تتصاعد النيران ويشتد القتال في جنوب السودان وتتحرك قوىً جنوبية ضد الجيش الشعبي وهذه القوات ليست من القوى القريبة من حكومة الشمال أو المؤتمر الوطني. القوى التي كانت تناصر الحكومة وضعت السلاح بعد أن اختارت الموقف الذي فرضته الاتفاقية عليها بالانضمام للجنوب أو ترك السلاح.. قوات اللواء فاولينو متيب كانت مساندة للحكومة واختارت أن تنضم للحركة الشعبية وهي حالياً لا تقاتل ومثلها أيضاً قوات بيتر كديت وقوات الدكتور رياك مشار بمن فيها من قادة عسكريين منهم بليل تيتو وغيره وهنالك أيضاً القوات التي فضَّلت ترك الحرب وكانت من قبل تناصر الحكومة ومنها قوات اللواء التوم النور وقوات إسماعيل كوني وقوات اللواء عبد الباقي والقادة الذين كانوا يعملون في فصيل الدكتور لام أكول أيضاً ومنهم عوض جاقو من أبناء الشلك، ومنهم أيضاً قوات الاستوائية وفصيلها بقيادة توبولوس أوشانق. الحركة الشعبية ومنذ نشأتها تواجه الانشقاقات وتكوين الفصائل ضدها وبدلاً من مواجهة مطالب هذه القوى فإنها تعمد إلى حربهم وتصفيتهم وبدأت عمليات التصفية منذ العهد الأول للحركة الشعبية حيث وقعت العديد من الإغتيالات كان من ضحاياها القاضي مارتن ماجير والقائد جوزيف أدوهو وصُفِّي نائب قرنق وليام نون وكان نصيب كاربينو كوانين وأروك طون السجن. هذه القوات الجديدة المحاربة اليوم في ملكال وفي فنجاك هي قوات كانت جزءاً من الحركة الشعبية وانفصلت عنها بسبب ما تم من تزوير في الانتخابات، منها قوات اللواء أطور والفريق قلواك قاي واللواء غبريال تانج والقائد فول جانج. هذا إضافةً لقوات من الاستوائية وأبناء جونقلي من النوير الذين هاجمتهم قوات من أبناء الدينكا في الحركة الشعبية وكذلك الذين تعرضوا لهجمات الحركة الشعبية من أبناء الشلك. وانضم إلى هذه المجموعات قوات جوزيف مانتويل بولاية الوحدة والذي انشق عنها مؤخراً وكانت الولاية شهدت إنقساماً وحرباً بين قوات الوالي تعبان دينق والسيدة أنجلينا مشار. وتواجه الحركة خروجاً عليها هذه الأيام من أبناء الإستوائية كما تواجه حرباً في أطراف الإستوائية من قوات جيش الرب بعد أن عوقت الحركة الشعبية مجهودات الدكتور رياك مشار في التوصل لإتفاق مع جيش الرب.. هذا الواقع هو الذي كان نتيجة محاولات التزوير الفجَّة من قبل باقان، وهذه العملية وإن أثارت غباراً وغبشاً فإنها لن تغيِّر من المواقع على الأرض ولن تحسم للحركة الشعبية التفلتات من حولها.. التمرد على الحركة الشعبية هو الذي أخرجها من مناطق الشلك ومن أجزاء كبيرة من ولاية الوحدة ومن غرب الاستوائية وأجزاء من البحيرات. لا تحتاج حكومة الشمال لاستقطاب موالين لها في الجنوب، الحركة الشعبية تفعل ذلك من تلقائها والسلاح في الجنوب وصل منذ عشرات السنين من إسرائيل عبر لاقو ومن ليبيا القذافي ومن دول الجوار الإفريقي في يوغندا والكنغو!.. نقلا عن صحيفة الرائد بتاريخ :20/3/2011