نفى وزير الخارجية "علي كرتي" تقديمه استقالته لرئيس الجمهورية، وقال "كرتي" للصحفيين بالبرلمان أمس: "لم أسمع بهذا الأمر إلا منكم الآن"، ودافع "كرتي" عن تصريحاته الأخيرة بالأجهزة الإعلامية، وقال إنها كانت عادية إلا أن الإعلام عمل على تضخيمها. علي صعيد اخر طالب "كرتي" البرلمان بتكوين لجان لزيارة الدول الإفريقية لمزيد من التواصل مع شعوبها، مشيداً بالاتحاد الأفريقي وقراراته الداعمة للبلاد. وبحث الوزير، في اجتماعه مع لجنة العلاقات الخارجية والأمن والدفاع بالمجلس الوطني، بالنقاش ما حمله بيانه الذي قدمه للبرلمان في الأسبوع الماضي ، وأشار في حديثه إلى جهود وزارته في تذليل العقبات التي تواجه العمل الخارجي، ودورها في رفع الديون عن السودان وجدولة بعض الدول لهذه الديون، مشيراً لإسهامات الوزارة في جلب الاستثمارات عبر سفاراتها الخارجية والتي اعتبرها تواصل وتجاوب مع الدول. وقال إن العلاقة مع دولة الجنوب مبنية على حدود مرنة واحترام متبادل، داعياً لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس لدعم ودفع هذه السياسة..وأكد "كرتي" جاهزية السودان للحوار مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيراً لجهود الوزارة في تطبيع العلاقة، ونوه لسياسات إسرائيل العدائية تجاه السودان . وفي السياق اتهم "كرتي" بحسب "محمد الحسن الأمين" رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، عقب اجتماع الوزير مع اللجنة لمناقشة بيانه الذي ألقاه أمام البرلمان مؤخراً، اتهم مجلس السلم الأفريقي بما سمَّاه "بالتدليس" في قراره حول أبيي بسحبه لأحد النصوص الإيجابية لصالح السودان بعد سحب النسخ التي تم توزيعها للمفاوضين وإعادة طباعتها ليتم تغييرها ضد السودان، وقال "الحسن" إن النص كان سيمنح السودان الحق في تقديم مقترحاته لحل القضية، وقال: "إن الجنوبيين احتفوا بالقرار لكن نحن ليس في صالحنا"، ووصفه بالمجحف، معبراً عن أسفه لأنه صدر من مؤسسة تمثل أفريقيا، مستدركاً: "لكنه القرار لا يعتبر نهائياً)، وقال إن الدبلوماسية السودانية استغلت مهلة الستة أسابيع لإقناع الأفارقة بمساندتهم حتى لا تتحول القضية إلى مجلس الأمن. وفي السياق، أكد "محمد الحسن" أن زيارة رئيس الجمهورية إلى عاصمة الجنوب جوبا لم تأخذ طابع القرار الرسمي بعد، وقال: (الرئيس أعلن عن الزيارة (بحسن نية) عقب المفاوضات لكنها تخضع للمستجدات). وكشف الحسن عن تلقيهم شكاوى من سفراء أجانب برفض وزير الخارجية مقابلتهم، وقال إن "كرتي" برر رفضه بأنه يأتي في إطار المعاملة بالمثل، واعتبر "كرتي" تجديد العقوبات الأمريكية على السودان إجراء روتيني جاء متماشياً مع سياسة الانتخابات الأمريكية، مؤكداً سعيهم لتحسين العلاقات، فيما كشف "الحسن" عن دعوات لأعضاء الكونغرس لزيارة البرلمان السوداني خلال السنة القادمة.