قالت السلطات السودانية يوم الاثنين أنها طردت منظمة (أطباء العالم) الفرنسية من ولاية في اقليم دارفور واتهمتها بالتجسس على الحكومة ومساعدة المتمردين. وقالت مصادر بالاممالمتحدة طلبت عدم الافصاح عنها ان مسؤولي أمن سودانيين داهموا مجمع المنظمة واعتقلوا العاملين في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور يوم الخميس. وكانت علاقات السودان - الذي يرتاب من اي تدخل أجنبي - متوترة مع منظمات الاغاثة التي جاءت لمساعدة مئات الالاف من النازحين نتيجة لصراع دارفور المستمر منذ ثماني سنوات بين القوات الحكومية والمتمردين. وقال عاملون في أربع منظمات اغاثة طلبوا عدم الافصاح عن اسمائهم لرويترز انه جرى في الاونة الاخيرة تشديد قيود السفر وتدهورت الاوضاع الامنية. وقال عبد الحميد كاشا حاكم جنوب دارفور لرويترز انه يعلن يوم الاثنين قراره بطرد المنظمة من الولاية. وأضاف وهو يشير الى احدى الجماعات المتمردة في دارفور ان العاملين في منظمة أطباء العالم يعملون جواسيس وان المنظمة ترفع تقارير سلبية عن الولاية وتدعم حركة عبد الواحد محمد النور بالمال والغذاء والدواء. وقال مدير عام منظمة أطباء العالم التي يقع مقرها في باريس بيير سالينيون انه لم يتسلم أي اشعار رسمي بشأن الطرد. وقال لرويترز "نحن منظمة انسانية تحاول الوصول الى الناس في وضع بالغ الصعوبة." ومنظمة أطباء العالم من اخر المنظمات التي كانت تعمل في منطقة جبل مرة وهي معقل للمتمردين وموقع اشتباكات في الاونة الاخيرة. وتقول منظمات اخرى ان الحكومة منعت الوصول الى أجزاء واسعة بالمنطقة لمدة عام. وقالت مصادر بالاممالمتحدة ان مسؤولي أمن اعتقلوا أكثر من 12 سودانيا يعملون لدى منظمة أطباء العالم يوم الخميس ثم افرجوا في وقت لاحق عنهم باستثناء اثنين. وأضافت المصادر ان موظفين اجنبيين سافرا من نيالا الى الخرطوم في مطلع الاسبوع. يأتي الطرد في توقيت حساس بالنسبة للسودان الذي يحاول اقناع القوى الغربية بمساعدته في الاعفاء من ديونه وتخفيف العقوبات التي فرضت لاسباب منها صراع دارفور. وواجه السودان ادانة دولية عندما طرد 13 منظمة مساعدات بارزة من بينها أوكسفام والفرع الامريكي لمنظمة أنقذوا الاطفال في مارس اذار 2009 واتهم السودان هذه المنظمات بنقل معلومات الى المحكمة الجنائية الدولية. وأصدرت المحكمة أمر اعتقال بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير ليواجه اتهامات بتدبير ابادة جماعية وارتكاب جرائم حرب أثناء حملة الحكومة لسحق الانتفاضة في دارفور. وقالت بعض منظمات الاغاثة التي مازالت تعمل انها تواجه مضايقات على نطاق واسع تستهدف الافراد العاملين بها وأحيانا تجبرهم على المغادرة لاسباب ملفقة أكثر منها عمليات طرد علنية. وقالت قوات حفظ السلام التي تقودها الاممالمتحدة في دارفور ان سلطات غرب دارفور حذرت في الشهر الماضي العاملين في منظمة خدمات الاغاثة الكاثوليكية الامريكية من انهم ليسوا في أمان وطلبت منهم المغادرة. وقالت مصادر الاممالمتحدة انه في وقت لاحق تم توزيع منشورات في عاصمة ولاية الجنينة تتهم زورا المنظمة بتوزيع نسخ من الكتاب المقدس في منطقة مسلمة. وامتنعت منظمة خدمات الاغاثة الكاثوليكية الامريكية عن التعقيب. وطرد السودان خمسة عاملين من الاممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الاحمر من غرب دارفور في اغسطس اب العام الماضي فور القاء البشير خطابا يخول الولايات طرد منظمات أجنبية تجاوزت حدود التفويض الممنوح لها.