"ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    تيك توك يحذف 16.5 مليون فيديو في 5 دول عربية خلال 3 أشهر    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    وفد المعابر يقف على مواعين النقل النهري والميناء الجاف والجمارك بكوستي    الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة يكشف عن إحصائيات بلاغات المواطنين على منصة البلاغ الالكتروني والمدونة باقسام الشرطةالجنائية    وزيرا الداخلية والعدل: معالجة قضايا المنتظرين قيد التحرى والمنتظرين قيد المحاكمة    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الشان لا ترحم الأخطاء    والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    مصالح الشعب السوداني.. يا لشقاء المصطلحات!    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    دبابيس ودالشريف    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن: أجواء إيجابية بعد أول لقاء يجمع نائب الرئيس ب«شباب الثورة».. الشيخ صادق الأحمر: لا أنصح صالح بالعودة لأنه سيسبب فتنة
نشر في الراكوبة يوم 17 - 06 - 2011

شهدت التطورات السياسية في اليمن، أمس، خطوة إيجابية جديدة على طريق تطبيع الحياة السياسية، وذلك باللقاء الأول الذي جمع نائب الرئيس والقائم بمهامه وأعماله، عبد ربه منصور هادي بوفد من شباب الثورة في صنعاء، رغم أن الأوضاع الأمنية في البلاد تشهد تدهورا مستمرا.
واجتمع هادي بوفد من أعضاء المنسقية العليا للثورة اليمنية (شباب)، بعد أن حدد شباب الثورة يوما واحدا كمهلة لهادي لتحديد موقفه من الثورة، وقبل أن تنتهي المهلة، طلب نائب الرئيس أن يلتقي بوفد من الشباب، وقالت مصادر مطلعة إن اللقاء كان إيجابيا، وحسب بيان صادر عن المنسقية، فإن الشباب طرحوا عليه مطالبهم وهي «تحديد موقفه من الثورة وموافقته على أن يكون أحد أعضاء المجلس الانتقالي»، وأشار البيان إلى أن «الفريق هادي أبدى تفهما لمطالبنا وقال إنه يسعى إلى ما سماه التغيير العميق وبداية رسم صفحة جديدة لليمن بعد ترتيب الأوضاع الأمنية والاقتصادية خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين كحد أقصى».
وعقب اللقاء، أكد الشباب «التمسك بالشرعية الثورية كأساس لعملية التغيير الشامل للبلد»، وعلى «أننا ماضون في المشاورات مع جميع مكونات الثورة لتشكيل المجلس داعين جميع المستويات في المرحلة الراهنة حتى الإعلان عن تشكيل المجلس الانتقالي الذي يلبي تطلعات الشعب ويحقق أهداف الثورة».
في هذه الأثناء، دعا شباب الثورة اليمنيين إلى التظاهر في حشود مليونية اليوم فيما أطلق عليها «جمعة الشرعية الثورية»، وتأتي هذه الدعوة في وقت تتواصل فيه المظاهرات في معظم المحافظات اليمنية للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد، وفي أحد التطورات على هذا الصعيد، أصيب 11 معتصما في محافظة حجة بشمال غربي صنعاء، برصاص القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، وقالت مصادر في حجة إن بين الجرحى والمصابين جنودا ممن أعلنوا دعمهم للثورة الشبابية، وأن مصدر إطلاق النار كان القوات المرابطة في قلعة القاهرة بمدينة حجة.
إلى ذلك، تواصلت التطورات الأمنية، أمس، في جنوب اليمن، حيث قتل شخص واحد، على الأقل، في مواجهات مسلحة بين مسلحين يعتقد بانتمائهم للحراك الجنوبي وقوات الأمن في مدينة الحبيلين بمحافظة لحج، هذا في وقت أعلنت فيه السلطات اليمنية اعتقال 12 شخصا يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة أثناء محاولتهم الدخول إلى مدينة عدن. وقالت مصادر مطلعة في محافظة لحج ل«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات تجددت في الحبيلين بين المسلحين وقوات الأمن والجيش بعد أيام من الهدوء، كما اندلعت مواجهات مماثلة، وحسب ذات المصادر، فقد تمكن مسلحون في مديرية المسيمير بلحج من السيطرة على المباني والمنشآت الحكومية في المديرية ولم يتبق للسلطات المركزية من تمثيل ووجود سوى في المواقع العسكرية فحسب، وقال شهود عيان في لحج إن المسلحين استولوا، أيضا، على صهريج غاز في طريق عدن - لحج. وتضاربت الأنباء حول عدد الأشخاص الذين اعتقلوا أثناء محاولتهم الوصول إلى عدن قادمين من محافظة أبين عبر نقطة العلم، وقال مدير أمن محافظة عدن، العميد غازي أحمد علي محسن إن الأجهزة الأمنية ضبطت أسلحة في واحدة من السيارتين اللتين كان يستقلها المسلحون وهي نوع «تويوتا» أو كما تعرف في اليمن ب«صالون - مونيكا» ومحملة ب«الفلفل» للتمويه. وأشار إلى أنه «يجري حاليا التحقيق معهم تمهيدا لإحالتهم إلى الأجهزة المعنية».
وعلى صعيد الوضع الأمني في عدن، قال العميد محسن إنه «تم ضبط 5 أشخاص من مثيري الشغب والتخريب في مديرية المنصورة إثر قيامهم باقتحام بعض المحال التجارية أمس وإطلاق النار على المواطنين بشكل متعمد»، وحسب المسؤول الأمني، فقد قاوم الأشخاص المذكورون رجال الأمن وجرح أحدهم، وقال إنه جرى ضبط أسلحة بحوزة أولئك الأشخاص بينها «مسدسات كاتمة للصوت وقنابل بحوزة بعض الأشخاص في مناطق مختلفة من المحافظة في إطار حملات تقوم بها أجهزة الأمن بالتعاون مع أبطال القوات المسلحة لمنع حمل السلاح في عدن، كما تم استعادة بعض السيارات المنهوبة في المحافظة».
وعقب هذه التطورات، شهدت عدن انتشارا أمنيا مكثفا وازداد عدد النقاط الأمنية والعسكرية في أرجاء المدينة وفي مداخلها ومخارجها، ويعيش سكان عدن في حالة قلق عميق منذ أيام، بسبب الأنباء التي تتسرب عن سعي المسلحين المسيطرين على مدينة زنجبار في أبين، إلى الدخول إلى مدينة عدن، حيث يخشى السكان تكرار احتلال المباني الحكومية ونهب البنوك والمؤسسات المالية على غرار ما جرى في زنجبار مطلع الشهر الحالي.
على الصعيد ذاته، قالت مصادر أمنية يمنية إن عناصر إرهابية من تنظيم القاعدة أقدمت على قتل «اثنين من المواطنين وإصابة ثالث في مدينة زنجبار بمحافظة أبين»، وذكر مصدر أمني أن «تلك العناصر قامت بإطلاق قذيفة هاون على المواطنين الثلاثة، مما أدى إلى استشهاد 2 منهم هما علي ناصر سالم الظاهري ومحمد عبد الله الملحمي وهما من محافظة البيضاء، كما أصيب المواطن صالح أحمد حسين اليزيدي وهو من مديرية لودر».
وفي محافظة تعز، قتل ضابط وجرح عدد من الجنود في تجدد المواجهات بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والمسلحين المؤيدين لثورة الشباب، وتأتي هذه التطورات في وقت حمل مصدر مسؤول في تعز من سماها «عناصر أحزاب اللقاء المشترك»، مسؤولية «عدم الالتزام بالاتفاق الموقع بين الطرفين» قبل أيام، بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء المظاهر المسلحة، واتهم المصدر عناصر المعارضة بعدم الالتزام «بتسليم المواقع الرسمية للأجهزة الأمنية بناء على الاتفاق الموقع بين السلطة المحلية بتعز وأحزاب اللقاء المشترك بالمحافظة».
وقال المصدر إن هناك «أخرى ترتكبها أحزاب اللقاء المشترك في مدينة تعز من خلال إنزال عناصر مسلحة إلى ساحة محطة صافر وما قامت به يوم أمس من إطلاق للنار وبشكل عشوائي والذي يعد خرقا آخر لاتفاق التهدئة»، وحمل أحزاب المعارضة «مسؤولية التمادي في مثل هذه الأعمال الخارجة عن القانون وإقلاق السكينة العامة والمخالفة للاتفاق الموقع بين جميع الأطراف»، مهيبا بأحزاب اللقاء المشترك تحمل مسؤولياتها وعدم الاستمرار في تصعيد الوضع الأمني وتحكيم العقل والحكمة لتجنيب وطننا ويلات الصراعات.
الشيخ صادق الأحمر: لا أنصح صالح بالعودة لأنه سيسبب فتنة
نفى الشيخ صادق بن عبد الله الأحمر شيخ مشايخ قبيلة حاشد في اليمن في حوار مع «الشرق الأوسط» أن يكون لهم دخل في محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح المنتمي أصلا إلى قبيلة حاشد، كما نفى أن أخاه «حمير الأحمر» كان يوم جمعة الهجوم على مسجد الرئاسة في القصر الرئاسي لبحث ترتيبات هدنة مع الرئيس وأنه (حمير) غادر القصر قبيل الهجوم على المسجد كما تردد في حينها، وأوضح أن محاولة الاغتيال لا يزال يكتنفها الغموض وأن هناك تسريبات تفيد بأنها ربما عكست محاولة الاغتيال صراع الأجنحة حول الرئيس حسب تعبيره. وأكد الشيخ الأحمر في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» من لندن أن ما يحدث في اليمن هو ثورة شعبية شبابية سلمية وليس أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة، وأن القبائل تركت أسلحتها في البيوت ودخلت ساحات الاعتصام السلمي من دون سلاح لتعكس سلمية الثورة. وحول الأسباب الحقيقية للمعارك الأخيرة التي شهدتها منطقة الحصبة وعدد من أحياء العاصمة اليمنية صنعاء بين مقاتلين مؤيدين له وقوات من الأمن المركزي والحرس الجمهوري، قال الشيخ الأحمر إن الأسباب هي «وقوفنا مع ثورة التغيير السلمية ودعمنا لها لإيماننا بقيمها النبيلة وأهدافها العظيمة» على حد قوله. وقال الشيخ الأحمر إنه لا توجد لديه معلومات مؤكدة عن صحة الرئيس اليمني، غير أنه قال: «لا أعتقد ولا أنصح علي صالح بالعودة إلى اليمن» لأن عودته ستسبب فتنة بين اليمنيين، حسب تعبيره.
وأكد أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد قطع شعرة معاوية التي كانت بينه وبين الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، وذلك «بسفك الدماء وقتل الأبرياء». وإلى نص الحوار:
* بداية شيخ صادق ما هي العلاقة القبلية التي تربط بين بيت الأحمر في العصيمات (حاشد) وبيت الأحمر في سنحان قبيلة الرئيس علي عبد الله صالح؟
- بيت الأحمر في سنحان هو اسم لقرية صغيرة في سنحان، وهو جزء من قبيلة حاشد، أما بيت الأحمر في العصيمات فهو عائلة مشهورة عمرها 3 قرون.
* هل يمكن أن تطلع القراء على الأسباب الحقيقية والمباشرة للمعارك التي شهدتها صنعاء، وعلى وجه الخصوص حي الحصبة بين مقاتلين مؤيدين لكم من جانب وقوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي من جانب آخر، وما هي حصيلة تلك المعارك من الجانبين؟
- الأسباب الحقيقية والمباشرة هي وقوفنا مع ثورة التغيير السلمية ودعمنا لها لإيماننا بقيمها النبيلة وأهدافها العظيمة، وقد حاول علي صالح جرنا إلى معارك جانبية حتى يصرفنا عن اهتماماتنا الحقيقية ومطالب الشعب اليمني بالتغيير وحينما فشل في ذلك شن علينا عدوانه الظالم وأرسل الوسطاء إلينا ومن ورائهم الصواريخ فقتل وجرح الكثير من الوسطاء، واستمرت الحرب على الحصبة فوقفنا لقوات صالح بالمرصاد ولقناهم دروسا قاسية لأننا مدافعون وهم معتدون.
* لماذا برأيك انقطعت شعرة معاوية التي كانت بينكم وبين نظام الرئيس علي عبد الله صالح؟ وهل تدهورت العلاقات نتيجة للتنافس بينكم وبين أقارب الرئيس أو بين حميد الأحمر وأحمد علي عبد الله صالح على وجه الخصوص، مع أن والدكم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر كان حريصا على علاقة خاصة مع رئيس الجمهورية؟
- الذي قطع الشعرة بيننا وبين علي صالح هو سفك الدماء وإزهاق الأرواح وقتل المتظاهرين السلميين في ساحات الحرية والتغيير وقد حذرناه من الدماء مرارا وتكرارا ولكنه ركب رأسه واستمر في طغيانه وجرائمه، وكان لا بد لنا من موقف واضح نبرأ فيه إلى الله من جرائم نظام صالح في حق الشعب اليمني المطالب بالتغيير.
* تتناقل الأخبار أن قبيلة حاشد قد انحازت لحركة الاحتجاجات، هل يعني ذلك أن حاشد كلها مؤيدة لثورة الشباب أم أن هناك وجهات نظر مختلفة داخل حاشد إزاء الأحداث في اليمن، بتأييدكم للثورة الشبابية وتأييد آخرين للنظام؟
- الحقيقة أن حاشد وغيرها من القبائل اليمنية هي مع ثورة الشعب اليمني السلمية ومع التغيير وهناك دائما أفراد مستفيدون من النظام وعطاءاته وهم من حاشد وغير حاشد.
* كيف تنظرون إلى محاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومعه عدد من القيادات السياسية والتشريعية في مسجد دار الرئاسة؟ ومن هي برأيكم الجهة التي تقف وراء المحاولة خصوصا بعد سحب الرئاسة اتهاماتها لكم بالوقوف وراء الحادثة؟
- محاولة الاغتيال التي تعرض لها علي صالح لا تزال يكتنفها غموض كبير، وهناك تسريبات تفيد بأن العملية كانت من الداخل في إطار صراع الأجنحة حول الرئيس، ولعلكم سمعتم باتهام النظام تارة لأميركا وتارة ل«القاعدة» وتارة للمتآمرين وهكذا.
* ما هي أبعاد الهجوم الذي راح ضحيته عدد من المشايخ في منزلكم أثناء احتدام المعارك بينكم وبين القوات الحكومية، وهل تواصلتم مع القبائل التي ذهب بعض مشايخها ضحايا للهجوم؟ وماذا أنتم فاعلون فيما يخص الدماء التي سفكت؟ هل ستعدونها دماء ذهبت في سبيل التغيير أم أنكم سوف تنظرون إلى المسألة على أنها ثأر قبلي؟
- الهجوم كان علمية غادرة من علي صالح للجنة الوساطة وكان يستهدف جميع الموجودين في المنزل ونحن على تواصل مع القبائل التي راح من أبنائها شهداء جراء ذلك الهجوم الغادر والدماء لا تسقط عن القتلة إلا بالقصاص أو بالعفو من أولياء الدم، والمتورطون هم معروفون لأبناء الشعب اليمني.
* هناك من يرى أن ما يحدث في اليمن هو ثورة شبابية وهناك من يرى أن الحاصل في اليمن هو أزمة سياسية بين أطراف السلطة والمعارضة، ما هي رؤية الشيخ صادق الأحمر لطبيعة الاحتجاجات المستمرة في اليمن منذ قرابة خمسة أشهر؟
- هي بالفعل ثورة شبابية شعبية وإرادة إلهية، فالذي يزور ساحات التغيير والحرية يرى الشيء العجيب في التحام كافة شرائح الشعب اليمني وصبرهم ومواجهتهم للقتل والبطش والتنكيل بصدور عارية، وقد تركت القبائل أسلحتها في البيوت ونزلت الساحات تنشد الحرية والتغيير، والقضية ليست أزمة سياسية بين السلطة والمعارضة إنما هي ثورة من شعب ضد نظام ظالم انتهى عصره وطويت صفحته.
* جاء في تسريبات لموقع «ويكيليكس» أن أخاك حميد الأحمر كان يعد العدة للتخلص من نظام حكم الرئيس صالح باستخدام المظاهرات الشعبية إذا لم يتعاط الرئيس إيجابيا مع مطالبات المعارضة في حينها. هل هناك علاقة مباشرة بين حميد وما يحدث من احتجاجات ضد نظام الرئيس صالح؟ وما صحة القول بأن حميد هو الممول لحركات الاحتجاج في كثير من المحافظات؟
- أخي حميد هو واحد من شباب المعارضة السلمية منذ وقت مبكر وقد أشار إلى الهبة الشعبية إذا استمر النظام في صلفه وتعنته في إغلاق أبواب الحوار وعدم الاستجابة لمطالب الشعب في التغيير وبعد ثورتي تونس ومصر هب الشعب اليمني مطالبا بحقوقه المشروعة، وإذا كان حميد اليوم يسهم مع كل أبناء الشعب اليمني في إنجاح ثورة التغيير السلمية فهذه ليست تهمة بل هو شرف نفخر به جميعا.
* وجهت الدولة لك ولإخوتك اتهامات بتشكيل مجموعات مسلحة خارجة على القانون واستعمال القوة للسيطرة على مرافق حكومية، كيف تتعاملون مع هذه الاتهامات؟
- هذه ترهات وأكاذيب من نظام صالح المنهار، وقد أوضحنا أننا مدافعون عن أنفسنا، والمرافق الحكومية التي تسلمناها ممن كانوا فيها هي ملك الشعب اليمني وقد حولها صالح لثكنات عسكرية للهجوم علينا فكان لا بد من السيطرة عليها من أنصارنا لحماية أنفسنا وحماية سكان حي الحصبة من جنون قوات علي صالح واستخدامهم لكل أنواع الأسلحة ما عدا الطيران لضرب المساكن في الحصبة وهدمها على رؤوس ساكنيها.
* هناك مخاوف في بعض الأوساط الشبابية من أن يكون إعلان تأييدكم للثورة جاء تجسيدا لرغبتكم في أن تحلوا محل سلطة الرئيس صالح وأقاربه، هل ينوي الشيخ صادق الأحمر أن يلعب هو أو أحد إخوته دورا سياسيا في المرحلة المقبلة؟
- لا ننوي ذلك، وقد أعلنت موقفي مرارا وتكرارا.
* ذكر أن أخاكم حمير الأحمر كان يوم تفجير مسجد الرئاسة موجودا في القصر الرئاسي لبحث اتفاق لوقف إطلاق النار بينكم وبين القوات الحكومية، وبعد مغادرته للقصر حدث الهجوم على المسجد مما سوغ توجيه الاتهام لكم في بادئ الأمر، ما مدى صحة وجود حمير في القصر يوم جمعة الهجوم على مسجد القصر ولماذا ذهب إلى هناك إن صح ذلك؟
- لم يكن حمير في دار الرئاسة في ذلك اليوم.
* هل هناك أي نوع من التواصل بينكم وبين أبناء الرئيس صالح وأبناء أخيه الذين يقودون قوات النخبة في الجيش والأمن اليمني في فترة ما بعد خروج الرئيس صالح للعلاج في الرياض؟
- لا يوجد أي تواصل.
* هل تعتقد أن نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي يستطيع تهدئة الأوضاع في الساحة اليمنية وما هي المشكلات التي يواجهها النائب وهل لديكم تواصل معه في هذا الخصوص؟
- نعم يستطيع ذلك ومعه الدستور والقانون وكافة أبناء الشعب اليمني وقواه الحية لكن يبدو أنه متردد ولا نعلم مبررا لتردده ونحن على تواصل معه وندعمه نؤيده إذا قاد اليمن إلى بر الأمان في هذه المرحلة الحرجة وهو مقبول من الجميع.
* هناك مخاوف من انفصال جنوب البلاد حال سقوط نظام الرئيس صالح، كيف تنظرون إلى هذه المخاوف وهل تعتقدون أن قادة الحراك الجنوبي سيعلنون الانفصال بعد سقوط النظام في صنعاء، خاصة أن هناك دعوات لتشكيل مجالس انتقالية في الجنوب؟
- لا خوف على اليمن من الانفصال ولا خوف على اليمن من «القاعدة»، فهذه كلها من المحن التي زرعها النظام وروج لها وجعلها فزاعة والحقيقة أن الحراك السلمي في الجنوب قد أعلن مواقف واضحة في هذا الشأن وأنه مع اليمن الموحد ومع معالجة مشكلات الجنوب التي أوجدها وغذاها نظام صالح طوال سنوات ما بعد الوحدة وخاصة ما بعد حرب صيف 1994 مع الأسف.
* حدثت عدة مناوشات بينكم وبين الحوثيين في حوث قبل أشهر، كيف تنظرون إلى تمكن الحوثيين من السيطرة على صعدة وهل هناك خشية من تمددهم جنوبا باتجاه صنعاء بعد محاولات التمدد في محافظتي حجة والجوف؟ وهل ترى أنهم ما زالوا يفكرون باستعادة سلطة الأئمة؟
- المناوشات التي حدثت بيننا وبين الحوثيين قد تجاوزناها، والحقيقة أن الثورة سوف تعالج مطالب الحوثيين التي لن تكون خارجة عن مطالب الشعب اليمني في الاستقرار والعدل والأمن والتنمية وغيرها والحوار الصادق والجاد سيوجد الحلول لكل قضايا ومشكلات الوطن بعد نجاح الثورة بإذن الله، ولا أحد اليوم يقبل باستعادة سلطة الإمامة.
* هل لديكم معلومات عن صحة الرئيس صالح في الرياض وخاصة بعد تضارب الأنباء حول وضعه الصحي؟ وهل تعتقدون أن الرئيس صالح سيعود إلى البلاد لممارسة مهام رئيس الجمهورية؟ وماذا تنوون أن تفعلوا في حال عودة الرئيس إلى صنعاء؟
- ليس لدينا معلومات دقيقة، ولكن نعلم أن وضعه الصحي ليس طيبا ولا أنصح علي صالح بالعودة لليمن لأن عودته إذا صحت سوف تكون فتنة على اليمنيين وسوف تزداد المواجهات وتتوسع دوامة العنف والقتل بين اليمنيين والله سبحانه قد أوجد له حلا من سمائه، فلماذا المكابرة والدبور ويختار الله له ما فيه الخير.
* في أوساط المعارضة وحركة الشباب وفيما يخص إدارة البلاد في الفترة المقبلة هناك من يدعو إلى تشكيل مجلس انتقالي، وآخرون يرون ضرورة الانتقال السلمي للسلطة عن طريق دعم نائب الرئيس إلى أي من الخيارين يميل الشيخ صادق الأحمر ولماذا؟
- نحن مع الخيار الثاني للانتقال السلمي عن طريق الدستور، وهو ما ينبغي على النائب العمل لأجله وإذا أغلق هذا الباب فليس أمام المعارضة والساحات إلا تشكيل المجلس الانتقالي والفعل الثوري هو كفيل بإخراج اليمن من المخاطر التي تهددها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.