عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً مساء امس، لبحث الأزمة في ليبيا، ودعا مبعوثو الدول الغربية وأعضاء البعثة الليبية الذين انحازوا للمحتجين المجلس للتحرك. وقال دبلوماسيون ان المجلس عاد لمناقشة الأمر بعد جلسة مغلقة للمشاورات غير الرسمية التي تم الترتيب لها على عجل لبحث اصدار بيان يطالب بوقف العنف في ليبيا. وكان المجلس الأمن عقد اجتماعاً قصيراً في وقت سابق أمس بشأن رد الفعل العسكري العنيف، الذي لجأ إليه الزعيم الليبي معمر القذافي لقمع الاحتجاجات الشعبية، والتي وردت تقارير بأنها خلفت مئات القتلى في طرابلس وبني غازي. وقال دبلوماسيون إن الاجتماع الرسمي في نيويورك للسماح للدول الأعضاء في الأممالمتحدة بالإعراب عن مخاوفهم بشأن الموقف في ليبيا. واطلع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية بي لين باسكو، المجلس على تطورات الأحداث في طرابلس، حسبما أفاد دبلوماسيون. وحض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والجماعات الحقوقية القذافي على وقف الهجمات التي يشنها الجيش الليبي ضد المدنيين والتي ازدادت حدتها اول من أمس بعد قصف الدبابات والطائرات لحشود المتظاهرين. وكان بان أعرب اول من أمس عن غضبه الشديد إزاء التقارير الإخبارية التي أشارت إلى أن القوات الجوية الليبية صرح لها بقصف المتظاهرين بواسطة طائرات ومروحيات حربية. وقال بان: «هذا تصرف غير مقبول.. يجب أن يتوقف هذا العنف على الفور». وذكرت الأممالمتحدة أن بان اتصل هاتفياً بالزعيم الليبي أمس، ليحثه على وقف العنف واحترام حقوق الإنسان والوفاء بتطلعات الشعب الليبي. وانعقد المجلس تلبية لطلب ابراهيم الدباشي نائب سفير ليبيا في الأممالمتحدة، والذي أعلن مع معظم الدبلوماسيين في بعثة ليبيا بالاممالمتحدة اول من أمس، أنهم لم يعودوا يمثلون حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي وقالوا انهم يمثلون الشعب الليبي ودعوا القذافي للرحيل. وقال الدباشي للصحفيين إنه يتوقع أن يصدر عن المجلس ما يحمي شعب ليبيا. والتزم الدبلوماسيون بالحذر تجاه احتمالات استجابة مجلس الامن لطلب الدباشي بفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا. ويتطلب مثل هذا الإجراء، الذي نادراً ما يصدره المجلس، قراراً رسمياً. وقال دبلوماسي غربي «لا أعتقد حتى الآن أننا وصلنا الى هذه المرحلة». ومما يزيد من غموض الموقف ان عبد الرحمن شلقم سفير ليبيا لدى الاممالمتحدة لم يكن في نيويورك أمس، ولم يوقع على البيان المناهض للقذافي الصادر عن الدباشي واخرين. ووصل شلقم الى مجلس الأمن بعد انتهاء مشاورات الجلسة الصباحية. وقال للصحافيين إنه ناشد المسؤولين الليبيين إنهاء العنف ضد المتظاهرين، لكنه ما زال يدعم القذافي. واضاف «أنا مع القذافي». من جهته قال سفير ألمانيا لدى الاممالمتحدة للصحافيين بيتر فيتيج «حجم العنف الذي تمارسه قوات الأمن الليبية ضد المظاهرات السلمية صادم بالفعل.. أعتقد أن الامر يعود الى مجلس الأمن في هذه القضية ويجب أن يتحرك المجلس برسالة سريعة وواضحة».