أجاز رئيس دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان، الشيخ عبد الرحمن حسن حامد، السبت، بجواز التطبيع مع إسرائيل، استنادا على أدلة شرعية. وانتقد حامد فتوى سابقة لمجمع الفقه الإسلامي في السودان (هيئة رسمية للفتاوى)، بتحريم التطبيع، مشيرا إلى أن الأمر مسألة من مسائل السياسة الشرعية، وليست له علاقة بالعقيدة. وقال حامد حسب فيديو متداول، إن "مبدأ الولاء والبراء الذي أسس المجمع فتواه عليها، خاص بالدين وليس السياسة، فمسألة التطبيع هي مسألة صلح وإعلان حرب". وأكد أن "الشخص المنوط به عقد السلام أو إعلان الحرب، هو الحاكم"، مضيفا أنه "إذا رأى الحاكم ضعفا في المسلمين، ورأى مصلحة في عقد الصلح فيجب عليه فعل ذلك حفاظا على المسلمين، وذلك استدلالا بفعل النبي". وأفاد رئيس دائرة الفتوى بهيئة علماء السودان، أن "الصلح مع إسرائيل، كالصلح مع أمريكا، والصين وروسيا.. صحيح أن بيت المقدس له حرمة، لكن كل بلاد الإسلام لها حرمة ما لفلسطين". ودعا لضرورة أن يقرأ علماء الدين الواقع، حتى يكون الحكم الفقهي مسايرا له. وكان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أعلن المضي قدما في إقامة علاقات مع إسرائيل. وقال إن "إقامة علاقات مع إسرائيل سيتيح للسودان الاستفادة من إمكانياتها"، مضيفا أنه "تلقى وعدا أميركيا بشطب السودان من لائحة الدول الراعية للإرهاب". وفي مقابلة أجرتها معه قناة "سودانية 24" الأسبوع الماضي، قال حميدتي إن السودان يحتاج إلى إسرائيل، وإن ما يسعى إليه بلده هو علاقات وليس تطبيعا، مضيفا أنه يسيرون في هذا الاتجاه دون خوف من أحد. وأفاد أنهم يسعون لمصلحة السودان مع الالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، مشيرا إلى تطبيع دول عربية عدة مع إسرائيل. وفي 30 آيلول/ سبتمبر الماضي، أفتى أعضاء مجمع الفقه الإسلامي في السودان، بالإجماع، بعدم جواز التطبيع مع إسرائيل في المجالات كافة. وتتفاوض السودان مع الإدارة الأمريكية لرفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، إضافة إلى التطبيع مع إسرائيل. ولم تفضِ المحادثات التي أجراها وفد السودان بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ووفد من الإدارة الأمريكية في أبوظبي، الشهر الماضي، إلى نتائج نهائية بشأن التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب. وبينما يقود فريق من الحكومة الانتقالية مفاوضات التطبيع مع إسرائيل، يرفض مجلس وزراء السودان بقيادة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك التطبيع؛ بحجة أنه لا يحق لحكومة انتقالية اتخاذ قرار التطبيع. ويرفض السودان ربط التطبيع مع إسرائيل برفعه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في المقابل تطالب قوى سياسية سودانية ومنظمات مجتمع مدني بقبول العرض الأمريكي الخاص بتطبيع البلاد مع إسرائيل، مقابل رفعها من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وأدرجت الولاياتالمتحدةالأمريكية اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب في 1993؛ لاستضافته زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن.