بينما كانت قناة (فوكس موفي) وقنوات سينمائية أخرى تنقل حفل جوائز (الأوسكار) من مسرح كوداك بلوس انجلوس الأمريكية.. كانت قنوات عالمية وسياسية تنقل مشاهد الدمار والاقتتال والمظاهرات في العواصم العربية.. كانت هوليوود تتألق في زينة الألعاب النارية والألوان الجميلة، بينما خريطة العالم العربي تحترق في كل مكان! هل نحسدهم أم نغطبهم؟!.. هم يفكرون في الحياة ونحن نفكر في الموت كخلاص نهائي! ممثلون وممثلات ومخرجون ونجوم من أمريكا وبريطانيا وأوروبا يحضرون حفل جوائز "الأوسكار"، وهم يختالون بملابس أنيقة من تصاميم مشاهير الماركات العالمية وبحضورهم أيضاً.. بينما مظاهرات العالم العربي ترتدي (الأكفان)! هل هي نظرية (الشرق الأوسط الجديد) التي روج لها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش، ويتم تنفيذها على أرض الواقع، ولا يهم الأثمان والتضحيات البشرية التي تقدم "أكباش فداء" في سبيل ذلك؟.. هل ندخل من جديد في نظرية (المؤامرة) الأجنبية أم أنها مجرد تشابه في الرغبات والتحولات السياسية نحو الإصلاح؟ في كلتا الحالتين يمكن القول إن كثيراً من الأفعال السيئة تأتي بنوايا حسنة.. لماذا لا نستطيع أن نفكر في الحاضر والمستقبل معاً؟.. لماذا نضع (الحاضر) في حالة تصادمية ودموية مع (المستقبل) دائماً؟ ولماذا نصر على ثقافة (الموت) فندفع في حركات تشبه (انتحار الحيتان) في البحار والمحيطات؟! هم يتحدثون عن (شرق أوسط) جديد، ولكن الحقيقة أنهم يقصدون بذلك (الوطن العربي) والأمة العربية.. مستفيدين من حالة اليأس العربي.. هل يُعقل أن لطمة من امرأة تونسية تشتغل في بلدية (سيدي بوسعيد) لشاب تونسي (بوعزيزي) وتحرير مخالفة لعربة بيع الخضار والفواكه تقود كل هذه المظاهرات العنيفة في العالم العربي؟! يمكن القول: إن الخياط الأمريكي (الترزي) بدأ يفصل بدلات "سموكن" جاهزة باسم (الديمقراطية) في كل الدول العربية.. حتى الدول التي فيها تجارب ديمقراطية وانتخابات نيابية أدخلت تحت إبرة ماكينة الخياطة الأمريكية!.. لا توجد استثناءات.. سواء أكانت بدلة هذه (الدولة) العربية جديدة أم قديمة.. الكل مطلوب منه أن يخلع ملابسه ويتعرى لكي يحدد له (العم سام) البدلة الأمريكية المناسبة! وهنا لا نملك سوى الدعاء (اللهم لا نسألك رد القضاء، ولكن اللطف فيه)!.. على الأقل أن نقلل التضحيات بين البشر.. وألا نعرض أجساد الناس لوخزات الإبر في ماكينة الخياطة الأمريكية... وأن نطلب من (العم سام) أن يراعي ظروف المجتمعات العربية الشرقية ومنظومة القيم والتقاليد، وأن يسمح للعرب في حالة التعري بالإبقاء على (الأندر وير)! المصدر: أخبار الخليج 3/3/2011