(الجلد (40) جلدة لفنان شاب مشهور)...هكذا تصدر الخبر صحف الخرطوم الفنية منها والإجتماعية وحتى السياسية، في ظاهرة قد تؤرق الكثيرين، وفي ظل إزدياد مهول لتجاوزات بعض المطربين، والذين وصل الامر بهم إلى التسجيل الدائم في مخافر الشرطة ك(مذنبين اخلاقياً) وتلقي العقوبات في فترات وجيزة جداً ومتقاربة للحد البعيد، وهو الامر الذى جعل الهمس يرتفع ..وتزداد التكهنات كذلك... بعودة الفنانين لسيرتهم الاولى، والتى كانت لاتخرج بأية حال من الاحوال عن وصفهم ك(صعاليك) في المقام الاول.. (1) وحكايات كثيرة تشير إلى أمكانية العودة لمربع (الصعاليك) الذى عرف به الفنانون في بداية مسيرة الاغنية السودانية، ذلك المفهوم الذى قام عدد من رواد الاغنية بمحاربته حتى إنحسر تدريجياً ووصل إلى قاع الإهتمامات لدى الجمهور، ومن ضمن اولئك مطربون لعبوا دوراً كبيراً في تلك الفترات الحرجة أبرزهم (ابراهيم الكاشف) و(حسن عطيه) و(عثمان حسين) وحتى جيل (ابراهيم عوض) ومن بعده، حيث ارتفع الفهم لجزئية الفنان، وذابت الكثير من المفاهيم القديمة الراسخة في اذهان المواطن السوداني عن تلك المهنة، (إذا ماجاز لنا تسميتها بتلك العبارة). (2) ومزيد من اخبار التجاوزات تتوالى على صدر صفحات الصحف اليومية وكأنها تنذر بكارثة مجتمعية، والغريب ان معظم تلك التجاوزات (أخلاقية) في المقام الاول وتتنافى تماماً مع ادوار المطرب التى من المفترض ان يلعبها ويحسن بها من صورته امام المجتمع، وفي هذا يرى الاستاذ (محمد الخليل احمد) الباحث الإجتماعي أن للفن رسالة ودورا كبيرا يلعبه في المجتمع، ويمثل الفنان قدوة يحتذي بها معجبوه، ونبه (الخليل) إلى خطورة بث الرسائل السالبة، وتحديداً من النجوم اصحاب التأثير العالي على قطاعات حساسة كالشباب، كما نبه لضرورة إحترام الفنان لمكانته وعدم الهبوط إلى قاع أسود ربما لن تكفيه السنوات لإزالة تأثيره. (3) ويؤكد عدد من المواطنين الذين استنطقتهم السوداني ان حال الفن اليوم صار لايسر عدواً ولاحبيباً، وقال (عبيد احمد) التاجر بسوق ام درمان أن قضية تجاوزات الفنانين للخطوط الحمراء اصبحت من الاعتياد بمكان، حيث صار من الطبيعي ان تقرأ خبراً عن جلد فنان او حتى بالعدم ضبطه في وضع (مخل بالاداب)، ويعتقد (عثمان حسن) خريج جامعي ان السبب الرئيسي في ذلك الانفلات الاخلاقي ربما يعود مباشرة إلى عدم المام المطرب بماهية الفن ودوره، واضاف ان الثقافة ايضاً تلعب دوراً كبيراً في تجنيب المطرب للكثير من الجزئيات المشوهه لصورته.