ينتقد مركز السودان بشدة إستمرار زيارة الجنرال عمر البشير المطلوب للعدالة الدولية العاصمة المصرية القاهرة ؛ يتأسف مركز السودان للموقف غير الأخلاقي الرسمي في مصر والجماعات السياسية المصرية التي تسامحت مع نظامهم الجديد في دعوة وإستقبال الدكتاتور البشير في بلادهم. في الوقت نفسه يشيد مركز السودان المعاصر بمواقف المنظمات ونشطاء حقوق الانسان المصرية لرفضهم الزيارة وإستنكارهم الإستقبال ؛ ويعضد دعوتهم حكومتهم بالقاء القبض علي الجنرال وتسليمه لمحكمة الجنائية الدولية أو محاكمته في القاهرة. يكفي من إنتكاسة للثورة المصرية أن يصافح رئيسها المنتخب دكتاتورا محاربا من قبل شعبه ومطاردا دوليا لسلوكه غير الإنساني . لابد للشرفاء المصريين من إعتبار دعوة وإستقبال القاهرة للجنرال إنقضاض سياسي علي الديمقراطية من رئاستهم المنتخبة ؛ ولابد من التشكيك في نوايا رئيسهم المنتخب حول جديته في قيادة دولته في مسار ثورة 25 جانفير . الرئيس المصري محمد مرسي منتخب من قبل شعبه بطريقة ديمقراطية إلا أن الجنرال البشير وصل السلطة عن طريق إنقلاب عسكري ضد حكومة على –الاقل كانت منتخبة ديمقراطيا وسط مجموعة إقلية- . وظل منذ عام89 يحكم البلاد بنظام عسكري ديكتاتوري الطابع فاقد المصداقية والأهلية الأخلاقية . فإن دعوة وإستقبال الرئيس مرسي للجنرال ؛ وإستمرار بقاءه في القاهرة إساءة بالغة للملايين الذين إنتخبوه في مصر ؛ وإساءة لضمير الملايين الذين يثورون ضد الدكتاتورية في السودان. ما يجب ذكره من منطلق أخلاقي أن الضمير الذي حاكم رئيس دولة في مصر على قتله مئات المتظاهرون من شعبه يجب أن لا يصاب بالعمى حيال التعامل مع رئيس دولة في السودان أباد مئات الآلاف من شعبه ولا يزال ؛ وسحق كرامتهم بدم بارد ؛ فالنفس الإنسانية واحدة في البلدين وإن إختلفت ألوان بشرتهم وتباينت خلفياتهم العرقية . مركز دراسات السودان المعاصر مجلس المدراء التنفيذيين 18. سبتمبر 2012