تماسكوا قرائي الكرام واحشدوا كل رصيد الصبر والثبات الذي أُوتيتموه قبل أن تقرأوا الخبر التالي المنشور في صحيفة السوداني:- (أوقفت شرطة الصافية بحري (9) متهمين بينهم مطرب شهير أثناء إقامتهم لحفل حناء للمطرب المذكور بغرض تزويجه من أحد الشباب) ويقول الخبر إن المطرب (العروس) خلال فترة المداهمة (كان يرتدي زيّاً نسائياً مكون من إسكيرت قصير وفانيلا ضيقة وكان مكحل العينين)!! حفل لتزويج شاب في قلب الخرطوم يحضره عددٌ من الشباب في عاصمة المشروع الحضاري والشريعة المدغمسة... يحدث ذلك الآن حتى بعد أن خرج الجنوب بكل عجره وبجره وبضاعته المزجاة وبعد أن أصبحت بلادنا أرضاً للإسلام الذي بات يشكل (97%) من سكان السودان... لو سألتَ أياً من الشباب المشاركين في حفل زواج ذلك المطرب (العروس) لقالوا إنهم مسلمون ولو سألت الشاب (العروس) لقال لك إنه مسلم فواحرَّ قلباه على بلاد نخرها سوس الفاحشة حتى أوشك أن يُرديها وأهلُها عنها غافلون... بلاد باتت حوادث اغتصاب الأطفال فيها أكثر شيوعاً من حوادث السرقة!! قبل هذا سمعتُ بأن هناك مطرباً شاذاً يُدعى لإقامة الحفلات العامَّة والناس جميعاً بمن فيهم أصحاب تلك المناسبات يعلمون بحاله حين يتفاوضون معه لإقامة حفلهم الساهر وبالرغم من ذلك لم يردعهم ذلك أو يمنعهم من الاتفاق معه أو الفتك به حتى يكون عظة لغيره!! لا أشك لحظة يا والي الخرطوم أن أمن المجتمع وغيره من آليات مكافحة الظواهر الشاذة كانت تعلم عن ذلك المطرب وهو ينشر الفاحشة بين الناس ويصول ويجول حتى بلغت به الجرأة وبغيره من أولئك التافهين درجة أن يُقيم حفل زواجه في قلب الخرطوم وليس في سان فرانسسكو أو لوس انجلس ولم تفعل شيئاً في انتظار أن تحل بنا هذه الكارثة التي يهتز لها عرش الرحمن وتستحق أن تستدعي ثورة ربيع عربي تُعيد مجتمعنا هذا المتهاوي إلى الجادة بعد أن ذهب بعيداً في طريق الغواية والانحراف. لم ينسَ الناس ظاهرة الحوت وكيف اقتحم الآلاف من الشباب مدرج مطار الخرطوم وكيف عاثوا في المطار فساداً وكيف حطَّموا وخرَّبوا ودمَّروا الممتلكات العامة وكافتيريات المواطنين وسياراتهم وكيف احتجّ بعضُهم واستنكر على الله رب العالمين أن يقبض روح (معبودهم) وكيف أصرَّ بعضُهم وبعضُهنّ على أن يدفنَّ مع الحوت بالرغم من أن أبابكر الصديق محب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يفعل غير أن قبَّله على جبينه ثم قال مقولته الخالدة (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) ولستُ أدري والله من أين جاء هؤلاء؟! ما حدث عند تزويج ذلك الشاب المخنَّث في قلب الخرطوم (كوم) صغير ذلك أنَّ الشاب ورفاقه فقدوا فضيلة الحياء وإذا لم تستح فاصنع ما شئت كما يقول الحديث الشريف لكن (الكوم) الأكبر يتمثل في تراجع المجتمع في القِيم والأخلاق للدرجة التي تجعله يبلغ ذلك الانحطاط. لو كنا في عافية أيها الناس لما تداعت قوة الردع في المجتمع وتصدَّعت حتى أتاحت لهؤلاء الساقطين أن يتحدَّوا إرادته ويخرجوا على ثوابته وقِيمه الراسخة ويأتوا ما لم يحدث في التاريخ الحديث على الأقل خلال العقود الأخيرة فما الذي أصاب مجتمعنا وكيف العلاج؟! حضرت قبل أيام جلسة حوار حول الأطفال مجهولي الأبوين وعن تزايد معدَّل استقبال دار المايقوما لأولئك الأبرياء وكانت معظم المعالجات المقترحة تركِّز على إطفاء الحريق وليس منعه ذلك أن منعه واستئصاله مهمة شاقة ينبغي أن تتضافر لها كل آليات المجتمع والدولة بمعالجات تنفذ إلى جذور المشكلة لا إلى أطرافها. كما ظللتُ أقول فإن (الحال من بعضو) فمشكلاتنا تفاقمت وتعدَّدت وغطَّت كل مناحي الحياة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وحق لدعاة ميثاق الفجر الجديد أن يطمعوا في أن يُقيموا فجرهم الكاذب على أنقاض مجتمعنا الذي رأينا بعضَ ما أصابه من تفسُّخ وما خفي ربما يكون أعظم وأفدح ولكن أكثر ما أخشاه أن تضعف وسائل المقاومة وينحسر سلاح النهي عن المنكر ويخبو واجب الآمر بالمعروف ونُخترق من قِبل بني علمان وغيرهم من مهاجمي أدوات الردع والزجر الذين يمهدون الطريق لعرمان وعقار والحلو وباقان لاحتلال الخرطوم و(تحرير السودان) وسيكون في استقبالهم يومها الشاب (العروس) وعشاق الحوت وأشباههم!! إن المصائب لا تأتي فرادى وليعلم ولاة الأمر من ولاة ومعتمدين أن الله سائلُهم عن استقامة المجتمع بأكثر من إقامة الكباري والمنشآت كما ينبغي أن يعلموا أن لعنة الله تعالى تحل جرّاء عدم التناهي عن المنكر (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) وان الاستبدال يحدث عندما تكثر الفاحشة كما يحل عندما ينكص الناس عن الجهاد والنفير (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ). إن على المجتمع أن يحمي نفسه وأبناءه وبناته من هذه الرذائل وأن يأخذ على أيدي أشباه الرجال حتى يتوارَوا ويخنس فعلُهم وصوتُهم وعلى الأخوين حمد الريح وابن البادية أن ينظِّفا مهنتهما من مدمني المخدرات وغيرهم من الساقطين المجاهرين بالمعصية الذين يسيئون إليهم وإلى المجتمع كما يجب على أجهزة الإعلام والفضائيات أن تضيِّق على أولئك التافهين بدلاً من أن تصنع منهم نجوماً يُفتتن بهم الشباب رغم انحرافهم فقد كنا أيام التلفزيون نمنع ظهور المدمنين وسيئي السلوك، أما علماء الأمة فإن مهمتهم تتجاوز كل من ذكرت فهلاّ اهتزت المنابر إنكاراً لما حدث معذرة الى ربنا وتوسلاً إليه ألا يُنزل علينا بأسَه بذنوب أولئك الأوغاد!!