لم تكن «لينا» تعلم ان الوظيفة التي حصلت عليها بعد شق الانفس ستخسرها بعد شهرين في الشركة الكبيرة التي وفرت لها ولأسرتها كل ما تطمح له شابة في العشرينيات من عمرها بسبب عرض زواج غير متكافئ! عندما دلفت لينا الى غرفة المعاينات لوظيفة سكرتيرة وجدت رجلاً خمسينيًا وقورًا وقبل اوراقها بعد فترة بات يتقرب لها قبل ان يفاجئها بطلب زواج ولكن في السر بحجة ترتيب اموره ومن ثم يعلنه ووجدت نفسها أمام خيارين إما القبول أو الاستقاله واختارت الأخيرة بكل شجاعة. قصة لينا نموذج لقصص زواج السكرتيرة من رب عملها في الأعمال الخاصة والحكومية والتي تنتهي إما بالزواج أو الرفض وفي الحالتين تجد السكرتيرة نفسها في موقف محرج «الملف الاجتماعي» جلس في أروقة القضية مستطلعًا الآراء التي تباينت حول من هو الظالم. «حياة» أيضًا نموذج لهذه القضية حيث اضطرت إلى ترك عملها حتى لا تقع في الخيار بين خطيبها ورب عملها السبعيني الأرمل الذي يرغب في ممرضة أكثر منها زوجة. تنفعل «هدى» وهي شابة متزوجة حديثًا وهي تحكي عن عطالتها القصرية بعد رفضها لمديرها في المصلحة الحكومية المتهالكة كما وصفتها تقول: يريدني زوجة ثانية وهو عاجز عن إعالة بيته الأول فرفضت طبعًا ووجدت نفسي بلا عمل بعد فترة قصيرة. ولا يتفق حسن مع الآراء السابقة وهو يعمل محاسبًا في شركة كبيرة يقول: معظم السكرتيرات يضعن خططًا للاستيلاء على قلوب المدير لأنه صاحب نفوذ وقوة، وأعرف سكرتيرة تزوجت المدير ورفضت عرض شاب مكافح في إدارة التسويق لأنه لا يملك عربة فارهة! وتتفق مع حسن زميلته نهى التي شاهدت في عملها السابق سكرتيرة تزوجت المدير كزوجة ثانية في السر لفترة دون أن يعلم أحد حتى تقدم لخطبتها مهندس مرموق فطلبت الطلاق وحدثت مشكلة كبيرة لأن الزواج مبنى على مصلحة! وتحكي أسماء عن ظلم وقع بصديقتها السكرتيرة عندما تزوجت مديرها المسن لأنها بحاجة للوظيفة وبالتأكيد لن تستطيع أن تتعامل معه بعد الرفض دون مشكلات فوافقت والآن هي تعمل سكرتيرة لآخر لأن زوجها تم نقله ليتها تريثت. وحكت صديقة عن مأساة شقيقتها ابنة ال«22» عامًا التي عملت سكرتيرة لرجل كبير في السن وأبناؤه من سن شقيقتها التي انبهرت كثيرًا به وأصرت على الزواج به رغم دموع أهلها التي انسكبت غزيرة ولها منه طفل الآن. يرى علماء المجتمع أن كثيراً ما يردد البعض عبارة «السكرتيرة هي الزوجة الثانية للمدير».. فهي تعرف ما يتوافق مع مزاجه أو ما يعكره، ماذا يأكل وماذا يشرب؟، وهي أيضًَا تشكل ذوقه في اختياره لملابسه ولونها وأحيانًا تتدخل في تسريحة شعره.. وهذا ما يمكن أن تكتشفه من الإعلانات التي تطلع عليها يوميًا في الصحف والتي تعلن عن وظائف جديدة لسكرتيرات، وأحيانًا تجد الإعلان غريبًا عندما تقرأ «مطلوب سكرتيرة حسنة المظهر، وأن تكون منفتحة على المجتمع، ومقتنعة بالعمل في كل الأوقات داخل أو خارج الشركة..» وهذا يعني قبول تلك السكرتيرة بالسهر خارج المنزل وأحيانًا السفر مع المدير لقضاء صفقات أو قيامها بدورها في أي مكان يوجد فيه، السكرتيرات يُعتبرن كاتمات أسرار مديريهن، وبحكم العمل يتعرضن لمواقف كثيرة من المدير نفسه أو من عملائه وأصدقائه أو الرؤساء المباشرين لها في العمل، خاصة أن للسكرتيرة مواصفات مختلفة عن الآخرين، فهي تتميز بالجمال والأناقة وخفة الدم في أغلب الأحيان، وهي مواصفات تغري الآخرين للتعرض لها.