ذكرت مصادر للجزيرة أن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية في منطقة الدمازين بولاية النيل الأزرق جنوبي السودان. في الأثناء قال الجيش السوداني إن 14 مدنيا قتلوا في هجوم نفذه الجيش الشعبي بجنوب كردفان على منطقة مرونجي جنوبي الولاية. وأعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من معلومات تحدثت عن دعم حكومة دولة جنوب السودان -المستقلة حديثا- لمسلحي الحركة الشعبية. وأوضحت المصادر للجزيرة أن الاشتباكات المتواصلة منذ أمس في منطقة الدمازين قد تنذر بوقوع حرب. من ناحيته قال والي ولاية النيل الأزرق رئيس "الحركة الشعبية قطاع الشمال" مالك عقار، للجزيرة إن مواقع الجيش الشعبي بالدمازين بما فيها منزله تتعرض لهجوم من قبل الجيش السوداني وإن الجيش الشعبي يرد على الهجوم. وأضاف أن المواجهات اندلعت حينما أطلق الجيش السوداني النار على ثلاث عربات تابعة للحركة كانت تغادر الدمازين في طريقها إلى الكرمك. واتهم الجيش السوداني بتكثيف تعزيزاته بالدمازين منذ خمسة أيام. مالك عقار قال إن منزله تعرض لهجوم من قبل الجيش السوداني (الجزيرة) الجيش يسيطر من جانبه، قال العقيد الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، إن قوات الجيش الشعبي التابعة للحركة الشعبية التي تحكم جمهورية جنوب السودان والموجودة بولاية النيل الأزرق بشمال السودان نفذت هجمات على مدينة الدمازين عاصمة الولاية وأكثر من أربع مناطق أخرى خارج المدينة. وأضاف أن الجيش الشعبي حشد قواته للقيام بهجوم متزامن على عدد من وحدات الجيش السوداني. لكن الجيش السوداني تمكن من دحر القوات المهاجمة وبسط سيطرته على المدينة بالكامل. كما قالت وزير الدولة بوزارة الإعلام السودانية، سناء حمد، إن القوات المسلحة السودانية سيطرت على الوضع داخل مدينة الدمازين مع الساعات الأولى لفجر اليوم. وأفادت الوزيرة بأن القوات السودانية تصدت لهجوم منظم من قبل قوات الحركة الشعبية على أفراد الجيش في مناطق أم جرفة وأولو والتعلية، مع تحرك عسكري للحركة الشعبية من دندرو باتجاه مدينة الدمازين. ونسب مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم، المسلمي الكباشي، لمصادر حكومية القول إن الحركة الشعبية أجلت أسر عوائل قيادييها من مدينة الدمازين إلى منطقة الكرمك استعدادا للهجوم على ما يبدو. وطالبت الحكومة مقاتلى الحركة بتسليم أنفسهم للجيش، وإلا فسيتم اعتقالهم. وفي الأثناء قال الجيش السوداني إن 14 مدنيا قتلوا وجرح 11 آخرون في هجوم نفذه الجيش الشعبي لتحرير السودان بجنوب كردفان على منطقة مرونجي جنوبي الولاية. من ناحية أخرى قال رئيس الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان، عبد العزيز آدم الحلو، إن حركته لن تأخذ إعلان الرئيس السوداني عمر حسن البشير وقف إطلاق النار في المنطقة من جانب واحد مأخذ الجِد. ميزان الحرب وأضاف الحلو أن الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان لم تعد تثق في نظام البشير، وأن ميزان القوى في الحرب، التي تدور بين قوات الحركة الشعبية والجيش السوداني منذ شهور، "يميل الآن لصالح الحركة الشعبية". وفي سياق متصل، أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها بعد معلومات تحدثت عن دعم حكومة دولة جنوب السودان -المستقلة حديثا- لمسلحي الحركة الشعبية المناهضين للحكومة السودانية في ولاية جنوب كردفان. وقالت المتحدثة باسم الخارجية إن واشنطن تدعو الجانبين إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين في جنوب كردفان، والبدء بمفاوضات رسمية للتوصل إلى وقف نهائي للمعارك والتوصل إلى تسوية سياسية. كما دعت فكتوريا نولاند الجانبين إلى احترام وقف إطلاق النار أحادي الجانب في جنوب كردفان. وكانت الخرطوم أعلنت الثلاثاء أنها رفعت شكوى لمجلس الأمن الدولي ضد جمهورية جنوب السودان، متهمة إياها بإثارة الاضطرابات بالسودان، ودعم الحركات المتمردة على الحكومة السودانية بمنطقتي جنوب كردفان ودارفور. ويشهد جنوب كردفان معارك بين القوات الحكومية السودانية ومقاتلين تابعين للحركة الشعبية قطاع الشمال كانوا يقاتلون مع الجنوب بالحرب الأهلية ضد الشمال على الرغم من انتمائهم لشمال السودان. وتقع ولاية جنوب كردفان على الحدود بين السودان وجنوب السودان. وكانت حكومة جنوب السودان نفت الأربعاء اتهامها من جانب الخرطوم بأنها تساعد المناوئين لها في جنوب كردفان. وقال وزير الإعلام بحكومة الجنوب برنابا ماريال بنجامين "هذا كذب محض من جانب الحكومة في الخرطوم، نحن لا نقدم أي دعم للمتمردين". وقال بنجامين إن الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب ليس لها علاقة الآن بالحركة الشعبية قطاع الشمال.