نجح المغامر النمساوي فيلكس باومغارتنر من القفز الحر من كبسولة متصلة بمنطاد محشو بغاز الهليوم من ارتفاع يزيد على 127 ألف قدم أي ما يقرب من 39 كيلومترا في شرق صحراء ولاية نيو مكسيكو الأميركية محققا ما لم يحققه أي شخص من قبل، وعلى هذا الارتفاع الفارغ من الهواء تمكن من الهبوط بسرعة تزيد على 1110 كيلومترات كاسرا حاجز الصوت. إلا أنه لم يتم التأكد من هذه المعلومات حتى الآن. وكان المفروض أن يهبط من ارتفاع 120 ألف قدم، إلا أن فريق التوجيه الأرضي استمر في توجيه المنطاد الذي يحمل الكبسولة الموجود بها باومغارتنر حتى وصل إلى ارتفاع 127 ألف قدم بسبب التخوف من تسرب الحرة إلى غطاء الخوذة. وكان المغامر النمساوي قد دخل الكبسولة التي حملها المنطاد الذي يصل ارتفاعه إلى ما يقرب من ارتفاع ناطحة سحاب يصل ارتفاعها إلى 55 طابقا وقد فتح باومغارتنر المظلة بالقرب من الأرض، لكي يتمكن من دون الارتطام بالأرض. ولم يكن المغامر البالغ من العمر 43 سنة، الشهير بالقفز من فوق ناطحات السحاب جاهلا بالأخطار التي توجهه. فعندما تصل لهذا الارتفاع ينعدم الضغط الجوي ويصل إلى 8 أرطال في البوصة المربعة مقارنة بما هو عليه على سطح البحر، وبالتالي يصبح من المستحيل التنفس بدون إمدادات أكسجين. وقد فقد عدد من الأشخاص الآخرين الذين حاولوا كسر الرقم القياسي للقفز الحر من أعلى نقطة وأطول مسافة وأسرعها، حياتهم خلال المحاولة. وقال باومغارتنر قبل المحاولة: «إذا ما حدث خطأ ما فإن الوحيد الذي يمكنه مساعدتك هو الرب». ومن المعروف أن الرقم القياسي السابق للقفز الحر كان من تسجيل الكولونيل المتقاعد بسلاح الجو الأميركي جو كيتنغر، فقد قفز من بالون على ارتفاع 102.800 قدم، أي ما يقرب من 31.3 كيلومتر في أغسطس (آب) عام 1960. وكيتنغر يعمل الآن ضمن فريق باومغارتنر وكان الشخص الوحيد المسموح له بالحديث معه عبر الراديو خلال مرحلة الصعود في المنطاد داخل كبسولة خاصة التي استغرقت أكثر من ساعتين ونصف الساعة وخلال عملية القفز التي استغرقت 6 دقائق. والجدير بالذكر أن فيلكس باومغارتنر هو مغامر نمساوي وطيار هليكوبتر ومتخصص في القفز الحر من ارتفاعات شاهقة دون فتح المظلات إلا في الجزء الأخير من المسافة نحو الأرض. وقد قضى وقتا في القوات الجوية النمساوية حيث مارس الهبوط بالمظلات بما في ذلك التدرب على الهبوط على هدف صغير على الأرض. وقد ولد باومغارتنر في 20 أبريل (نيسان) عام 1969 في مدينة سالزبورغ النمساوية. وفي عام 1999 سجل رقما عالميا بالقفز بالمظلات من أعلى مبنى في العالم عندما قفز من فوق برج بتروناس في كوالالمبور عاصمة ماليزيا. وفي 31 يوليو (تموز) من عام 2003 أصبح باومغارتنر أول شخص في العالم يقفز عبر بحر المانش بين إنجلتراوفرنسا باستخدام جناح خاص مصنوع من ألياف الكربون. كما قفز من فوق عدد من ناطحات السحاب في مناطق مختلفة من العالم. مثل برج تارنينغ تورسو في مالمو بالسويد ومن جسر ميلاو في فرنسا. وتصادف القفز الحر مع الذكرى الخامسة والستين من تمكن طيار الاختبار الأميركي تشك ياغر من كسر حاجز الصوت لأول مرة داخل طائرة. وقد سجلت 30 كاميرا الحدث بناء على طلب باومغارتنر. وعلى الرغم من البث الحي للحدث فإنه في واقع الأمر كان متأخرا 20 ثانية بسبب بعد المسافة عن الأرض، أي أن المشاهدين كانوا يرون ما يحدث بعد 20 ثانية من حدوثه. شاهد فيديو السقوط :