هناك من يريد تغيير قواعد اللعبة.. هذه هي خلاصة الاستنتاج الذي يطفو على السطح في إسرائيل التي ما زالت تحت صدمة الأحداث التي رافقت الذكرى الثالثة والستين للنكبة، وهي صدمة شملت المستويين العسكري والسياسي كما كشفت الصحافة الإسرائيلية. الصحافة الإسرائيلية هذه وصل بها الأمر حد الزعم بأن سورية أعدت لما حصل هي وحزب الله. لكن هذه المزاعم لم تقلل من حدة التوتر داخل إسرائيل الآن، بل إن هناك من يتحدث عن بوادر أزمة عبر اتهامات متبادلة بين قيادات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجيش الاحتلال المتهم بأن قيادته لم يكن لديها أي معلومات استخباراتية وأن كل توقعاتها كانت تدور حول تظاهرة عفوية ستنظم في عين التينة قرب مجدل شمس المحتلة. صحف إسرائيلية عدة من بينها «يديعوت احرونوت» سخرت من مقولة إن رؤساء الأجهزة الأمنية الذين أجروا حفلاً لتنصيب رئيس جديد لجهاز الأمن الإسرائيلي العام، كانوا واثقين جداً بأن الجيش استعد لكل التطورات وأن أحداث يوم النكبة في الجيب الصغير واعتبرت الصحف الإسرائيلية أن ما جرى له آثار شديدة على ما سمته جودة ردع الجيش الإسرائيلي في المستقبل. إنه خلل سيتعين على إسرائيل، ابتداء من اليوم فصاعداً التصرف حيال ما سمته الحدود مع سورية بطريقة مغايرة تماماً.. فنجاح هذه التظاهرات التي نظمها الفلسطينيون من سورية ولبنان ومجدل شمس ومارون الراس لإحياء ذكرى النكبة، بدد الوهم بأن إسرائيل تعيش في نعيم وأمان، في فيلا داخل غابة ومنقطعة عما حولها. الصحف الإسرائيلية سمت ما جرى في يوم النكبة في مجدل شمس ومارون الراس نجاحاً كبيراً لمن نظم ذلك وتخوفت من أن يؤدي هذا النجاح إلى محاولات أخرى ولمسيرات جماهيرية إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وليس فقط من جهة سورية. تقول صحيفة هآرتس: هذا قد يحصل في حزيران بالتوازي مع وصول أسطول كسر الحصار عن غزة، وتضيف قد يحصل في أيلول بحال تم إعلان الدولة الفلسطينية. أما «يديعوت احرونوت» فقالت: إن السوريين أمسكوا بنا ونحن غير مستعدين، 2500 لاجئ فلسطيني من سورية أسقطوا مئات الأمتار من السياج، ودخلوا دون عراقيل، كان يكفي المرء أن يرى في مجدل شمس ضباط الاستخبارات الإسرائيلية الذين تجولوا مطأطئي الرؤوس كي يفهم حجم ما حدث. ما سبق هو استنتاج صحف إسرائيلية، أما استنتاج بعض العرب ومريديهم فهو أن ما جرى مجرد تسلل لعشرات من الفلسطينيين القاطنين في سورية ولبنان إلى «إسرائيل» للفت الأنظار. هذا المنطق شديد الدناءة تجاه التعبير عن ذكرى النكبة رأى أن ما جرى في مارون الراس والجولان المحتل مجرد مغامرة لها أهداف غير مشروعة. المصدر: تشرينالسورية18/5/2011