أنا عوضية بت عجبنا كنت مرشحة للإنتخابات تبع حزب العمل يوم الحادثة كنت قاعدة في بيتنا الملاذ الوحيد البشعر فيهو بالأمان مع أمي وأخواني , فجأة في اليوم المشؤوم دا ناس الدورية جونا وعملوا مشكلة مع أخوي و بجاي بجاي المشكلة اتفرتقت وأخوي مرق من البيت , قامت عربية الدورية تاني جات راجعة ولقت أخوي التاني ما بتاع المشكلة ولمو فيهو ضرب , ناس الحلة كتر خيرم اتلموا ووقفوا لناس الدورية وجيت أنا عشان أشوف أخوي وأقيف معاهو أصلي عارفة ناس النظام العام ديل كلهم صعاليك وفاقد تربوي قام الملازم شرطه حامد معدوم النخوة والشهامة والرجولة ما بحب تحشر النسوان ضرب طلقتين الطبنجة قمت أنا عملت مانع خفت علي أخوي , قام تاي نفس الملازم شرطه حامد شال الكلاشنکوف بتاع العسكري الجنبو وضرب نار من طرف وجات في رأسي ووقعت ودمي سال روي عطش الواطة كلو أصلو تراب البلد عطشان مالاقي قطرة تروي عطشو , المرة دي رويتو أنا بدمي وغبت عن الدنيا والمرة الجاية مامعروف دم منو حيسقيها بس ياريت يكون في تمن ما مشكلة نحن فداء للوطن بس بأكد ليكم إنو الحادثة دي كانت منسقة ومخطط ليها مع سبق الإصرار والترصد , بس صدقوني رغم إني صغيرة في عمري لکن مازعلانة عشان أنا مشيت لي رب کريم عادل ما بيظلم زول حأعيش في جنتو أکيد أنا في الجنة عشان مت شهيدة ظلم وغدر وخيانة , خلاص هم بقو سعرانين بيقتلو الناس قدام بيوتهم وأنا بالجد زعلانة من الرجال والشباب المازعلو علي الحصل في بلدنا من اعتداء علي حرمات البيوت وقتل الحراير ورغم المسيرة العملوها لي أهلي في الديوم الشرقية وزفوني بيها للدار الآخرة إنو كان إحساسي وأنا شايلني في العنقريب في كتير من الناس ما شارکت في وداعي ماعارفة يمکن عشان انا فقيرة وبسيطة ومن اسرة علي قدر الحال ولا يمکن عشان عرقي الدارفوري ولا عشان ماساکنة في كافوري , برضو وانا في عنقريب جنازتي قلت خلاص ياعوضيه اكيد هسي في المقابر عمر البشير حيجيء يصلي علي جنازتك زي ما بنشوف في الجرايد , تاني رجعت قلت يابت ياعوضيه انتي منو عشان البشير يصلي عليك انتي يادوبك عوضيه عجبنا البت البسيطة المجاهدة المسكينة والبشير ما بصلي الا علي صفوة المجتمع , يعني حتي الموت فيهو خيار وفقوس في بلدنا دا , بس الحاجة الکتلتني مرتين وبدل رصاصة في الرأس کمان القلب إنداس ضرب العسکري لأمي في رأسها وکسر يدها وانحنا الفينا مشهودة مافينا راجل بمد إيدو علي مرا كبيرة في السن ودي بمثابة أمو , هسي خلاص الموازين إتشقلبت وبقو العساكر يضربوا الأمهات قدام عيون أولادهم وبناتهم وقدام عتبات بيوتهم وعلي عينک ياتاجر وانا عرفت انو امي شالوها المستشفي بسبب ضرب العسكري ليها وبسأل من عنقريبي دا عمر البشير لو كانت دي أمك الحاجة هدية کان العسکري هبشا ولا ضربا ولا صبح عليهو صبح لکن رجعت إتذكرت إنو المقارنة مستحيلة عشان ديك أم البشير ودي أم عوضيه عجبنا وشن جاب لي جاب وحتي الأخلاق في بلدنا بقت حسب الطبقات والمكانة في المجتمع , هسه أمي المسكينة دي ذنبا شنو تفقدني وأنا عكازا البتتسند عليهو وتنضرب كمان علي رأسا وتکسر يدها ,