.. إنه فيتو مجاني، هكذا تقول «يديعوت احرونوت»، والمقصود طبعاً الفيتو الذي رفعته واشنطن بوجه العالم كرمى لإسرائيل ولاستمرار سرقتها أراضي الفلسطينيين.. وتضيف يديعوت أحرونوت: إن واشنطن لن تطالب إسرائيل كما يبدو بدفع أي ثمن لذلك الفيتو على أي صعيد، بمعنى أن إدارة أوباما رغبت أن تقدم هدية لإسرائيل هكذا من دون مناسبة. ولأن هذه الهدايا باتت بالجملة في عهد أوباما يقول ايهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي: على إسرائيل أن تتذكر دائماً أن لديها كنزاً يجب المحافظة عليه، وهو الولاياتالمتحدة. لا يفاجئنا قول الصحيفة الإسرائيلية، وإن كان لا يزال يستفزنا أن الإدارة الأميركية تواصل وتمعن في مجانبة العدل والإنصاف والإنسانية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، وتضع نفسها في خندق واحد مع كيان قاتل محتل ومغتصب وبما يلطخها بالصفات نفسها وهي القوة العظمى القائدة في العالم التي يفترض أن تكون على مسافة واحدة من الجميع. .. ويستفزنا أيضاً، أنه بعد عقود من الخيبات والخذلان من جانب الولاياتالمتحدة بإداراتها المتعاقبة، لا تزال السلطة الفلسطينية (ومن تبقى من داعميها العرب) مستعدين لمواصلة إفساح كل المجال لواشنطن لتحصّل مزيداً من المكاسب لإسرائيل أمام سمعهم وبصرهم وأكثر من ذلك لتتفنن في إهدار كرامتهم وتعرية عجزهم.. وهؤلاء يكتفون بعدها بالقول: ليس باليد حيلة. ونتساءل: إذا كان ليس بيدهم حيلة تجاه الشعب الفلسطيني، فهل ليس بيدهم حيلة أيضاً تجاه حفظ كرامتهم؟ منذ الفيتو الأميركي قبل أسبوع، اختفى حديث المفاوضات بين السلطة وإسرائيل، عن السمع، لكن الاستيطان لم يختف، وعمليات التهويد قائمة على قدم وساق، والاعتداءات الإسرائيلية قتلاً وتدميراً واعتقالات تطول كل ما هو فلسطيني.. كل ذلك هو ملء سمع وبصر السلطة الفلسطينية (وداعميها)، فلماذا لا يتحرك أي منهم للتصدي ولو إعلامياً كأضعف الإيمان؟ هل إن اشتعال المنطقة تظاهرات واحتجاجات أخطر مما يجري على الأراضي الفلسطينية؟ وهل كان موقف السلطة والعرب أفضل قبل ذلك؟ معظم العالم العربي يقف اليوم على رجل واحدة ترقباً للنار التي وصلت إلى الذقون.. سقط من سقط وهناك من ينتظر.. هل ستكون البدائل أفضل؟ نصلي من أجل ذلك.. المصدر: تشرينالسورية 24/2/2011