الذين يفرضون مكبرات الصوت لهداية الناس في شارع النيل، هل سألوا: كم عدد الذين "اهتدوا" في تلك اللحظة.. وكم عدد الغاضبين.. وكم عدد المتعجبين الذين يضربون كفاً بكف؟؟!! النص: كان الأبلغ أن يسموها "لجان تزكية السلطة" وليست "تزكية المجتمع" ففي هذا إفتراء وتنطع وفرض صفوي لأناس لم نخترهم ليزكونا، كأن المجتمع في هذا التعميم الماكر بحاجة إلى ولى أمر يؤدبه أكثر مما تؤدبه الظروف وفحش الحال وغول المرحلة..!! تزكونه من ماذا يا جماعة الخير.. ويا ناس البرلمان؟! الفقر؟ البطالة؟ الفساد المالي والسياسي؟ القمامة؟ المحسوبية؟ التخلف؟ الفوضى؟ الأحزاب؟ الظلم؟ الربا؟ الثراء الحرام؟ الطمع؟ الأنانية؟ الخوف، الجوع، نقص الأنفس والثمرات، النفاق،...... ؟!!!! أم نزكيه من الغناء بإعتباره "تآمراً إسرائيلياً" أيضاً..!! تبقى فقط للغلاة حائط شيرين القصير وفستانها في الخرطوم.. المدينة الجائعة المريضة المهزومة في شوارعها ومحلاتها واسواقها وبيوتها ومستشفياتها ومدارسها و.....! كأن جهة ما عاطلة عن العمل تنتظر المغنية شيرين لتسترزق بمنعها.. أو كأن شيرين هي سبب الجنون والغلاء المستشري في البلاد كالسرطان... كما لو تسببت في أزمات الوقود والسكر والزيت واللحوم والدواء..! بإضافة أزمة الثقة بين الشمال والجنوب والشعب والحكومة..!! على الطلاق شيرين "غلطانة"، يقول الرجل بجواري في الحافلة ويردف: "هي الجابرها شنو على السجم دا"..!!! نعم.. هي غلطانة لأنها إختارت الشعب الصحيح في الوقت السقيم..!!! منع شيرين بإختصار: هزيمة لشعب يريد أن يفرح وينسى جراحه ببساطة.. كما هو هزيمة للسلطة ذاتها حين تقف ضد رغبة قطاع عريض بسبب قلة لم يفوضهم أحد لهدايتنا..!!!! إذا كنتم تعتقدون بأنكم الحق وحدكم؟!! فهذا عين الباطل..!! هل سأل المتطرفون أنفسهم وهم يفرضون مكبرات الصوت في شارع النيل عن عدد الذين "اهتدوا" في تلك اللحظة.. وكم عدد الغاضبين؟؟!! وقريباً من شيرين ولونها الأسمر: هل سألوا أنفسهم سؤال الفائدة الوطنية من حضورها، على مستوى الاستثمار وسمعة البلاد..؟ أم هي المكابرة وإدعاء القوامة في سفاسف الأمور..!!! أنتم لا تخيفون أحداً، إلا من لا يخاف الله في نفسه..!!! أبحثوا عن الفساد والربا والشبهات في المكان الصحيح، بدلاً عن مشاهدة مغنية تحت الضوء الساطع بثيابها الفسفورية في بلد مطفأ وأعمى ومشلول..!!! الغناء يرفع الروح المعنوية للشباب الجميل المنكوب.. أكثر مما ترفعونها أنتم بسكوتكم عن كبائر الأفعال..!!! شيرين غلطانة.. لأن البلد ليس هو البلد..!!!!! أعوذ بالله