ماذا يريد الذين أدانوا الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع الوطني حول ما حدث في مدينة بورتسودان حيث قصفت طائرة الأباتشي سيارة السوناتا المدنية؟ هل كانوا يريدونه أن يقف (ديدبان) في تلك المنطقة لحظة وصول الطائرة الإسرائيلية التي تحمل كل التكنولوجيا الأمريكية المتطورة أم يريدونه أن يحمل صاروخاً على كتفه ليلاحق به الطائرة الإسرائيلية وغيرها من الطائرات التي سبق أن أغارت على السودان وفي مناطق مختلفة من حدوده الشرقية. وهل تملك وزارة الدفاع السودانية التي يقودها الفريق عبد الرحيم إمكانات وزارة الحرب الإسرائيلية أو وزارة الدفاع الأمريكية.. كل هذه الأسئلة الإجابة عليها واضحة. والثغرات في بلد متسع المساحة مثل السودان تحدث كثيراً.. كما أن بلداً مثل السودان يحتاج الى إمكانات هائلة من المال ليسلح قواته المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة. لكن قولوا لي.. أي بلد استطاع التصدي لطائرات العدو الصهيوني في بلدان الشرق الأوسط التي تملك إمكانات عسكرية وصاروخية أفضل من بلادنا كثيراً. ولا أود هنا أن أدافع عن الفريق عبد الرحيم خاصة أنه يعمل وفق مؤسسة عسكرية عرفت بالإخلاص والتفاني في خدمة الوطن. والفريق عبد الرحيم هو وزير في بلد من بلدان العالم الثالث الأكثر فقراً.. وهو ليس رامسفيلد ولا وزير الدفاع الأمريكي أو البريطاني يملك إمكانات مهولة..ولا هو جينكيز خان. والعبرة ليست في دخول الطائرة الإسرائيلية وصيدها لشخص اكتشفت وزارة الحرب الإسرائيلية أنه ليس هو المقصود.. فهل حاسبت وزارة الحرب الإسرائيلية من أرسل الأباتشي التي (جلت) الهدف الذي خططت له الموساد ووزارة الحرب الإسرائيلية وكل جنرالات إسرائيل.. وهل صدر صوت من إسرائيل يطالب بإدانة أوإقالة وزير الحرب الإسرائيلي أو قائد سلاح الطيران أو مدير الموساد. سيظل سماء السودان مفتوحاً أمام الأباتشي وغيرها ما دمنا لا نملك وسائل حديثة للتصدي والمقاومة والى أن نمتلك الإمكانات اللازمة علينا أن نتمسك بنظرية صديقنا الأستاذ محجوب فضل بدري.. وهي نظرية (الصمود وعدم التصدي) بالرغم من أنها في ميدان آخر. ونتوقع أن تتكرر هجمات الأباتشي وغيرها.. وعلينا محاربة الأسباب التي يتذرع بها الصهاينة ويرسلون لنا طائرات الأباتشي ويجندون عدداً من أبناء الشعب ضعيفي النفوس وقد لا تعلم إسرائيل أن السودان لايحتاج الى جواسيس يجندهم الموساد.. فالسودان كتاب مفتوح.. ولا توجد فيه أسرار غامضة تحتاج الى جواسيس.. الحدود مفتوحة، وتجارة المواشي مفتوحة، وحتى البشر، ولايستطيع حتى الجيش الأمريكي أن يغلق كل تلك الحدود المترامية الأطراف. والتحية للقوات المسلحة وعلى رأسها الفريق أول عبد الرحيم وأركان حربه. والله الموفق وهو المستعان،، نقلا عن صحيفة الراي العام السودانية 19/4/2011م