أثار حديث النائب الأول لرئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي عن شراء الحكومة للدولار والذهب لتوفير أموال التعويضات لإزالة السودان من قائمة الإرهاب ردود أفعال واسعة. ويري مراقبون أن حميدتي هو الوحيد من بين منظومة الحكم الحالية في البلاد الأكثر صدقا ووضوحاً وصراحة. وأشار المحلل السياسي نورين عبد القفا الي أن حميدتي ينبه الشعب السوداني وحكومته الانتقالية بحجم المخاطر والمهددات التي تعترض مسيرة التغيير وظل يحذر من الاطماع في السودان ولهذا تجده يدعو السودانيين الي التوحد وترك الخلافات جانباً. ولفت الي حديث دقلو ان الحكومة هي من اشترت الدولار وادت الي الخلل في أسعار العملات في السوق وهو أوضح مثال على عدم كفاءة الحكومة. وقال مراقبون أن حميدتي قلق وحريص على تنفيذ اتفاق السلام الذي سهر على انجازه وتحمل الصعاب من أجل وضع حد للاحتراب واسكات البنادق بل صار أكثر حرصا عليه ويهمه أن يعمل الجميع على تنفيذه بكل الوسائل لتحقيق رفاهية الشعب السوداني. وفي هذا الخصوص أوضح الخبير والمحلل السياسي استاذ القانون بالجامعات السودانية الدكتور أحمد حسن أبو قرجهَ ان دقلو وقع اتفاق السلام بجوبا مع حركات الكفاح المسلح ويدرك ان تنفيذ هذا الاتفاق يتطلب توفير موارد مالية وبما انه هو الضامن للاتفاق وهو يعلم أن الحكومة لا تستطيع توفير موارد لتنفيذ الاتفاق ومراقبة الايرادات والتحكم فيها ولهذا فهو يتحدث بكل شفافية لدفع الحكومة لكي تقوم بجهد اكبر في هذا الصدد. واشار إلى أن تصريحات النائب الأول لرئيس مجلس السيادة اتسمت بالشدة والقوة حينما قال انه لن يغطي على احد وانه سيتحدث عن المفسدين في وسائل الاعلام بشكل واضح. ويبدو ان خلفية القائد حميدتي واكسبته صفات الصدق والشجاعة والوضوح والشفافية وقول الحق وعدم المراوغة واسداء النصح دون مقابل مما يترك أثرا لدى الآخرين ومعروف ان السودانيين يتحكمون لمن يقول الحق وبعد ثورة ديسمبر ونجاحها ودون تدبير منه وجد نفسه في بلد يواجه مشاكل متزايدة ومعقدة ولكي يدير الملفات بالحكمة والحوار وجد نفسه فى حقل ألغام ومطلوب منه حلحلة المشاكل لذلك قاد التفاوض الذي أدي الي توقيع الوثيقة الدستورية وبداية الفترة الانتقالية.