اعلنت ادارة جامعة الخرطوم امس الثلاثاء تعليق الدراسة في مجمع شمبات ، بينما ابقت على الدراسة في مجمع الوسط . وكانت لجنة طلاب جامعة الخرطوم قررت صباح امس الثلاثاء بدء اعتصام شامل في جميع كليات الجامعة ، احتجاجا على اعتداءات المليشيات المسنودة بالاجهزة الامنية ، واصدرت رابطة طلاب كلية الطب بيانا يؤكد التزامها بالاعتصام . ودعا المحلل السياسي ل ( حريات ) رموز البلاد السياسية والمدنية والثقافية للالتحاق بالاعتصام تضامنا مع طلاب جامعة الخرطوم ، كما دعا نشطاء الى التضامن مع الطلاب بالحشد بمجمع شمبات يوم الجمعة 9 مايو للمساهمة في اعادة بناء الداخليات التي احرقتها مليشيات طلاب المؤتمر الوطني . ويقول شهود عيان ان طلاب مجمع الوسط نفذوا الاعتصام بنسبة 100% وان طلاب كلية العلوم رفضوا الدخول للامتحانات المقررة امس الثلاثاء . وكانت مليشيات طلاب المؤتمر الوطني اقتحمت الاثنين داخلية شمبات واطلقوا قنابل الملوتوف مما ادى الى احراق عدد من الغرف . وقال شهود عيان ان مليشيات طلاب المؤتمر الوطنى قدموا الى الداخلية على متن ثلاث بكاسي مسلحين بالسيخ والسكاكين والسيوف وقنابل الملوتوف . واقتحمت المليشيات الأحد 4 مايو الحرم الجامعي – ل (مجمعي الوسط وشمبات) لفض اعتصام الطلاب السلمي ، وشنت عنفا عشوائيا في كليات الجامعة، وإعتدت بالضرب على الطلاب ، مما اسفر عن اصابة ( 14 ) طالبا بجروح من بينهم اثنين اصاباتهما خطيرة ، كما مزقت كل الصحف والملصقات الحائطية ، واعتدت على قيادات الروابط والجمعيات الطلابية وأصابت مجموعة من القيادات بإصابات متفاوتة ، وتصدى طلاب وطالبات الجامعة للمليشيات وأجبروهم على الفرار خارج أسوار الجامعة والإحتماء ب (مسجد الجامعة) . واستأنف طلاب جامعة الخرطوم 21 ابريل اعتصامهم بمجمع الوسط الذي استمر ما بين 5 – 14 ابريل ، ثم علقوا الاعتصام فى 15 ابريل استجابة للاتفاق مع اساتذة الجامعة ، ولكن ادارة الجامعة لم تلتزم بالاتفاق ولم تشرع فى اية خطوات عملية لتنفيذه بل واصدرت بيانا يؤكد رغبتها فى المماطلة ، مما حدا بالطلاب لاستئناف الاعتصام من جديد . ويطالب طلاب جامعة الخرطوم بالتحقيق الجاد في قتل الشهيد علي ابكر وضمان القصاص العادل بتقديم المتورطين للمحاسبة القانونية ، وتفكيك المليشيات وما يعرف بالخلايا الجهادية التابعة للنظام التي تسيطر على مسجد الجامعة و تتخذه مخزنا للسلاح المستخدم في ترويع الطلاب ، واعادة الدراسة في الجامعة بشكل كلي متضمنا الكليات المعلقة ، وعودة اتحاد الطلاب كونه يمثل ضرورة حيوية لتمثيل الطلاب وضمان استقرار الجامعة. واوردت صحيفة ( سودان تربيون ) ان إعتصام طلاب جامعة الخرطوم أدى إلى خلافات عميقة بين الاجهزة الأمنية الحكومية تبلورت عشية الثلاثاء في ملاسنات حادة نشبت بين منسوبي جهاز الامن الوطني وضابط برتبة كبيرة من الشرطة، قبيل لحظات من اقتحام طلاب ينتمون للمؤتمر الوطني للحرم الجامعي في محاولة لفض الاعتصام بالقوة. وطبقاً لمصادر الصحيفة فان الشرطة حاولت منع بعض الطلاب الذين تجمعوا خارج الجامعة وهم مسلحين بالمدي والسواطر والعصي من الدخول إلى مقر الجامعة التى يتخندق بداخلها الطلاب المعتصمين غير ان بعض منسوبي جهاز الامن منعوا افراد الشرطة من اعتقال الطلاب المهاجمين والذين ينتمون للمؤتمر الوطني . واضافت المصادر ان ضباط الشرطة بعد ملاسنة ومخشانة مع منسوبي جهاز الامن الوطني كادت ان تتحول الى نزاع بين افراد القوتين جاءتهم أوامر عليا بعدم اعتقال طلاب الوطني مما اغضب قائد قوة الشرطة المرابطة حول الجامعة ليصدر بدوره قراراً لقوته بالانسحاب من الجامعة احتجاجاً.
