نجح الرئيس السوداني عمر البشير في إفشال محاولة انقلابية قال إن مجموعة من القيادات العسكرية البارزة المحسوبة على الحركة الإسلامية في البلاد قامت بها. وأعلن وزير الإعلام السوداني، أحمد بلال عثمان، انه تم اعتقال 13 شخصا بينهم المدير السابق للمخابرات "حتى 2009" الفريق المتقاعد صلاح قوش". وقالت مصادر إن أشهرهم العميد محمد إبراهيم عبد الجليل الشهير بإبراهيم ود والذي شارك بفاعلية في حرب الجنوب ومعارك مدينة "أبيي" النفطية، بالإضافة إلى عدد كبير من القيادات العسكرية المحسوبة على الحركة الإسلامية. وأشار مراقبون محليون إلى أن الشخصيات التي تقف وراء المحاولة الانقلابية كانت ضمن العناصر الأساسية التي أنجحت انقلاب 1989، أو ما يعرف ب"ثورة الإنقاذ" التي قادها عمر البشير بالتحالف مع حسن الترابي زعيم الحركة الإسلامية. وتأتي المحاولة الانقلابية بعد أيام من اختتام فعاليات مؤتمر الحركة الإسلامية في السودان، والذي حضرته شخصيات إسلامية إخوانية على رأسها المرشد العام محمد بديع. وقال المراقبون إن نتائج المؤتمر قوبلت بنقد شديد داخل الحركة، واعتبر المحتجون أن المؤتمر بحث عن الاستعراض والشعارات، لكنه لم يقيّم السياسات العامة، وخاصة ما تعلق بقضية انفصال الجنوب، واستمرار الصراع بين الحزب وحسن الترابي الشخصية الإخوانية البارزة. وأضاف هؤلاء أن القيادات الإخوانية الدولية التي حضرت افتتاح المؤتمر "ثم عقدت مؤتمرا موازيا للتنظيم الدولي" غادرت الخرطوم غاضبة من نتائجه، ومن فشل جهودها في الوصول إلى مصالحة بين الترابي والبشير الذي حمّلته شخصيا مسؤولية فشل جهودها في الغرض. ورغم خروجه على التنظيم الدولي، وفتاواه التي اعتبرها الإخوان متنطّعة، فإن حسن الترابي أصبح مرغوبا فيه الآن، وهناك مساع لإعادته إلى القيادة الإخوانية العالمية ليكون المنظّر لثورات "الربيع العربي" التي هيمن عليها الإخوان ويريدون تطويعها لخدمة مشروعهم الاستراتيجي في أسلمة المجتمعات. إلى ذلك، يقول المراقبون إن التنظيم الدولي يريد التخلص من البشير، وتعويضه بشخصية إخوانية غير مشاكسة لاعتبارات تتعلق بعلاقة التنظيم بأميركا ومحاولة إرضائها حتى لا تعارض استمرار الإخوان في حكم دول الثورات "مصر وتونس".