قامت حكومة ولاية جنوب دارفور بطرد منظمة أطباء العالم الفرنسية بعد أن قامت بدعم حركة عبد الواحد محمد نور بأجهزة ثريا وكميات من الأدوية بجانب رفعها لتقارير كاذبة عن عمليات اغتصاب بدارفور.وقال دكتور عبد الحميد موسى كاشا والي ولاية جنوب دارفور لدى لقائه منظمات الأممالمتحدة والمنظمات العالمية العاملة بالولاية إن بعض المنظمات تقوم بممارسات غير أخلاقية بجانب تدخلها في العمل السياسي الداخلي مؤكداً أن الحكومة لن تتهاون في التعامل مع المنظمات التي تعمل على التخريب ودعم الحركات المسلحة بالولاية غير أنه أكد تعاون الحكومة مع المنظمات الملتزمة بالتفويض الممنوح لها في إطار العمل الإنساني فقط. ويجيء طرد الحكومة للمنظمة الفرنسية على إثر اتهامها بالتجسس على الحكومة ومساعدة المتمردين . وقال كاشا والي جنوب دارفو ان العاملين في منظمة أطباء العالم يعملون جواسيس وان المنظمة ترفع تقارير سلبية عن الولاية وتدعم حركة عبد الواحد محمد نور بالمال والغذاء والدواء. مشيرا إلى أن طرد المنظمة جاء وفقا لمعلومات توفرت للسلطات الأمنية بالولاية وحكومة الولاية بقيام المنظمة بأنشطة استخباراتية وأعمال معادية للحكومة السودانية . وأوضح ان القرار استند على مستندات تحصلت عليها أجهزة الأمن مشيرا إلى أن المنظمة ترفع تقارير سلبية وتدعم حركة المتمرد عبد الواحد محمد نور بالمال والغذاء وأكد ان الأجهزة الأمنية بالولاية ترصد تحركات جميع المنظمات العاملة هناك . وكثيرا ما أكد الرئيس عمر البشير أن المنظمات الدولية العاملة في دارفور وخاصة اليهودية منها تستغل الأزمة في دارفور بشكل سيئ بهدف استمرار هذه الأزمة. وقال البشير في وقت سابق : إن هذه المنظمات تسعى إلى جمع المال باسم سكان دارفور لكنها توظفه لدعم إسرائيل من أجل قتل الفلسطينيين في غزة. وأكد البشير سعي الحكومة إلى تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين والنازحين من دارفور إلى أراضيهم وإيجاد التنمية الحقيقية هناك بغية تصحيح الصورة السلبية التي رسمها الإعلام الغربي عن دارفور وضخم قضيتها ودولها. كما أن والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر اتهم المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني بولايته في وقت سابق، بأنها تقوم بنقل قيادات الحركات المسلحة من مناطق إلى أخرى وإجلاء جرحى تلك الحركات حال وقوع اشتباكات مع القوات النظامية. ونفى كبر حينها وجود أى قيود على حرية حركة المنظمات الدولية، مضيفاً أن الإجراءات التي ظلت تتبعها حكومته من أجل سلامة وحماية العاملين، خاصةً أن الوضع الأمني يتحكم فيه الكثير من التعقيدات مثل اختطاف العاملين والعربات. وفي السياق ذاته نجد أن السلطة الانتقالية لدارفور كانت قد جددت رفضها القاطع لتمرير أي أجندات خفية تحملها المنظمات الأجنبية من خلال عملها في الحقل الإنساني بدارفور في وقت طالبت فيه السلطة بعثة اليوناميد بضرورة الالتزام بالتفويض الممنوح لها في إطار عملها بجانب دعمها لإستراتيجية دارفور التي طرحتها الحكومة. وقال الشرتاي جعفر عبد الحكم رئيس السلطة الانتقالية والي غرب دارفور عقب الاجتماع الذي ضمه مع إبراهيم قمباوري رئيس بعثة اليوناميد ومنسق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة قبل نحو شهر إن العلاقة بين حكومات ولايات دارفور وبعثة اليوناميد تشاركية ويجب أن تنصب في خدمة إستراتيجية سلام دارفور. منظمة (أطباء العالم) من المنظمات التي تعمل في منطقة جبل مرة وهي مركز تواجد لجماعة عبد الواحد وموقع اشتباكات في الآونة الأخيرة.. وقالت مصادر الأممالمتحدة انه في وقت لاحق تم توزيع منشورات في الجنينة تتهم المنظمة بتوزيع نسخ من الكتاب المقدس في منطقة مسلمة. وامتنعت منظمة خدمات الإغاثة الكاثوليكية الأمريكية عن التعقيب. وطرد السودان خمسة عاملين من الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر من غرب دارفور في أغسطس العام الماضي فور إلقاء البشير خطابا يخول الولايات طرد منظمات أجنبية تجاوزت حدود التفويض الممنوح لها. كما أن الحكومة طردت 15 منظمة أجنبية تعمل بدارفور من بينها أوكسفام والفرع الأمريكي لمنظمة أنقذوا الأطفال في مارس 2009 بعد ثبوت نقلها لمعلومات كاذبة ومضللة إلى المحكمة الجنائية الدولية. ويعود تأسيس منظمة أطباء العالم الفرنسية إلى تصميم مجموعة صغيرة من الأطباء التابعين لحركة الدكاترة الفرنسيين "فرنش دكتورز" وفي أواخر سبعينيات القرن المنصرم ، تدخل ال "فرنش دكتورز" إلى جانب لاجئي القوارب الذين كانوا يهربون من الفيتنام على متن قوارب غير آمنة مثقلة بالبشر. عدد من أولئك الأطباء كانوا يعتقدون أنه من الضروري استئجار سفينة على متنها أطباء وصحافيين من أجل تقديم العلاج للاجئين وفضح الانتهاكات الامريكية التي كانوا يشاهدونها بأم العين أمام العالم أجمع. وفي حين وصفت رئاسة أطباء بلا حدود العملية بالحدث الإعلامي المجهز ، قرر خمسة عشر طبيبا إنشاء جمعية جديدة لا تكون رسالتها العلاج والمداواة فحسب بل الإدلاء بمعلومات أيضا لكل المختصين في مناطق عملها. وهكذا ولدت منظمة أطباء العالم في فرنسا في مارس .1980