ناولت الصحف العربية يوم أمس الاثنين العديد من الموضوعات والقضايا، أبرزها الاحتجاجات المتواصلة في السودان وتشير "الحياة" اللندنية إلى استمرار "انتفاضة الخبز وسط السودان وهدوء في الخرطوم". ويقول محمد أبوالفضل في "العرب" اللندنية إن "مستقبل البشير السياسي مرهون بالتحسن الاقتصادي". ويخلص الكاتب إلى أن "خيار الانقلاب من داخل القصر وخروج البشير وبعض رفاقه آمنين، كي يظل النظام قائما بوجوه جديدة، طريقا غير مستبعد لتفويت الفرصة على جرف التظاهرات والاحتجاجات رؤوسا كبيرة في الحكم، لأن فرصة التحسن الاقتصادي الملموس في ظل وجود البشير بعيدة المنال". ويقول سعيد الشهابي في "القدس العربي" اللندنية إنه "رغم الضعف الاقتصادي العام في السودان، إلا أن أحدا لم يتوقع أن تنفجر الاحتجاجات في مدنه بالحجم الذي حدث في الأيام القليلة الماضية". ويرى الكاتب أن المظاهرات الأخيرة "صرخة من هذا البلد للضمير الإنساني والعربي والإسلامي لإنقاذه من دوامة المماحكات السياسية الداخلية من جهة، والتأرجح السياسي على صعيد الخارج ثانيا، وركود العملية السياسية ثالثا". "تناقضات وازدواجية المعايير" ويسرد وائل قنديل في "العربي الجديد" اللندنية ما يراه "أبرز ما فرضه الامتحان السوداني العسير من أسئلةٍ كاشفةٍ للمواقف الحقيقية والانحيازات الصريحة، مع الشعوب وضدها، ومع المبادئ وعكسها، وهو الامتحان الذي أظهر مساحةً هائلة من التناقضات وازدواجية المعايير، والتواطؤ، الصامت أحيانًا، والصارخ في أحيان أخرى". وفي مقاله بعنوان "أسئلة الامتحان السوداني الصعب"، يتسآءل قنديل: "كيف تكون مع حق السوريين في الغضب والثورة، والسعي إلى الانعتاق من الاستبداد، ثم تتخذ موقفًا سلبيًا، متواطئًا، ضد حق السودانيين في المطالبة بالتغيير، والتحرّر من استبداد ثلاثة عقود متواصلة؟ … لماذا يكون الحراك الجماهيري في سوريا سعيًا إلى الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، بينما الحراك السوداني تخريبًا وعنفًا وهدمًا لمقومات الدولة السودانية؟ كيف تكون مع الثورة الشعبية في نقطة، وضدها في نقطة أخرى؟". والبشير أحد أكثر القادة الأفارقة والعرب بقاء في السلطة، وقد تولى السلطة في انقلاب دعمته حركة الإخوان المسلمين عام 1989. واقترح نواب هذا الشهر تعديلا دستوريا لرفع القيود على فترات الرئاسة التي كانت ستلزمه بترك السلطة في 2020. نقلا عن بي بي سي