أعلنت الحكومة السودانية عزمها “تحرير" منطقة “الميل 14" قبل بداية استئناف جولة المفاوضات المقبلة بين الخرطوموجوبا . وفي حين حذرت قيادات من قبيلة الرزيقات من تفجر الوضع بالمنطقة حال التنازل عنها، أعلنت قيادات عدم رضاها عن تنفيذ اتفاقية سلام الشرق، وقالت بعدم توفيق الحكومة تجاهه . وأكد وزير الحكم اللامركزي ورئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني الحاكم حسبو عبدالرحمن أن موقف الحكومة ثابت في عدم التنازل عن أي شبر من الأراضي السودانية . وطالب دولة جنوب السودان بالانسحاب من كافة المناطق الحدودية، التي تقع داخل حدود السودان، وأكد أن الحكومة “ستحرر" منطقة سماحة “الميل 14" قبل الدخول في جولة المفاوضات المقبلة . وأشار حسبو إلى أن قضية الحدود تعرقل الآن التقدم في ملف الترتيبات الأمنية . إلى ذلك انتقد متحدثون في ندوة بالخرطوم، الوفد الحكومي المفاوض واتهموه بعدم الدراية بالمناطق الحدودية والتساهل فيها، وشددوا على أهمية “تطعيم" الوفد بقيادات وخبراء من المناطق المختلف عليها باعتبارهم أهل المعرفة والمصلحة . وانتقدت قيادات دستورية وسياسية منهجية الحكومة التي تتبعها في التفاوض مع دولة الجنوب . وحذرت بشدة من مغبة تكرار ما وصفته بأخطاء التفاوض السابقة . ووصفت مفاوضي السودان بالجهل للمناطق الجغرافية الحدودية وأنهم غير ملمين بها . وأبدت خوفها مما سمته بالتفاوض المريب وتفاوض الصفقات أعلنت ترحيبها بحسن الجوار مع دولة الجنوب . ودعت القيادات إلى إسناد وفد التفاوض بخبراء ومختصين من أبناء المناطق الحدودية مثار الخلاف مع دولة الجنوب أو الاستعانة بخبراء أجانب لتقوية موقف السودان حول المناطق المتنازع عليها . ورفضت بصفة قاطعة إقحام جوبا لمناطق جديدة للخلاف حول تبعيتها مثل “14 ميل" . وكشفت عن مستندات واتفاقات منذ الأعوام 1924 1939 توضح أن حدود السودان الجنوبية بمنطقة “بحر العرب" تقع إلى “40" ميلاً جنوب بحر العرب . من جانبه، كشف عضو البرلمان عبدالله مسار عن نشر “الجيش الشعبي" بدولة الجنوب نحو 11 ألف جندي على طول الحدود مع السودان . ووصف المشكلات الحدودية بين البلدين بالخطرة . وعزا اتساع رقعتها إلى ما وصفه بخطأ الحكومة في عدم نشر القوات المسلحة على طول الحدود مع دولة الجنوب . وهاجم مسار في ذات الندوة، منهج التفاوض مع جوبا، ودعا إلى رفد الوفد التفاوضي بخبراء وطنيين أو أجانب إن دعا الأمر، كما تتبع جوبا سياسة الاستعانة بخبراء في المفاوضات الجارية بأديس أبابا، وحذّر مسار من مغبة التفاوض بطريقة “الحزمة الواحدة" للقضايا ولفت لأهمية اتباع منهجية التفاوض “قضية قضية" . على صعيد آخر، شكا موسى محمد أحمد، مساعد رئيس الجمهورية، من عدم إشراك تنظيمه “مؤتمر البجا" في اتخاذ القرارات . وأكد أن مشاركته في الحكومة “منقوصة" . وكشف، في خطاب ألقاه في مؤتمر لحزب البجا، عن صلاحيات محدودة على المستوى المركزي والإقليم . وطالب بضرورة إشراكهم في الأجهزة التنفيذية وتفويضهم بكامل الصلاحيات . وشدد موسى على ضرورة حل قضايا مياه ولايتي البحر الأحمر والقضارف والنهوض بالزراعة الآلية وإعادة الحياة لمشروعي دلتا طوكر والقاش . وأكد أن حزبه سيظل ينادي باستعادة أراضي الفشقة وحلايب وهي مناطق متنازع عليها بين السودان ودولتي إثيوبيا ومصر.