اتهم أمين عام الحركة الشعبية لتحرير السودان التي تهيمن على جنوب البلاد باقان أموم أمس الشمال بالتخطيط لما سماه «إبادة جماعية» في الجنوب في تصعيد للحرب الكلامية قبل أقل من أربعة شهور من الانفصال المزمع للجنوب. وقال اموم للصحفيين في جوبا عاصمة الجنوب: إن «حزب المؤتمر (الوطني الحاكم) يسلح القبائل العربية على امتداد الحدود بين الشمال والجنوب حتى تمارس الإبادة الجماعية مثلما حدث مع ذوي الأصول الإفريقية في دارفور»، مضيفاً: إن «هذا هو ما يريد حزب المؤتمر أن يفعله الآن»، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى وقف «سياسة الإبادة الجماعية» هذه. وأضاف: إن الحركة الشعبية «تود التوصل إلى تسوية مع الشمال والعودة إلى المحادثات لكنها لا تجد من تتحدث معه لأن الشمال يخوض حرباً بالفعل» على حد تعبيره. ويأتي اتهام أموم بعد يوم واحد من إعلانه تعليق حزبه المحادثات مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم بخصوص الاستعدادات لاستقلال الجنوب. وقال للصحفيين في الخرطوم: إن «الشمال يسلح ميليشيات ويدربها في محاولة لأن يسقط حكومة الجنوب قبل الانفصال»، بينما وصف المسؤول في حزب المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي الاتهام بأنه «سخيف». وصوتت أغلبية الجنوبيين لمصلحة الاستقلال في استفتاء جرى في كانون الثاني بموجب اتفاق للسلام أبرم عام 2005 وأنهى عقوداً من الحرب الأهلية مع الشمال، ومن المقرر أن يسري الانفصال اعتباراً من التاسع من تموز المقبل. وكان زعماء جنوبيون اتهموا الخرطوم بحشد قبائل عرب المسيرية والميليشيات في منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها. وقال جيش الجنوب: إن الاشتباكات التي جرت هناك في وقت سابق هذا الشهر بين جماعات موالية للشمال وأخرى موالية للجنوب أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص. ويأتي تصعيد التصريحات وتعليق المحادثات في وقت خطر بالنسبة للعلاقات بين الشمال والجنوب. والقبائل المرتبطة بالشمال وتلك المرتبطة بالجنوب في ابيي مسلحة تسليحاً كثيفاً وقد حذر محللون من أن إشعال القتال من جديد لن يحتاج للكثير. ولم يحرز زعماء الشمال والجنوب تقدما يذكر في المحادثات المتعلقة بعدد من القضايا ومن بينها أي جانب له الأحقية في ابيي وكيف سيتم تقسيم الديون والأصول وكيف سيسدد الجنوب للشمال لنقل النفط بعد الانفصال.