قد يكون الراحل هو الشهيد أسامة بن لادن وقد تكون هذه البلبلة الإعلامية حول ما إذا كان القتيل هو بن لادن أو شبيهاً له نوع، من أنواع الخداع الذي تعودته المخابرات الغربية بغية قتل روح الثأر وبذر التردد في أوساط الذين يكنون لأسامة بن لادن كل التقدير والاحترام ويعتبرونه بطلاً ولا كل الأبطال لأنه عبَّر في زمان الهوان العربي والإسلامي عن قوة وعزيمة لو وجدت بعض المساندة من الأنظمة والشعوب الإسلامية لانتهى مسلسل الهوان والخنوع الذي تعيشه أمتنا وتدفع ثمنه غالياً تقتيلاً لأبنائها واستباحة لحرماتها وسرقة لخيراتها واستيلاءً على ثرواتها. نحن لا نملك إلا أن نرفع الأكف بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يتقبل أرتال الشهداء الصادقين الأشراف الأطهار المحتسبين ونتوجه إلى أمريكا بذات منطقها ومكيالها هذا (إن كان لديها منطق) ولقد علمنا جميعاً أن أكثر الناس فرحاً كانوا اليهود الذين اعتبروا مقتل أسامة بن لادن عيداً ولا كل الأعياد وأظهروا كل ما في دواخلهم من كراهية وشماتة على المسلمين بعد أن نجحت آلاتهم الإعلامية في تصوير بن لادن على أنه هو مجرم القرن الحادي والعشرين ولنعد لأمريكا ونحاسبها بمنطقها هي، فأسامة بن لادن كما تزعم قتل بضعة آلاف في أحداث الحادي عشر من سبتمبر وقد سعت أمريكا خلفه بمئات المليارات من الدولارات حتى تمكنت من النيل منه أو قل حتى أتاه اليقين وهو الذي تمنى على الله الشهادة طوال السنوات الماضية وقدم دروساً كبيرة في فنون المخابرات ودوَّخ أمريكا لسنين طويلة ولولا الخيانة لما تمكنت منه وهذا يعني أننا لسنا أقل من الغرب في حرب المخابرات ويمكننا أن نناجزهم فيها بل نتفوق إذا كفينا شر الخيانة. نقول بمنطق أمريكا إن بن لادن مجرم حرب فماذا عن بوش الابن الذي لم يقتل بضعة آلاف في حادثة واحدة بل قتل مئات آلاف من العراقيين واحتل بلادهم ودمرها وسرق ثرواتها بتهم ملفقة تحدثت كثيراً عن أسلحة الدمار الشامل واتضح أنها أكبر أكذوبة في التاريخ المعاصر فلماذا لا تسمح أمريكا بمحاسبة هذا السفاح الأمريكي وجرائمه ممتدة إلى أفغانستان والصومال وكل أرجاء المعمورة وأوباما الذي ظننا أنه صديق للعالم الحر كانت لهجة التشفي واضحة في إعلانه نبأ مقتل بن لادن فلماذا لا ينتصر للإنسانية كلها ويقدم بوش لمحاكمة عادلة؟ بالطبع هو لم ولن يجرؤ على التفكير، مجرد التفكير، في أمر كهذا ناهيك عن أن نطالبه بالتطاول على إسرائيل والحديث عن جرائم الحرب التي ظلت ترتكبها منذ نشأتها وحتى الآن وبمساعدة أمريكية مستمرة وبسلاح أمريكي فتاك ترسله إلى إسرائيل لكي تجربه دوماً في الأراضي وعلى الصدور العربية. إننا بالطبع حانقون على أمريكا التي تخصصت في الدفاع عن اليهود ومحاربة كل ما هو عربي وإسلامي ومعاداته ولا نصدق كل أحاديثها الكواذب عن الحرية والديمقراطية والعدالة لأنها أكثر الدول ظلماً وعدوانية في العالم وأنها سخرت كل قوتها لقهر الشعوب والاستيلاء على ثرواتها، وقد كان أوباما أكبر خدعة في التاريخ الحديث، ويكفى أن الأمريكان أنفسهم كانوا أول من فطن لهذا الأمر وسرعان ما تدنت شعبيته ولا سبيل له للتجديد لولاية ثانية إلا بالاستجابة لكل أشراط اليهود ورأينا كيف أنه وعلى أعتاب الترشح لولاية ثانية كان أول من التقاه هو بنيامين نتنياهو الزعيم اليهودي الذي أذاق أوباما الكثير من الذل وجعله يبتلع كل تصريحاته ومواقفه بشأن السلام العادل في الشرق الأوسط . لسنا في حاجة لأدلة كثيرة تؤكد أن أمريكا تكيل بمكيالين ولن نعتقد يوماً أنها دولة عادلة ومحقة ما لم تقدم رؤساءها المجرمين وجنودها الذين عاثوا في الأرض فساداً للمحاكمة بتهم وجرائم مثبتة لن ينساها التاريخ وإن نسيناها، ونحمد الله أن دولة الظلم ساعة تزول بعدها إلى أسفل سافلين. نقلا عن صحيفة الرائد بتاريخ :3/5/2011