كلم فهذا سهل والخرطوم مقصود بها العاصمة المثلثة وهذا يعني ثلاث مدن كل مدينة لها هوية مختلفة وتخطيط مختلف ومجتمع مختلف وهذا يثري الحياة فهل من الأفضل لي كمواطن البقاء في مدينة واحدة أم اتنقل فأذهب إلى أم درمان وأجدها مختلفة عن الخرطوم وبحري والعكس صحيح وبالتالي إثراء الخرطوم كبير جداً.
عيوب الخرطوم
فالخرطوم مثلها وكل المدن له مشاكل مثلما مزاياها، فمشكلتها الأساسية أنها لم تجد تعميرا أو حماية يليقان بها، وليست هذه بالمشاكل المستعصية ويقترح الوزير الأسبق إحاطتها بالسدود واستخدام العلم والهندسة الصحيحة وتلك عملية سهلة جدا حسب تعبيره جدا كما أنها تحتاج إلى عبارات نهرية لأنها تملك خطوط مائية منتشرة .
اقتربوا يا حكام
الخرطوم كموقع ليس لها مثيل ولكن المشكلة في الناس – بحسب شرف الدين بانقا – الذي أشار إلى أنه دائما يقولون إن المدن قادرة على معالجة مشاكلها إذا الحكام والمسؤولين اقتربوا من المجتمعات فإذا كان من يديرون المدن قريبين من المجتمعات فإنهم يستطيعون تحريكها لتنمية تلك المدن لأن المجتمعات فيها العلماء والمقاولون والاستشاريون ورؤوس الأموال والمستثمرون وبالتالي إذا عملت استنفارا للمجتمع ليشارك في التنمية فإن المدينة تستطيع أن تحل مشاكلها بنفسها وهناك كثير من الأمثلة وإذا شارك المجتمع يتحرر الاقتصاد من هيمنة الدولة. ومما سبق يتضح لنا أن مشكلة الخرطوم في السياسات وليس الموقع، فالخرطوم هي الآنسب سياسياً واقتصادياً وسياحياً.
استفتاء الشعب
أجرينا استطلاعاً في (فيس بوك) لمعرفة من الذي يختار الخرطوم، وطلبنا فيه آراء المشاركين حول دعوة تغيير العاصمة وطلبنا من المؤيدين للدعوة ترشيح مدن عاصمية مع ذكر الأسباب، وهنا يرى الصحفي أحمد جبريل أن الدويم تبدو مناسبة مع توسعة طريق الخرطوم كوستي وإكمال طريق المناقل أبو حبيرة وإكمال الطريق الغربي من أم درمان حتى كوستي وطريق الأبيض الدويم ومطار دولي بالدويم.
أما (آمنة ساتي) فرشحت الأبيض لأنها ولاية شبه مكتملة، فالخرطوم بها زحمة غير محتملة ويجب على الوالي وكل الولاة توطين الخدمات في ولاياتهم. فيما أشار إيهاب عثمان أحمد الغزالي إلى أنه سبق وأن تم نقل عواصم في العهد الحديث كما تم في نيجيريا، وقال إنه من الناحية الفنية والاقتصادية أفضل بناء مدن جديدة من تحديث القديم، فإهمال الريف فرق مناطق الإنتاج الحقيقية من القوى المنتجة مما ترك أثرا في الاقتصاد القومي، فتنمية جميع المناطق وتوفير الخدمات والاهتمام بالمواطن المحلي حتى يستقر، فحل مشكلة العاصمة لا يحل من منظور ولائي بل حسب الدستور بشكل مركزي أي الحكومة الأم صاحبة القرار وليست الولاية هذا من الفهم المغلوط عند كثير من الناس نتيجة لتقاطعات الصلاحيات، فقبل كل شئ يجب أن يفكر الوالي في اتجاه تفريغ العاصمة بتشجيع الهجرة العكسية وفتح آفاق إنتاج جديدة للإنتاج والناس لديها الاستعداد للرجوع، فهم الآن استوطنوا مناطق إنتاج الذهب وعمروها والبعض ميسور الحال ركب سفينة الهجرة الشرعية وغير الشرعية، وننصح بمناقشة مثل هذه المواضيع في الغرف المغلقة ومع أهل الاختصاص كما تفعل تركيا. أما (محمد إدريس) فيقترح بقاء العاصمة ونقل الوالي.
مقترحات قوية
ورشح شاكر رابح الدويم لما تتمتع به من موقع وسط السودان تقريبا أراضي واسعة مما يسهل عملية تخطيط المدينة أو العاصمة بشكل علمي وهندسي فريد على ضفتي النيل وهو ما يمكن من قيام فنادق وأماكن سياحة موقعها آمن جدا سوف تسهل مهمة الأجهزة الأمنية حيث توجد أرض الباجة من الغرب والنيل من الشرق. أما المدوّن (صائد الذئاب) فقد اقترح جعل كل الولايات تسمى عاصمة دون تحديد عاصمة معينة مما يجعل التنوع مطلوبا. أما المهندس عثمان حيدر فهو يرى أن كلمة عاصمة جديدة تعني بالضرورة قيام مدينة جديدة بكل ما تحتويه الكلمة من معانٍ وليس نقل العاصمة لمدينة أخرى هي أسوأ حظاً من الخرطوم، يعني منطقة صحراء خالية من كافة المناشط الحياتية والسكان ثم تبدأ بعمل بنيات تحتية متكاملة بمفهوم العاصمة… ثم تتولى جهات عقارية عالمية تشييد بنياتها التحتية بالكامل ويشمل مرافق الدولة ومؤسسات الحكم نظير امتياز تسويق وبيع الأراضي لصالح هذا المشروع بقيمة عالية، على أن تمنح العاصمة الجديدة امتيازات الاستثمار كمنطقة حرة جميع مدخلات البناء والتشييد بها معفاة جمركياً لمدة عشر سنوات لتشجيع البناء، كما يتم منح إقامة دائمة للأجانب المالكين للعقارات في العاصمة الجديدة بأسعار لا تقل عن 100.000 دولار وحتى مليون دولار بأنظمة إقامات بفترات زمنية متفاوتة حسب المبالغ المستثمرة بالعاصمة الجديدة.
أما صديق حسن المكابرابي، فأشار إلى أنه لا مجال لنقل العواصم بل يجب نقل التنمية إلى كل ولايات السودان، وابسط شئ أن يتم توزيع القنصليات الأجنبية على المدن الكبرى ونقل بعض الوزارات السيادية وتوزيعها على الولايات الكبرى وتقليل أساطيل الوزارات ووكلائها التي لا معنى لها وتفكيك الشركات الوهمية الأمنية وتوزيع ميزانياتها الخرافية على الريف.
الجديد شديد
اللواء عمر نمر استطلعته (الصيحة) كونه رئيسا للمجلس الأعلى للبيئة التي تحدث الوالي عن رداءتها وكمعتمد سابق للخرطوم فأشار إلى أن قيام عاصمة جديدة يتوقف على الإمكانات وأضاف أن فكرة العواصم الجديدة نفذت في جزء كبير من دول العالم كمعالجة لقضية الزحام ووصفها ب(الفكرة الرائدة) وأردف أن على المحليات دور كبير جدا في تحسين البيئة بالنظافة وعلى وزارة البنى التحتية إنشاء دور بنى تحتية تليق بالعواصم، صحيح الشكل العام تحسن حتى على مستوى العاصمة القديمة لكن من الأفضل قيام عاصمة جديدة تتوفر لها كل الإمكانيات التخطيطية اللازمة اللائقة بمقام العواصم المستقبلية
قلت لنمر، بما أن الخرطوم (قفلت) فقد فهمنا دعوة الوالي على أساس عاصمة ولائية فقال إن في غرب الخرطوم وشرقها وأم درمان وشمال شرق بحري مساحات تصلح لقيام مدن جديدة وختم حديثه بقوله (نحبذ قيام عاصمة جديدة مع تطوير القديم).
دعوة غير مدروسة
الخبير الاقتصادي بروفيسور عصام الدين عبد الوهاب بوب، أشار إلى إمكانية تنفيذ رغبة الوالي على الرغم من أن الدعوة لم تقم على دراسات وتقييم اقتصادي واجتماعي مكتمل، وقال ل(الصيحة) إن واقع الحال يشير إلى أن الخرطوم توسعت بقدر أكبر من القدرة على إدارتها وتوفير الخدمات لسكانها بصورة صحيحة وهناك مؤشرات بوجود زيادات في أعداد النازحين إلى العاصمة ورغم أن المعالجة الصحيحة هي الانفتاح على الريف ولكن المعالجة الحالية هي نقل العاصمة وبصورة عاجلة رغم أن هناك مصاعب تمويلية كبيرة لا ارى أن الحكومة قادرة على تنفيذها ولذلك يكون المقترح الحقيقي هو الاتجاه غربا إلى شرق كردفان باعتبار وجود وفرة في عناصر إنشاء عاصمة جديدة.
قلت لبوب "وماذا إذا كان الوالي يقصد نقل العاصمة إلى أطراف الخرطوم بغرض تفريغ المركز"، فأجاب باستحالة ذلك وقال إن العاصمة الإدارية مفروض تنتقل 90 كيلو غرب الخرطوم لكن الخرطوم بوضعها الآن تبقى كما هي، وزاد، إذا نقلت العاصمة فلسنا الوحيدين، ففي البرازيل كانت ريودي جانيرو هي العاصمة ولما زادت الكثافة تحولت العاصمة لبرازيليا وفي نيجيريا العاصمة الإدارية أصبحت أبوجا بدلا عن ليغوس، وبحسب بوب فيبدو أن الحكومة لم تجر تقديرات سكانية للخرطوم ولكن يتضح من استهلاك المواد أن قاطني الخرطوم حوالي 12-14 مليون وهذا عدد ضخم جدا
ورجح بوب نقل العاصمة لأن المواصلات بطريقتها الحالية لا يمكن تنجح، وقال نحن محتاجين مترو أنفاق مثل الذي في القاهرة ولكن ليس لدينا إمكانيات ومحتاجين لإمدادات غذائية وكهرباء وكل ذلك غير متوفر لذلك لابد من نقل العاصمة.
إذا أصبح التغيير حتمياً فأي مدينة يمكن ترشيحها؟
وزير الإسكان الأسبق شرف الدين بانقا يجزم بأنه لا بديل للخرطوم إلا الخرطوم وعندما قلنا له إن بورتسودان مهيئة لتكون عاصمة عمرانياً وسياحياً وقد رشحها البعض طرح علينا سؤالا، بورتسودان بها كم شخص؟ طبيعة السودانيين أنهم يذهبون لأكبر قائد وظيفي وبالتالي سيذهب كل أولئك الناس لأن بورتسودان لا يثقون في القائد الموجود بمدينتهم وبالتالي الخرطوم التي ينتقدها الوالي الآن ستنشأ مثلها في أم درمان وبورتسودان وسيزيد الناس واللاجئين لأن الخدمات في المركز ولم يعلم الناس كيف يتعاملون مع الأمر ولو تُرك الأمر للمجتمع فكل مدينة ستحل مشاكلها ولكنه تُرك للدولة وهم يأتون لرؤية الدولة فالدعوة من أساسها ساذجة.
الصيحة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.