والي النيل الأبيض يزور نادي الرابطة كوستي ويتبرع لتشييّد مباني النادي    الكشف عن المرشحين للفوز بجائزة الكرة الذهبية 2025    عزيمة وصمود .. كيف صمدت "الفاشر" في مواجهة الهجوم والحصار؟    مناوي يُعفي ثلاثة من كبار معاونيه دفعة واحدة    نادي الشروق الأبيض يتعاقد مع الثنائي تاج الاصفياء ورماح    فترة الوالي.. وفهم المريخاب الخاطئ..!!    بالصور.. تعرف على معلومات هامة عن مدرب الهلال السوداني الجديد.. مسيرة متقلبة وامرأة مثيرة للجدل وفيروس أنهى مسيرته كلاعب.. خسر نهائي أبطال آسيا مع الهلال السعودي والترجي التونسي آخر محطاته التدريبية    شاهد بالفيديو.. بالموسيقى والأهازيج جماهير الهلال السوداني تخرج في استقبال مدرب الفريق الجديد بمطار بورتسودان    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    شاهد بالصورة والفيديو.. سيدة سودانية تطلق "الزغاريد" وتبكي فرحاً بعد عودتها من مصر إلى منزلها ببحري    حادث مرورى بص سفرى وشاحنة يؤدى الى وفاة وإصابة عدد(36) مواطن    بالفيديو.. شاهد بالخطوات.. الطريقة الصحيحة لعمل وصنع "الجبنة" السودانية الشهيرة    رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يصل مطار القاهرة الدولي    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    الشهر الماضي ثالث أكثر شهور يوليو حرارة على الأرض    شاهد.. الفنانة إيلاف عبد العزيز تفاجئ الجميع بعودتها من الإعتزال وتطلق أغنيتها الترند "أمانة أمانة"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    يؤدي إلى أزمة نفسية.. إليك ما يجب معرفته عن "ذهان الذكاء الاصطناعي"    شاهد بالفيديو.. بعد عودتهم لمباشرة الدراسة.. طلاب جامعة الخرطوم يتفاجأون بوجود "قرود" الجامعة ما زالت على قيد الحياة ومتابعون: (ما شاء الله مصنددين)    عمر بخيت مديراً فنياً لنادي الفلاح عطبرة    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)    الجمارك تُبيد (77) طنا من السلع المحظورة والمنتهية الصلاحية ببورتسودان    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلقة في الاتجاه المعاكس .. هل يستحق البشير أن يكون رئيسا؟
نشر في سودان موشن يوم 09 - 09 - 2012

الدكتور فيصل القاسم: هل يستحق الشعب السوداني رئيسا كالبشير؟ من الأبله الذي يصدق أن البشير هو الحاكم الفعلي في دولة
ما تبقى من السودان؟ من أولائك الذين يحركون خيوط الأرجوز الرئاسي في السودان؟ أليس السودان دولة تحكمها عصابة همها السلطة و المال و لا علاقة لها بالدين و الوطن؟ ألم ينجح البشير بامتياز في إدخال السودان و شعبه في نفق الفقر و الحرب و الفوضى؟ يتساءل أحدهم.
كيف يكون البشير رئيسا ناجحا و هو يتقدم لائحة أكثر زعماء العالم ديكتاتورية؟ ما هي تلك المؤهلات التي تجعل البشير يتربع على كرسي الرئاسة على مدى أربعة و عشرين عاما؟ أليست حتى الدول العربية أدارت ظهرها للبشير و لا تذكر شأنه إلا على استحياء؟ لماذا لا يتحلى البشير بالشجاعة فيخلص شعبه من فشله في إدارة البلاد بتنحية نفسه و حكومته اليوم قبل الغد؟
بشير السودان و بشار سوريا .. تشابه أسماء و تطابق فعال .. هل كُتب على الشعبين أن يحكمهما رئيسان معروفان بافراط في الدموية و تفريط في التقتيل؟ من و ماذا يحكمان؟ هياكل عظمية و بقايا أطلال؟ يستصرخ آخر. هل حقا .. هل صدقا أن البشير يحمل راية المشروع الحضاري الإسلامي؟ كم مزيدا من العقود السنوية يحتاجها البشير للوفاء لشعبه بما قطعه في بيانه الأول؟ من يغالط أن البشير قد أصبح ضيفا ثقيلا عند السفر لأيما دولة؟ و لكن بالجانب الآخر أليس الشعب السوداني راض عن بشيره و انتخبه بأغلبية ساحقة كما دلت أرقام الانتخابات الأخيرة و اللقاءات الجماهيرية في الشارع؟ أليس هو ذات البشير الرئيس المرضي عنه و يستقبله الملايين في الطرقات؟ ألم يسطع نجم البشير في وجود أوزان في ثقل الصادق و الترابي و الميرغني أقوى الزعامات الحزبية في التاريخ السوداني؟ ألم ينجح البشير بكل حنكة بالدوس على معارضيه و القفز بالزانة فوق العقوبات المفروضة على حكومته؟ ألم يتحدى البشير المحكمة الدولية و حلقت طائرته في السماء الدولي رقم تهديد التوقيف؟
فاصل
فيصل القاسم: تحية طيبة مشاهدينا الكرام. كالعادة كلما نعلن عن حلقة في الشأن السوداني يكون مصير التوقيف من نصيب من يحمل وجهة نظر معاكسة للحكومة السودانية .. من هنا نرسل للمواطن محمد أحمد تحياتنا حيثما كان و نعده باستضافة لاحقة إن كانت في الأعمار بقية و إن كانت في الحريات فسحة .. أسئلة أطرحها على الدكتور بخيت النذير القيادي بالمؤتمر الوطني السوداني، نبدأ النقاش بعد الفاصل.
فاصل
فيصل القاسم: أهلا بكم مرة أخرى مشاهدينا الكرام نحن معكم على الهواء مباشرة في برنامج الاتجاه المعاكس، بإمكانكم التصويت على موضوع هذه الحلقة، هل يستحق البشير أن يكون رئيسا؟ 16 ألفا، 92% نعم، 8% لا، دكتور بخيت لو بدأت معك بهذه النتيجة، ألا ترى أن الغالبية ترى عدم أهلية البشير على أن يكون رئيسا .. 92 في المائة نسبة تكاد تكون كاسحة و هي ترى بعد ثلاثة و عشرين سنة من حكم البشير أنه لم يكن مؤهلا لتقلد منصب الرئيس .. كيف ترد؟
الدكتور بخيت: نتائج استطلاعات الإنترنت باطلة و لا يمكن قبول صدقيتها .. يمكن لأطفال دون الخامسة التصويت .. هي استطلاعات تمثل عشوائية واسعة في الذين قاموا بالتصويت كما أن أعدادا كثيرة منهم يعتمدون فيما يعتمدون على الإعلام المعادي كمصدر في حكمهم على أهلية البشير بالرئاسة من عدمها و لكن الفيصل في القضية هو أن البشير يتمتع بشعبية واسعة في السودان جعلته يجلس على كرسي الرئاسة .. هذه الشعبية هو الإستطلاع الحقيقي الذي يمكن الإستناد عليه على أهلية الرئيس.
الدكتور فيصل : جميل مشاهدي الكرام.. الدكتور بخيت لا يعترف بالإستطلاع و لا بنسبة الذين صوتوا بعدم أهلية الرئيس .. ألا تستحق هذه الشعبية الرئاسية البشيرية الواسعة مقابلا في العيش الكريم و السياسة الرشيدة من الرئيس البشير؟ و لكن السؤال الجوهري هو .. في وجود على عثمان طه و نافع على نافع و عوض أبو الجاز و آخرين من النخب السودانية من ذوي الوزن الثقيل .. و في ظل تخبط القرارات البشيرية التي تناقض بعضها بعضا كل ما أصبح صباح .. هل تعتبر البشير الحاكم الفعلي للسودان؟ تفضل
الدكتور بخيت: أولا البشير جاء بالإنتخاب
دكتور فيصل: تقصد بالإنقلاب
الدكتور بخيت : جاء بالإنتخاب بعد الإنقلاب الذي كان ضرورة في وقتها فقد كانت البلاد تعيش في فوضى عارمة..
دكتور فيصل: بالتأكيد ليس أكثر فوضوية من الوقت الراهن و لكن يا دكتور خلينا في البشير .. هل يعتبر هو الحاكم الفعلي في للسودان؟
دكتور بخيت : يا دكتور فيصل لا يمكن فصل متعلقات الأشياء و الإجابة على كل أسئلتك بنعم و لا .. نحن لسنا تلاميذا في فصل دراسي ..إنتا بتطرح سؤال .. يا أخي أدينا فرصة الإجابة
دكتور فيصل: تفضل
الدكتور بخيت: الحكومة السودانية حكومة مؤسساتية من الدرجة الأولى .. هناك حزب و ليس حزبا أحاديا فقد كفلت الدولة لكل الأحزاب حق الممارسة الحزبية وفق ضوابط و أسس متفق عليها .. المؤتمر الوطني حزب له قاعدة عريضة .. هذه القاعدة اقتنعت ببرامج الحزب فرشحت من رشحت للمجلس الوطني و جاءت بالبشير بأغلبية فاقت الستين في المائة في انتخابات حرة شهدها المحايدون و شهدوا بنزاهتها .. وفق قانون الانتخابات الذي أقره الدستور يعتبر البشير الحاكم الفعلي للسودان
الدكتور فيصل: طيب.. جميل ..لا أحد ينكر أن البشير هو الرئيس السوداني وفق الحالة الصورية و المسمياتية و لكن هل يعتبر هو الحاكم الفعلي و يتمتع بكافة الصلاحيات الرئاسية دون ضغط إملائي من أصحاب نفوذ بصلاحيات تفوق صلاحيات الرئيس .. كيف ترد؟
الدكتور بخيت: عندما أقول إن الحكومة السودانية حكومة مؤسساتية تستند على دستور يتضمن وصفا وظيفيا مفصلا فإنه لا مجال لأن يتغول هذا على اختصاصات ذاك أما المشورة و التدوال لا يعنينان بالضرورة هيمنة على صلاحيات البشير الرئاسية و بالتالي البشير كان و لا يزال الحاكم الفعلي .. دون أن نمشي بخيالنا صوب الديكتاتورية و الإنفراد بالرأي و فرضه و كذلك دون تجريده على نحو يخل ببنود الدستور الخاصة بالصلاحيات الرئاسية.
الدكتور فيصل: إذا أنت تقول إن البشير ممسك بزمام القيادة .. لا سلطة فوقه و لا ائتمار عليه .. أيعني ذلك حصانة للبشير دون مسائلة في قضايا المال العام؟ يعني كيف تفسر يا دكتور أن البشير يبني مسجدا فاخرا باسم أبيه كلف المليارات في وقت تنعدم فيه الأدوية الحيوية في المستشفيات و الصيدليات الحكومية؟
الدكتور بخيت: تستطيع أنت يا دكتور فيصل من موقعك الإعلامي أطلاق حملة لأيما مشروع تراه و ثق أن الفكرة ستلقى قبولا من نفر غير قليل مدفوعين بثقتهم فيك و إيمانهم بنقاء سيرتك.
الدكتور فيصل: يا دكتور مسألة المسجد مسألة أسرية تتعلق بوالد البشير و المهم في الأمر أن الممول هو البشير شخصيا و لكن .. أرجو أن تجيبني إجابات مباشرة بلا لف و لا دوران ؟ ألا تعد هذه لصوصية و سرقة للمال العام؟ ثم من أين للشعب السوداني أن يثق في رئيسه و يؤمن بنقاء سيرته كما تزعم؟ ألم ينفي البشير في بداية عهده أن لا صلة لهم بالحركة الإسلامية ثم جاء و أقر بعلاقتهم بالحركة الإسلامية؟ ألا يعد هذا كذبا صريحا؟ رئيس كذاب و تريدنا أن نثق به؟ ألم ينفي البشير بخلو الفساد في حكومته رغم تقارير المراجع العام؟ ألا تعد بشيرك هذا متسترا على الجريمة و المجرم؟ هل هناك محاكمات في المحاكم التي يعين البشير قضاتها؟.. ألا يملك إخوة البشير و زوجته شركات و تراخيص مكنتهم من جني أرباح طائلة في زمن وجيز؟
الدكتور بيخت: يا دكتور فيصل تستطيع من كرسيك أن تطلق ما تشاء من تهم و أسئلة و لكنها جميعا سهاما طائشة في النيل من مكانة الرئيس البشير .. ما يزال هناك مقربون للبشير فقراء لا تميزهم من عامة الشعب و لو كان البشير بمثلما تلمح لنقلهم نقلة فعلية إلى مصاف الطبقات الرأسمالية.
الدكتور فيصل: أرجوك جاوبني على الأسئلة المطروحة ... المشاهد بدو يعرف الحقيقة .. و أنت ألا يهمك تخليص صاحبك من التهم المنسوبة إليه؟
الدكتور بخيت: أنا لا أرى تهما إلا ما ينسجه خيالك و خيال الخصوم عن اتهامات باطلة و لأننا نعرف من وراء تلك التهم و الغرض منها .. لذلك نترفع عنها فإن الدور الذي نقوم به تجاه دولتنا و شعبنا أسمى و أجل من أن نلتفت إلى ترهات و أباطيل.
الدكتور فيصل: مراوغة ممتازة للتملص من الإجابة و لكنا حصلنا على ما نريد .. ما الذي يميز البشير ليكون على كرسي الحكم رغم كل البؤس الذي جره على شعبه؟
الدكتور بخيت: شوف .. البشير هو أكثر رئيس سوداني نقي و أمين و غيور على بلاده و شعبه .. أنا على معرفة لصيقة به .. الرجل له من المميزات قلما توجد في قادة اليوم .. من يتفقد رعيته ليلا؟ من يمشي بين شعبه بلا حرس و لا بروتكولات؟ من الذي فتح باب الحوار مع كل الخصماء غير البشير؟ إن كنا نتكلم و يدفعنا الخيال الجامح .. فلنا أن نقول و لكن يجب أن نتحرى ما نقول و نسنده بالبراهين القاطعة.
الدكتور فيصل: يا أخي الزلمة و إن كان رئيس دولة يظل من البشر .. يعني مش هو كائن من المدينة الفاضلة .. صار لك ساعة عم تحكي عن شو؟ عن ملك من ملائكة السماء .. موضوع حلقتنا يا دكتور عن عمر البشير مش عمر الفاروق .. بدنا تكلمنا عن البشير .. اللي اعترف بنفسه بعشرات الآلاف من القتلى بنيران طائراته و جيشه .. يا أخي كل المصادر بتحكي بالأدلة و الشواهد إنو البشير كذاب و مجرم و معتد على المال العام والبشير الذي تمجده هو من تسبب في ضياع جزء كبير من السودان و ضياع أكثر من ثلاثة أرباع الثروة النفطية .. يا أخي العالم كله يشهد بكرامة الإنسان السوداني و عزة نفسه .. البشير مرمط هذه السمعة الطيبة .. صار يشحد بلا حياء و لا خجل .. هل تنكر أنه دعا الوليد بن طلال إلى الخرطوم؟ شان شو؟ أكيد ما شان يرشف شاي و يوزع الابتسامات؟ كيف تفسر الأزمة الشاملة في كل المجالات؟ كيف ترد على أن السودان رغم كل موارده الاقتصادية يقبع في ذيل الدول الفقيرة على مستوى العالم؟ كيف ترد؟
دكتور بخيت: يا دكتور فيصل الرسول صلى الله عليه و سل ...
دكتور فيصل: خلينا في البشير .. موضوع حلقتنا أهلية البشير في الرئاسة مش الرسول
الرسول لم يسلم من الإتهامات تارة بالجنون و أخرى بالكذب و ثالثة بالسحر فكيف تريد من الناس أن يكونوا صادقين .. إحنا يا أخي الكريم ظللنا طوال فترة حكمنا مستهدفين من القوى العظمى .. تم فرض حصار علينا لسنوات بغرض تركيعنا و فرض إملاءاتهم المطمعية علينا و مع ذلك ظللنا صامدين .. رفعنا شعار نلبس مما نصنع و نأكل مما نزرع .. و لا زلنا ..
دكتور فيصل: يا أخي ما تستحي و أنت تقول هذا الكلام؟ هنا في هذه الصحيفة و من مصدر رسمي لحكومة البشير تقول إن السودان يستورد الطماطم و مش عارف إيه بصل و خيار من الأردن؟ على من تضحكون؟ أنتم مفضوحون أمام العالم ... كل وعودكم للشعب تبخرت .. لا نهضة زراعية و لا مشاريع تنموية .. تقدر تقول لي كم هي ديون السودان؟ .. خليني أنا و خلي الضيف المحبوس بأمركم .. و خلي كمان المشاهدين .. بربك إنت مقتنع باللي صاير في السودان تحت قيادة البشير؟ تفضل بالرد
دكتور بخيت :نقيض ما تقول يا دكتور فيصل .. البشير مرحب به في كل الدول الصديقة .. صحيح أن الغرب عادى الحكومية السودانية لتبنيها المشروع الحضاري الإسلامي و لكنك تطالع في الأخبار على نحو راتب أن البشير سافر إلى و التقى رئيس دولة كذا و شارك في مؤتمر كذا و ليس صحيحا بالمرة أن مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الدولية أثرت من بعيد أو قريب في تحركات البشير و بالتالي لم تؤثر سلبا على مصلحة الشعب السوداني المتعلقة بحركة سفر البشير الخارجية.
الدكتور فيصل: اسمح لنا نقتبس من أقوال الرئيس السوداني .. يعني المحكمة الدولية تبل مذكرة التوقيف و تشرب مويتها .. بس خليني أقول لك.. رغم تحركات البشير الخارجية إلا إنه انقطع تماما في التوجه إلى دول صناعة القرار .. الرجل طلق اجتماعات الأمم المتحدة طلاق ثلاث.. كل زياراته اختصرت إلى دول مثل تشاد .. اريتريا ..أثيوبيا .. و دول لا تقدم و لا تؤخر في المصلحة السودانية .. و العائد من تلك الزيارات لا تساوى ثمن وقود الطائرة التي يستقلها .. الحكومة السودانية أصبحت ترسل صغار الموظفين الحكوميين لتحل محل الرئيس .. بالله هذا كلام؟ كيف ترد؟
الدكتور بخيت: كل الدول تربطها علاقات تحتم عليها تبادل الزيارات و المصالح و السودان حر أن يزور تشاد أو أي من الدول التي ذكرتها باستصغار و لعلمك فإنها أكثر صدقا و موضوعية من الدول التي تدعي العظمة و الرعاية و الإهتمام بالدول الأخرى.
الدكتور بخيت: من هذا المنبر أرسل تحية إجلال و صمود للشعب السوري و نقول لهم إ
الدكتور فيصل: و إن كنت استغرب جدا مداخلتك هذه بس أرجوك .. لا تنسى الشعب السوداني .. هو الآخر يستحق تحايا الإجلال و الصمود
الدكتور بخيت: و نقول لهم إن السودان حكومة و شعبا يقف و يؤازر الرغبة الشعبية و تدين قصف الأبرياء و الأطفال و النساء و الشيوخ
الدكتور فيصل: طيب أرجوك خلينا في موضوع الحلقة .. في كل خطب البشير و لقاءاته الجماهيرية نسمع تكبيرا و تهليلا .. كل قتلى و موتى حكومة الإنقاذ شهداء .. هل الحرب في دارفور ولاية القران حرب دينية؟ هل الصراع في جبال النوبة بجنوب كردفان صراع ديني؟ من أجل ماذا كل هذه الحروب؟ أي رئيس عاقل ذاك الذي يترك عدوه و يقاتل شعبه؟ إلى أين وصل البشير بالمشروع الحضاري الإسلامي على أرض الواقع؟ سيل من الأسئلة تفضل بالرد
الدكتور بيخت: السودان دولة مترامية الأطراف و الإثنيات و متعددة العقائد بالذات قبل انفصال الجنوب ذات الأغلبية المسيحية .. ظل جنوب السودان و حتى بعد الإنفصال يستدر عطف الدول الغربية بفرية أنهم مضطهدون و مستهدفون دينيا لذلك تجد منهم الدعم بكل أشكاله .. عندما يقاتل الجندي السوداني في هذه القضية فإنه لا يقاتل جيش جنوب السودان فقط بل من يقف وراءهم و من هذا المنطلق فالحرب عقائدية إذا عرفنا أنهم لا يريدون للإسلام أزدهارا و لا قياما .. و ذات الأمر ينسحب على دارفور و كردفان.. جنوب كردفان مع قليل من الإختلاف الطفيف و لكن في هاتين المنطقتين تدخلت أطماع غربية و سعت بكل ما أوتيت أن تقوض المشروع الإسلامي الذي تبنته حكومة السودان.
الدكتور فيصل: بس صحيح .. خصصنا حلقة كاملة عن الذي يحدث في السودان .. هل هو ربيع عربي أم تململ جلسات و حكاوى مقاهي؟ نحن لا نرى جموعا بشرية من المتظاهرين على غرار ما حدث في تونس و مصر و اليمن و ليبيا و الصورة الماثلة في سوريا .. كل الذي نراه شوية جماهير تزيد قليلا عن المئات أو تقل .. لا تنظيم و لا تأثير .. يعني الجماهير السودانية المتظاهرة أقل بكثير من تلك الجماهير التي تخرج في لقاءات البشير كيف ترد؟
الدكتور بخيت : خاض الشعب السوداني تجارب ديمقراطية كثيرة و قلب حكومات عسكرية بثورات شعبية في وقت لم تعرف فيه الشعوب العربية معنى الخروج على الحاكم و قلبه و لكنا ابتلينا في السودان بشيئ يسمى الحزبية التقليدية التي تلتفت إلى زعامات و بيوتات أكثر مما تفعل مع القضايا الوطنية المحضة .. هذه الجموع الحزبية تحركها إرادات زعاماتها كما أسلفت لذلك هي منشقة أو مترددة أو غير منظمة ..
الدكتور فيصل: يعني بدك تقول إن جماهيرية البشير جماهير غير مقهورة؟ .. غير مسلوبة الإرادة؟ .. ألا تخرج هذه الجماهير قسرا و جبرا و تخصص الحكومة لهذه الجماهير كل الوسائل التي تجعلها لا تتخلف؟ و لكن في الجانب الآخر ألا توجد هناك معارضة مسلحة سبق لها و أن دخلت قلب العاصمة و لا تزال تتحرك في مساحات واسعة من الأقاليم الغربية كدليل على أنها لا توافق على سياسات البشير و حكومته .. يعني البشير يمكنه أن ينام بعدما نشر العدل؟
الدكتور بخيت: مثلما أسلفت لك ليس من رئيس في العالم يقوم بما يقوم به البشير من تلقائية في الحركة و تفقد للرعية و من ناحية أنه آمن لا يخاف .. نطمئنك دكتور فيصل بأنه لا يخشى شعبه و شعبه كله على أتم الإستعداد في الزود عنه كما فعلت بشكل تلقائي بعدما ما تم استصدار مذكرة المحكمة الدولية.
الدكتور فيصل: يا أخي هناك من يقول إن البشير يفتقر إلى ما يؤهله لقيادة فرقة في الجيش ناهيك عن كونه القائد العام للجيش و رئيس السودان .. كان مجرد عميد مغمور رمت به الأحداث و جعلته رئيسا لثورة الإنقاذ .. البشير يصفه المراقبون بالمتهور .. يتعامل بردود الأفعال شأنه شأن العوام .. يتميز بازدواجية مخلة تجعله يتخبط بين كونه شخص يمثل نفسه و رئيسا يمثل شعبا .. يتحدث البشير عن المؤسسية في حزبه و حكومته بينما هناك كم هائل من القرارات الإرتجالية وليدة اللحظة مدفوعة بحالة انفعالية عاطفية خالية تماما من العقلية يكون دافعها الحماس .. البشير صنفه كثيرون أن يتفوق على الراحل القذافي في إنفلات اللسان و تعاطي العنف اللفظي مع خصومه .. أليس هذا صحيحا؟
الدكتور بخيت: عفوا دكتور فيصل .. فأنا عندما وافقت بالمشاركة في البرنامج .. حسبت أنني سأسمع طرحا موضوعيا تجعل المشاهد يخرج بفائدة كبيرة و لكني مضطر للإنسحاب لأن كل ما ظللت أسمعه عبارة عن سباب و قدح مشين في حق البشير (يقوم الدكتور بخيت و يضع المكرفون اللاقط على المنضدة و يغادر)
الدكتور فيصل: مشاهدي الكرام نحن لا نعني أن نمجد و نقدس من لا يستحق .. نحن هنا لطرح الرأي و الرأي الآخر .. لن يفلت الشاردون من عين و أذن الإعلام .. سنلاحقهم أينما كانوا و سنسلط عليهم الضوء الذي يكرهون .. كان لدينا الكثير الذي لم نطرحه على ضيفنا المنسحب و على ضيفنا المحبوس .. مشاهدي الكرام لم يتبقى لنا سوى أن نشكركم للمتابعة و ها هوذا فيصل القاسم يحيكم من قناة الجزيرة و إلى اللقاء في حلقة أخرى من برنامج الاتجاه المعاكس.
الحلقة من تأليف كاتبة المقال – كما تتمناه - أما الدكتور بخيت الزاكي فهو اسم لا وجود له إلا في خيال كاتبة المقال و إن تطابق مع اسم فعلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.