يزور الخرطوم الاثنين المقبل رئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير مع وفد من كبار مسؤولي دولته لإجراء مباحثات مشتركة مع حكومة شمال السودان حول عدد من القضايا. وقالت صحيفة “الصحافة" المستقلة الصادرة في الخرطوم أمس إن “وفد المقدمة" سيصل من جوبا غداً السبت لبحث عدد من الملفات الخاصة بمذكرات تفاهم يوقع عليها الرئيسان عمر البشير وسيلفا كير في مجال النفط والمياه والتعليم العام والعالي والكهرباء والسدود والصحة. ونقلت الصحيفة الواسعة الانتشار عن مصادر لم تسمها أن سيلفا كير سيصل إلى جوبا قادماً من واشنطن اليوم الجمعة للترتيب لاجتماعات الخرطوم التي ستنعقد الاثنين. وأكدت ذات المصادر أن وزارة التعليم بالجنوب رصدت جملة من المقترحات في مذكرة التفاهم على رأسها إعارة معلمين من السودان في اللغة العربية والتربية الاسلامية، وقالت المصادر إن حكومة الجنوب وضعت خطة مبدئية لأن يستمر التعاون في مجال المناهج الدراسية وامتحانات الشهادة السودانية حتى 2014 لحين اكتمال تعميم المنهج الجديد للدولة الجديدة، وأكدت أن الجنوب سيتكفل بقيمة الخدمات الفنية للعملية. وأبلغت المصادر الصحفية أن الرئيس سيلفا كير سيصل الخرطوم على رأس وفد رفيع من وزراء حكومته على رأسهم وزير الخارجية نيال دينق نيال ووزير مجلس الوزراء دينق الور، لعقد مباحثات مشتركة مع الرئيس البشير وحسم عدد من القضايا العالقة. وقال رئيس اللجنة الإشرافية المشتركة لمنطق ابيي (المتنازع عليها) من جانب دولة الجنوب لوكا بيونق إن اجتماع اللجنة كان مزمعاً عقده اليوم الجمعة بأبيي الا ان موقف حكومة الجنوب الرسمي رهن المشاركة في الاجتماع بتنفيذ اتفاق اديس ابابا الاخير بسحب القوات المسلحة من ابيي نهائيا بنهاية الشهر الجاري. من جهة أخرى أكد الدكتور لام اكول أجاوين، رئيس “الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي" المنشقة عن الحزب الحاكم في الجنوب وأبرز معارضي النظام هناك أنه سيعود قريباً الى جنوب السودان من أجل تقديم المساعدة وتنمية وبناء الدولة الجديدة كمساهمة من حزبه للتغيير الديمقراطي، حسبما كشفت صحيفة “الصحافة" التي قالت إن سيلفا كير التقى أكول في نيروبي. وقال الدكتور أكول خلال لقائه سلفا كير أمس الأول في فندق سيرينا في نيروبي، إنه لم يأت الى جوبا منذ استقلال جنوب السودان لعدد من الأسباب بعضها شخصي، وأخرى مرتبطة بالجو السياسي في البلاد. وأوضح أن لقاءه مع سيلفا كير تناول القضايا السياسية، والآن هو مستعد للحضور الى جوبا، وأنه لن يستمر في الابتعاد عن بلده. وأرسل الدكتور أكول رسالة إلى الشعب في جنوب السودان يدعوه الى الوحدة.، قائلاً “يجب علينا دفع جنوب السودان معاً ليكون متحداً من خلال الهدف المشترك المتمثل في بناء دولة جديدة في التنوع، والديمقراطية السياسية والدينية والثقافية". وحث حزبه على المضي قدما في برنامج بناء جنوب السودان، وأن يكون بمثابة مرآة لتصحيح الأخطاء للحكومة لخلق تكامل ما بين المعارضة والحزب الحاكم. وشدد بالقول: نحن انضممنا معا في دولة جديدة، فقط الوسيلة لخدمة الناس ننظر لها بطريقة مختلفة بيننا. ووصف زعيم المعارضة في جنوب السودان الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية الفريق أول سالفا كير ميارديت في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ، ب"الكلمة طيبة"، لأنها جاءت في وقت كانت فيه الدولة التي ولدت حديثا في جنوب السودان في حاجة لحسن النية من جانب المجتمع الدولي". وقال إن الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لن يستغرقا وقتا طويلا للاعتراف بجنوب السودان. ونحن الآن نحاول التطبيع مع المنظمات الإقليمية وسنتوقع السلاسة في الترحيب. وقال أكول إن موضوع الخطاب ركز على أن الدولة الجديدة التي تواجه الكثير من التحديات لبناء الدولة تحتاج لتحديد المجالات التي تحتاج فيها للمساعدة.