أدت الخلافات في أمانة الشباب بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الي تعميق ازمة نادي المريخ لكرة القدم وتهديد نشاط الفريق، في وقت حذّر فيه خبراء من تكرار عقوبة الفيفا على السودان. وكان مجلس إدارة نادي المريخ قد رفض قرار وزارة الشباب والرياضة بولاية الخرطوم القاضي بحله وتعيين لجنة تسيير جديدة. واعتبر القرار غير قانوني وانه " سيقاومه بكافة الوسائل القانونية الممكنة". وقال عضو المجلس ولاعب المريخ السابق هيثم الرشيد "للتغيير الالكترونية" انهم يرفضون قرار الوزير الولائي الذي وصفه بانه " غير قانوني ويستند علي مبررات واهية". واضاف "سنناهض القرار لأننا مجلس منتخب من قبل الجمعية العمومية وسنلجأ لكل الوسائل القانونية بما فيها لجنة التحكيم الرياضية الدولية والفيفا لاسترداد حقوقنا". وفي خطوة مفاجئة كان وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم والقيادي بحزب المؤتمر الوطني اليسع الصديق قد اصدر قرارا بحل إدارة نادي المريخ وتعيين لجنة تسيير جديدة من ضمنها رجل اعمال يحمل الجنسية التركية. وقال في حيثيات قراراه ان المرحلة تتطلب تدخل الوزارة وإخراج المريخ من المأزق الذي يعيش فيه، وانه تدخل طبقا للسلطات المخولة له في هذا الإطار. وعين الوزير محمد الشيخ مدني رئيساً للمريخ وعضوية اخرين من بينهم رجل الاعمال التركي أوكتاي شعبان والذي اثار قرار تعيينه جدلا واسعا وسط الأوساط الرياضية والسياسية علي حد سواء باعتباره اول شخصية اجنبية يكون عضوا في إدارة احد الاندية الكبري في البلاد. ودخل فريق المريخ الذي يعتبر احد النادييين الكبيرين في السودان – بجانب غريمه الهلال – في ازمة كبيرة منذ استقالة رئيسه السابق رجل الاعمال والقيادي في الحزب الحاكم جمال الوالي في منتصف العام الماضي وظل الفريق بلا رئيس منذ ذلك وقت. ورفضت مفوضية الهيئات الرياضية ترشيح رجل الاعمال المثير للجدل ادم سوداكال والذي فاز بالتزكية خلال الانتخابات التي أقيمت نهاية العام الماضي بحجة ان طعونا قدمت بأهليته في إدارة النادي العريق. وقالت مصادر " للتغيير الالكترونية" ان قيادات من الحزب الحاكم واحد اشقاء الرئيس البشير قد اشترطوا علي سوداكال التخلي عن جزء كبير من ثروته – والتي تقدر بملايين الدولارات – لهم حتي يتمكن من الخروج من السجن الذي يقبع فيه حاليا ومن ثم يتولى إدارة نادي المريخ. واوضحت المصادر تقول " بعض من قيادات الحزب الحاكم وخاصة من أمانة الشباب وَعَبَد الله شقيق الرئيس البشير قابلوا سوداكال اكثر من مرة في سجن كوبر واشترطوا عليه ترك جزء من ثروته وأصوله لهم حتي يسمحوا له بالخروج من السجن وإدارة نادي المريخ .. لكن المفاوضات وصلت الي طريق مسدود بعد ان رفض سوداكال هذا العرض وقال انه مستعد لترك جزء من ثروته لهم بعد ان يضمن شطب التهم التي توجه له وخروجه من السجن وتروؤسه لنادي المريخ ". ويقبع سوداكال في سجن كوبر الشهير في الوقت الحالي حيث يواجه العديد من التهم من قبل رجال اعمال إماراتيين وفلسطينين تتعلق بالنصب والاحتيال والحصول علي ملايين الدولارات بطرق غير مشروعة. وأصبح الحزب الحاكم يتدخل في شؤون وإدارة كرة القدم في السودان وخاصة ناديي الهلال والمريخ حيث ظل جمال الوالي رئيساً للمريخ لاكثر من 13 عاما منذ ان تم تعيينه كرئيس لجنة لتسيير النادي منذ ذلك الوقت. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا" قد علق نشاط كرة القدم بالسودان في يونيو الماضي بعد تدخل جهات حكومية في عمل الاتحاد العام لكرة القدم ، الامر الذي ادي الي تضرر الاندية السودانية المشاركة في البطولات الافريقية منها وبالذات فريق المريخ. ويري نقاد رياضيون مهتمون بشأن المريخ ان الفيفا قد يعود مرة اخري لتعليق نشاط كرة القدم في السودان في حال اصرار الوزير الولائي علي قراره وتمسك مجلس المريخ المنتخب بموقفه الرافض للحل ومن ثم رفع شكوي رسمية للفيفا. والقى قيادات الحزب الحاكم باللائمة على بعضهم في الحال الذي وصل اليه الفريق الاحمر. حيث اكد امين أمانة الشباب بالحزب عصام عبد الله في حوار صحافي اجري معه مؤخرا ان السبب في ما وصل اليه الوضع في المريخ هو اليسع نفسه ، وسارع الاخير بنفي هذه التهمة عن نفسه، معتبرا ان جهات – لم يكشف عنها – لا تريد مصلحة فريق المريخ. وفشلت الاندية والمنتخبات القومية السودانية طوال فترة الإنقاذ الحالية بالظفر باي بطولة أفريقية او عربية مرموقة بالرغم من كثرة المشاركات. وآخر بطولة مرموقة فاز بها فريق سوداني هي بطولة الكونفدرالية الافريقية التي احرزها المريخ في العام 1989. كما ظل لقبي الدوري الممتاز وكأس السودان حكرا علي ناديي القمة الهلال والمريخ بعد ان هبط الفريق الذي كان يشكل مثلثا كرويا معهما وهو نادي الموردة الي مصاف دوري الدرجة الاولي منذ سنوات ولم يستطع العودة مرة اخري الي صفوة الاندية. التغيير