أخبرنى محدثي أن زيارة الوفد الالمانى الأخيرة الى السودان بتاريخ 27 فبراير الماضى كانت حافلة بالاحداث المثيرة ذات الخطورة الأمنية التي تستهدف الدولة السودانية بل تخترق امنها قال لي محدثي أن معلومات كشفها (الخواجات) تشير الى زرع اجهزة تنصت داخل مكتب مجلس الورزاء وهو امر خطير جداً و(شُغل مخابراتي). ورغم اللغط حول هذه الأجهزة و(زارعيها) إلا أن مجلس الوزراء ممثل في رئيس مجلسه لم يتفوّه حول الموضوع، بل لم يتم التطرق له إعلامياً بل تم التكتم والصمت. والناظر للمشهد أن حادثة الاعتداء على موكب دكتور حمدوك ومحاولة اغتياله برغم الزخم الإعلامي الكبير والإهتمام الدولي إلا أنها ذابت مع الأحداث المتلاحقة، حتى أن وفد AFB الشرطة الفيدرالية الأمريكية، عاد أدراجه. ما يهم الآن من وراء زرع هذه الأجهزة؟ وهل اكتفى مجلس الوزراء بمعالجة الأمر سراً لإعتبارات يعلمها، فهل سيكشف عنها؟! في مقالات سابقة أشرت إلى أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة، هي أرض محفزة للمخابرات والجريمة المنظمة، وغيرها من الأعمال التي تتنافى مع القانون. والجميع يراقب كيف لعب أيادي خارجية بالتعاون مع سودانيين في الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد وظهر ذلك قبل أيام في اثيوبيا مما يشير إلى (أجسام) هدفها أن يكون السودان في دوامة وعدم استقرار وإضعاف الحكومة، لينعكس ذلك على المجتمع في التعليم والصحة والأمن، وفي الأسواق التي تفتقد للرقابة وغيرها من الإمور التي ستكتشفها الحكومة القادمة ستجد بعض المؤسسات مثل (القماش المضروب بالشمحس محل ما تمسكوا يتشرط). ومعروف أن التوترات الأمنية أينما حلّت في أي مكان تكون أرض خصبة لكل ما هو مخالف للقانون، لاسيما نشاط الخلايا النائمة التي تعمل لحساب مجموعات أو دول، وتنشط هذه المجموعات بالتنسيق التام فيما بينها عبر الانترنت وهذا ما دعت له أجهزة الأمن والمخابرات الإفريقية (سيسا) خلال ورشتها العام 2015 إلى ملاحقة المتهمين مرتكبي الجرائم الالكترونية بمختلف أنواعها وتحديدهم، حيث أشارت الورشة إلى استغلال المجموعات الإرهابية للانترنت في عمليات التجنيد والتحريض. ودعت إلى تفعيل اتفاقية تسليم المجرمين على وجه السرعة بين الدول الأعضاء وأوصت بتحقيق التوازن بين الأمن وحقوق الإنسان مع عدم تمكين المجموعات الإرهابية من اختراق المعلومات، مع انشاء فرق للطوارئ من السيسا ومفوضية الاتحاد الافريقي لاستقبال حوادث الحاسوب على المستوى الوطني والقاري، على أن يعتبر الهجوم على أي دولة هجوم على الدول الأخرى. ورغم ما دعت إليه هذه المجموعة يبقى السؤال؛ هل تم تنفيذ هذه الاتفاقية أم أنه لازال حبيس الأدراج. حديث أخير الإرهاب ... لا وطن ولا دين ولا أخلاق ولا انسانية له (خلو بالكم) وتحسسوا شقق الخرطوم التي امتلأت به. رجاء نمر [email protected]