( حدثهم جاك طويلة عن عذابات يوم القيامة , كأنما كان يخاطبهم فردا فرداً , عذاب السارق , عذاب القاتل ........................ ثم تحدث عن عذاب الكافر و ذكر تحت هذا المسمي : الشيوعي و الشيعي و المسيحي و اليهودي .................) الجنقو مسامير الأرض للكاتب : عبد العزيز بركة ساكن . للتكفير في الثقافة الاسلاموعروبية جذور عميقة و قديمة قدم الإسلام نفسه , تاريخيا ظهر التكفير في عهد الدولة الأموية نسبة للتداخل الذي حدث بين الإسلام كديانة سماوية و بين السياسة كمصلحة فردية . دشن الأمويين المشروع التكفيري , بتكفير كل من يخرج عن طاعة أمير المؤمنين ( حتى و لو كان هذا الأمير ظالما , ماجنا , فاسقا ......... ) و دعموا مشروعهم التكفيري هذا بتأويل بعض الآيات القرآنية و بعض الأحاديث النبوية الشريفة . تتطور المشروع التكفيري في العصور التالية للعصر الأموي وصولا إلي العصر الحديث , فاستخدمته التيارات الإسلامية أو جماعات الإسلام السياسي (الإسلاموين) كأداء لإقصاء كل من يخالفها الرأي , و وصل بالبعض اعتبار كل من لا ينتمي إليها كافرا (الأخوان المسلمين في مصر). انتشار الفكر التكفيري وتعمقه في المجتمعات الإسلامية ساهم بشكل كبير في إقصاء مجمل التيارات اليسارية التي حاولت أن تجد لها مكان بين هذه المجتمعات . ولعل شدة المنافسة بين جماعات الإسلام السياسي وبين التيارات اليسارية , وأيضا فشل جماعات الإسلام السياسي في طرح برامج سياسية متكاملة تضاهي ما يطرحه اليساريين من برامج سياسية كاملة النضج مما جعل الإسلاميين يستخدمون التكفير كأداء لإقصاء التيارات اليسارية . وعلي المستوى المحلي نجد أن الحزب الشيوعي السوداني احد أكبر رموز التيار اليساري في السودان عاني هذا الحزب من مسألة التكفير كثيرا والتي بالطبع تم استخدامها من قبل الأحزاب اليمينية والطائفية في مرات عديدة لبتر هذا الحزب من الجسد السياسي السوداني ولخلق مسافة كبيرة تفصل بينه وبين الجماهير , نجحت هذه المحاولات إلي حدا ما ولكن مواقف الحزب الشيوعي المشرفة خلال تاريخه الحافل بالنضالات جعلت منه رمز جماهيري يمثل كل فئات وطبقات الشعب السوداني . في السنوات الأخيرة وتحديدا السنوات التي تلت استيلاء الاسلاموين علي الحكم في السودان , أصابة الحزب الشيوعي حالة من الكسل والاستسلام الغير مبرر مع العلم انه قد استهدفه بشكل مباشر من قبل النظام الاسلاموين , ولكن هذا لا يبرر حالة الاستسلام و التوهان التي عاشها الحزب خلال هذه السنوات . بعد اتفاقية نيفاشا استغلت الأحزاب السياسية هامش الحرية التي إتاحته الاتفاقية لتباشر عملها السياسي بشكل علني وتشارك في صنع الحدث السياسي وتترابط أكثر مع الجماهير , الحزب الشيوعي احد هذه الأحزاب التي استثمرت هامش الحرية الذي بالطبع استمر لفترة قصيرة (عاد الاسلاموين لممارسة عادتهم المفضلة وهي قهر وظلم وإسكات الجماهير) في الوصول إلي الجماهير نفسه من جديد بشكل أكثر تطورا ونضوجا , والي حدا ما غابت الجملة الاعتراضية التي كانت تتداولها الألسن السودانية (يحكمونا الشيوعيين الكفار ديل!!) . الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تمر بها الدولة السودانية تتطلب ظهور منقذ مسلح بالفكر والتجارب والنضالات لانتشال هذا الوطن الحبيب من جب (الكيزان) . وفي اعتقادي الشخصي ان الحزب الشيوعي هو الحزب السوداني الوحيد الذي يملك القدرة لانتشال الوطن الحبيب والخروج به من جب (الكيزان). دعوة نوجهها للحزب الشيوعي السوداني لتسخير كل إمكانياته لإسقاط النظام الحاكم ومن ثم التخطيط العلمي السليم للدولة السودانية الحديثة.