جرت العادة ان يخطب الرجل المرأة التي تصغره سناً، الا في بعض الحالات التي تكون نادرة مع وجود بعض الظروف، والرجل الشرقي عرف بحبه لصغيرة السن التي دائماً مايبحث عنها حتى اذا قدر له ان يتزوج مثنى وثلاث ورباع، ولكن ظهرت هنالك حالات للزواج لشباب من نساء يكبرهن سناً.. فما هو سر تلك الزيجات.. هل الظروف الاقتصادية وقفت سداً منيعاً امام الشباب لتحقيق طموحهم أو كما حكى لنا احد المستطلعين عن هروبه من الفقر بزواجه من ستينية غنية واحالة حياته لجحيم لايطاق ؟ ام هناك اسباب اخرى ؟... (السوداني) استطلعت بعض الشباب الذين تزوجوا او يفكرون في الزواج من نساء يكبرونهم في السن... فماذا قالوا ؟؟ أكبر ب(15) سنة: (نسجت شباكها حولي فوقعت في حبها.. لا انكر انها اعطتني مالم اره من قبل)... هكذا ابتدر(طارق) حديثه لنا.. ويواصل: هي تكبرني ب"15" عاماً ومتزوجة ومطلقة بعد شهور من زواجها حسب روايتها لي.. تعرفت عليها في العمل ولا اعرف عن ماضيها شيئا سوي ماروته لي وهي تتصل بي في اليوم خمس مرات لاتزوجها.. واضاف المشكله ان اهلي رافضين الفكرة جملة وتفصيلاً وقالوا لا سبيل للارتباط بهذه المرأة لانها اكبر مني سناً ولكنني اري ان ليس هذا سببا فهي امرأة متعلمة وقال مبتسما :"ومرتاااحة" وتصرف مايقارب "الخمسة مليون" لذلك انا وافقت بزواجها لانها هي التي سوف تحقق احلامي. وضع مادي مميز: اما "م ع" قال انا موظف اعمل في شركة وراتبي اقل من المليون ومتزوج واب لثلاثة اطفال وتعرفت عليها في العمل وهي تكبرني ب"8" اعوام.. نشأت بيننا علاقة صداقة وسرعان ماتطورت الي علاقة عاطفية كانت تحكي لي عن وحدتها وظروفها التي تعيشها وكانت دائماً ماتعرفني على وضعها المادي والاجتماعي ويواصل حديثه قائلاً: تدخلت صديقة مشتركة بيننا في الموضوع وعرضت علي ان اتزوجها لم اتردد فيما قالته صديقتنا وعرضت عليها الزواج وهي لم تتردد في طلبي بل شعرت بها كأنها كانت تنتظر هذه الفرصة وتزوجنا في فترة زمنية وجيزة والان أسكن معها بشقتها وهي تقوم بجميع المصروفات ولا أدفع شيئا لان راتبي ضعيف ولدي اسرة وإبناء في المدارس. مرجعان للحكاية: "السوداني" التقت دكتور علم الاجتماع الامين محمد بشير وسألته حول ظاهرة زواج الشباب من نساء يكبرونهن في السن، فقال: قد يكون لها مرجعان اولها خوف البنات من العنوسة، وفقدان قطار الزواج أما الجانب الثاني هو جانب اقتصادي مشيراً إلى أن عدد الخريجين أصبح كثيراً مع فقدان فرص العمل او سوق العمل اصبح غير مشبع او غير مجدي واضاف ان هنالك مغريات من بعض البنات والنساء اللائي يردن الزواج من شاب يصغرهن سناً، وذكر دكتور الامين ان هذا الزواج الذي اسماه بالزواج "النفعي" دائماً مايحصل فيه عدم توافق وبالتالي يحصل الطلاق والخيانه الزوجية والمقارنة , مضيفاً ان العلاقة الزوجية اذا لم يحصل بها توافق وتوداد وتراحم سوف تصبح علاقة "نفعية" اكثر من رساله الزواج السامية واشار في حديثه الي ان هذا الزوج اذا توفرت له فرصة للزواج ثانية وثالثة ورابعة لا يتردد , مشيراً الي ان انتشار مثل تلك الزيجات بسلبياتها يؤدي الى عزوف عن الزواج وبالتالي يؤدي مؤشر لتخوف البنات من الزواج خوفاً من الوقوع في نفس المشاكل ويصبح الزواج شبحا , اما الايجابيات من هذا الزواج اذا كان الهدف منه رسالة الزواج السامية فهو يؤدي الى تقليل نسبة العنوسة والانحرافات والمشاكل الاجتماعية والنفسية وأضاف قائلاً: نحن لا نحكم علي الزواج من الزوجات الاكبر عمراً بأنها فاشله ولكن النسبة الاكبر هي كانت زواجا "نفعيا" وهذا ناتج عن الفهم الخطأ لحديث الرسول صلي الله عليه وسلم "تنكح المرأة لمالها وجمالها ونسبها" فهذا الحديث يؤخذ "سدا لمأربة" مستغلين هذا الحديث بما يتوافق وهواهم .وختم دكتور الامين محمد حديثه قائلاً ان هذه الظاهرة موجودة ومسلم بها ويتعامل معها الناس دون انتباه الى مخاطرها اذ انها أخذت غير المذهب السامي للزواج . تقرير : رحاب فريني