عرف الشعب السوداني منذ القدم بالمروءة والشهامة... ونجدة المحتاج هي من العادات الجميلة في المجتمع السوداني فهو مجتمع متماسك ومترابط، وإرتبطت الرجولة فيه بالبسالة والشجاعة ونصرة المظلوم...فنجد أن ولد (الفريق) يعتبر كل بنات (الحلة) مثل أخواته...وهذا يظهر جلياً في تراثنا الشعبي (مشهور في الفريق لا بيت ولا بيتين).. و(أخو البنات ومقنع الكاشفات وعشا البايتات) ولكن من الملاحظ إن هذه الصفات قد تقلصت خصوصاً عند الجيل الجديد حيث إنتشرت اللامبالاة...ولعل هذا مادفع بعدد من الفتيات للتصريح ل(فلاشات) وبكل جرأة بعبارة: (الرجال ماتوا في كرري)..!!! المروءة إنتهت: عن الموضوع تحكي الطالبة الجامعية ايمان حسن وتقول : (بصراحة الرجال أصبح حالهم يرثى له يعني الواحد منهم يدفر المرأة عشان هو يركب المواصلات.. و لو حجزت بواسطه حقيبتها يرميها ويقعد هو).. واضافت: (حتى في باصات الوالي نجد بعض الرجال يجلسون بالمقاعد الامامية مع العلم أنها مخصصة للنساء وتجد الكثير منهن واقفات مشمعات ). ماتوا في كرري: وتوافقها في الرأي زميلتها (سمر) وتقول :( والله الشهامة أصبحت عملة نادرة في هذا الزمن والشاهد على هذا الأيام الفائتة مع الخريف حيث (توحل) السيارات في الطين فلا تجد من يخرجها معك...وتضيف : (والله الخوف بالجد نصدق أنو الرجال ماتوا في كرري)..!! شيال التقيلة: وتضيف الموظفة ليلى الصادق أن الشهامة تلاشت في مجتمع العاصمة يعني (مافي زول جايب خبر زول) وزادت : (في يوم أسطوانة الغاز خلصت وبيتنا بعيد من الشارع الرئيسي ولم نجد (ركشه) مما إضطرنا انا وشقيقتي إلى دحرجه الأسطوانه بالأرض وفي هذه الأثناء مر ولد الجيران وكان يقود سيارته وماعمل لينا اي حاجة غير (انو غبرنا بي تراب العربية) ولا قال لينا (عينكم في راسكم) وطبعاً انا وأختي إستغربنا لأننا قدمنا حديثاً إلى العاصمة ولم نسمع بمثل هذه الفعايل في الولايات. نصب وإحتيال: وعلى الجانب الآخر يدافع الرجال عن انفسهم تجاه تلك الاحاديث ويقول طالب الثانوي إبراهيم صالح:( أن المروءة لم تنته ولكن الكثيرين أصبحوا يتخوفون من عمليات النصب والإحتيال التي إنتشرت في الآونة الأخيرة حيث أن أكثر الضحايا هم من الذين إشتهروا بالمروءة وأصبح يطلق عليهم (الشليقين) ويضيف : (يعني مثلاً عندنا صاحبنا أستوقفته بنت انيقة وقالت له انها ضائعة وطلبت منه هاتفه الجوال لتتصل به، لتقوم بالاختفاء عن عينيه في ثواني، واضاف ابراهيم: (حتي فضل الظهر أصبح الناس يتخوفون منه بسبب الإحتيال). عبث عاطفي: وفي ذات السياق يقول الطالب الجامعي أحمد خالد: (بصراحة كثير من شباب هذا الزمان أصبحوا غير مسؤولين فتجدهم يقيمون علاقات عاطفية متعددة يسودها الغش واللعب بالمشاعر ووقت الجد (يكبوا الزوغة ) وأضاف : (انا أنصحهم بالإبتعاد عن مثل هذا السلوك لانك كما تدين تدان ( يعني أنت عندك أخوات).