أكدت صنعاء، أمس، رفضها أي تدخل عسكري أجنبي في حربها على تنظيم القاعدة، فيما أشار مسؤول أمني إلى أن الهجوم الذي استهدف مركزاً عسكرياً في الجنوب مساء السبت يحمل بصمات التنظيم، فيما فرقت الأجهزة الأمنية عسكريين جرحى كانوا يتظاهرون في صنعاء للمطالبة بصرف تعويضات عن مشاركتهم في حرب صعده ما أوقع 6 إصابات في صفوفهم . وقال مصدر مسؤول لموقع وزارة الدفاع اليمنية إن “اليمن لا يقبل أي وجود عسكري أجنبي على أراضيه واليمن تمتلك مؤسسات أمنية وعسكرية قوية وقادرة على القيام بدورها في مكافحة الإرهاب وتحقق نجاحات في هذا المجال" . ونفى المصدر تقارير أشارت إلى وجود قوات غربية على الأراضي اليمنية او مشاركتها في العمليات القتالية . وقال “إننا نستغرب نشر مثل هذه المزاعم والافتراءات المختلقة التي لا أساس لها من الصحة في بعض وسائل الإعلام وبخاصة في الآونة الأخيرة تارة عن وجود جنود بريطانيين واخرى عن وصول قوات أمريكية لمكافحة الإرهاب في اليمن" . وجددت وزارة الداخلية تأكيدها في بيان أن “العمليات الإرهابية الجبانة التي تستهدف رجال أمن ودوريات ونقاطاً أمنية، لن تفتّ في عضد الأجهزة الأمنية أو تثنيها عن توجيه الضربات الموجعة للعناصر الإرهابية أو ملاحقتها في كل مكان توجد فيه" . من جانبها، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أحور بمحافظة أبين من تأمين الإفراج عن أجنبيين تم خطفهما قبل يومين، أحدهما يعمل سائقاً في شركة النمر للسفريات، يحمل الجنسية التركية، والآخر يعمل مهندساً بحرياً مدنياً، ويحمل الجنسية السورية، احتجزتهما مجموعة أشخاص من آل شكله على خلفية مطالبتهم بإطلاق سجين لهم في العاصمة صنعاء . وكان تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب"، ومقره في اليمن، تبنى في بيان عدداً من الهجمات ضد قوات الأمن في مناطق مختلفة بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، التي شهدت خلال الأيام القليلة الماضية خاصة في منطقة لودر معارك دامية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجانبين، ونفى التنظيم صحة إعلان السلطات الأمنية عن تمكن أجهزتها من إلقاء القبض على عدد من عناصر التنظيم . على صعيد آخر، فرقت قوات الجيش بالرصاص الحي العشرات من جرحى حرب صعدة الذين تظاهروا أمام الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها علي محسن الأحمر، الأخ غير الشقيق للرئيس علي عبدالله صالح، احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم . وبحسب شهود عيان، فإن عشرات المتظاهرين بلباس مدني من أفراد الجيش الشعبي الذين شاركوا في تلك الحرب وجرحوا هناك، قطعوا الطريق العام بحواجز حديدية ووضعوا أحجاراً كبيرة فيها، ما أدى لمنع السيارات من المرور، قبل أن يتدخل الجيش لفتح الطريق، بعد أن أطلقوا رصاصاً كثيفاً لتفريق المتظاهرين الذين رشقوا الجنود بالحجارة، فأصيب ستة من المحتجين، ولوحق بعضهم إلى الشوارع . وفي صعدة، قتل معين عبدالله حامس العوجري، شقيق النائب البرلماني عن الحزب الحاكم فايز العوجري مساء السبت في كمين لعناصر مسلحة في منطقة آل شافعة بمديرية الصفراء . وقد اتهم النائب العوجري المسلحين الحوثيين بالوقوف وراء مقتل شقيقه، وتوعد بأخذ الثأر منهم . سياسياً، أثار قرار اللجنة العليا للانتخابات بتكليف قطاع التربية والتعليم لإدارة عملية مراجعة وتعديل جداول الناخبين 2010 بدلاً عن ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية، أزمة جديدة بين السلطة والمعارضة، رغم تشكيل لجان مصغرة لاستئناف الحوار بين الجانبين .