تصاعدت حدة التوتر في منطقة أبيي السودانية الغنية بالبترول على خلفية اتهامات متبادله بين قبائل المسيرية والدينكا نقوك بشأن احقية المشاركة في الاستفتاء على هذه المنطقة المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه. وذكرت وكالة فرانس برس ان قبائل المسيرية العربية عينت حكومة محلية موازية في منطقة ابيي المتنازع عليها والواقعة على الحدود بين شمال السودان وجنوبه. ونقلت عن مختار بايو نمر ناظر عموم قبائل المسيرية ان "اعلان الحكومة قام به مواطنون على الارض وهو ردة فعل لما قام به رئيس ادارية ابيي". واوضح ان رئيس ادارية ابيي "عين اولا معتمدين في الادارية دون استشارة احد،وثانيا اعلن انه سيقيم استفتاء منطقة ابيي منفردا دون انتظار احد، والامر الثالث ان (قبائل) دينكا نقوك اعلنت انها اعتبارا من 30 تشرين الثاني/نوفمبر لن تسمح لافراد قبائل المسيرية بالمرور عبر ابيي ليصلوا الى نهر بحر العرب". واضاف "انهم يريدون ارسال رسالة لرئيس ادارية ابيي بانه اذا فعل ذلك فاننا يمكن ان نعلن حكومتنا المستقلة". واشارت جريدة الصحافة الى خروج تظاهرات سيرتها عشائر دينكا نقوك احتجاجاً على حديث الرئيس عمر البشير امام مجلس الشورى،وطالبوا فيها بإجراء استفتاء في منطقة ابيي بالتزامن مع استفتاء الجنوب ،ودعوا الى عدم السماح لقابائل المسيرية بدخول المنطقة. وقالت ان اعيان قبيلة المسيرية قد دخلوا في اجتماع استمر لاكثر من ساعتين بفندق وسط الخرطوم لاتخاذ قرار موحد حول الموقف من ابيي. ونقلت الصحيفة عن سلطان "دينكا نقوك" كوال دينق مجوك قوله إن المظاهرة قامت بتسليم ادارية ابيي وبعثة الاممالمتحدة مذكرة احتجاج مكتوبة وموقعة بواسطة المجتمعات المحلية واللجنة التنفيذية للمجتمع المدني بالمنطقة تطالب بالالتزام ببروتوكول ابيي وقرار التحكيم حول الارض. ويزداد التوتر مع اقتراب موعد الاستفتاء في جنوب السودان المقرر الشهر القادم، اذ بات شبه المستحيل اجراء استفتاء مشابه في منطقة ابيي اذ لم يتم بعد تعيين لجنة لتنظيم الاستفتاء في هذه المنطقة. وكان رئيس ادارية ابيي الجنوبي دينج اروب كول اكد ان سكان ابيي سينظمون استفتاءهم الخاص اذا لم تتمكن اللجنة من ذلك الامر الذي أثار ثائرة قبائل المسيرية. ويتنازع الشمال والجنوب في تحديد من له صلاحية الانتخاب في منطقة ابيي اذ يطالب الجنوب باقتصار التصويت على سكان المنطقة من قبائل دينكا نقوك الجنوبية، بينما يطالب الشمال بشمول قبائل المسيرية العربية البدوية التي اعتادت على الرعي في هذه المنطقة. ونص اتفاق السلام، الذي وضع عام 2005 حدا لعقدين من الحرب الاهلية، على اجراء استفتاء في كانون الثاني/يناير 2011 بشأن حق تقرير المصير لجنوب السودان. وقد عرض الاتحاد الافريقي الاسبوع الماضي على الرئاسة السودانية "حلولا" لمسألة ابيي التي يمكن ان تؤثر على الاستفتاء الاخر بشأن تقرير مصير جنوب السودان المقرر في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل.