بعد الفراغ من عمليات الفرز وبحسب رئيس اللجنة العليا للانتخابات بجنوب كردفان فان من ألمتوقع إعلان النتيجة رسمياً الأحد. الحركة الشعبية التي بدأت بالفعل ترى شبح سقوطها يتدارى من على البعد ويقترب رويداً وريداً قالت إنها عازمة على الطعن في النتيجة والمطالبة بتصحيح الأخطاء حسب تعبيرها. كما سبق وأن هدد بعض قادتها بالحرب. غير أن دلائل إخفاق الحركة في الواقع من الوضوح ولأسباب مختلفة – بحيث كان ولا يزال يتعين عليها أن تتقبلها بصدر وديمقراطية رحب لان هناك سؤال جوهري ومحوري كبير يقول: من الذي أوحي للحركة الشعبية أن ولاية جنوب كردفان – بكافة اثنياتها نوبة وعرب وأفارقة هم من مؤيديها؟ هل لمجرد تمرد (بعض) وليس (كل) أبناء النوبة تتحول الولاية بكاملها لتصبح حركة شعبية؟ وماذا جني أبناء الحركة الشعبية من قبائل النوبة من تمردهم وعملهم داخل الحركة؟ فقد اكتفت الحركة بمنحهم وزارة أو وزارتين – ضمن حصتها في المركز – وبالمقابل فإنها عملت على تحجيم أي دور للقادة العسكريين من أبناء النوبة ولم تجد وسيلة ناجعة لذلك سوى باعتقالهم – بطريقة مهينة ومزلة – في معتقلات مجهولة في الجنوب وهم مجموعة قد يصل عددها إلى (7) ضباط كبار في مقدمتهم اللواء تلفون كوكو. لكل هذا – وبخلاف أسباب موضوعية عديدة أخرى – كان على الحركة الشعبية هناك أن تضع احتمال الفشل في مقدمة حساباتها وقد زاد من طينها بلاً أن بقية المرشحين من أحزاب أخرى انسحبوا من السباق لأسباب مختلفة ولكن أبرزها إدراكهم العميق – بحسابات صحيحة – أن حظوظ مرشح الوطني احمد محمد هارون كبيرة جداً وان كفته هي الراجحة لا محالة، وقد عبر عن ذلك الأستاذ مكي بلايل رئيس حزب العدالة الأصل المرشح المنسحب لمنصب الوالي في هذه الانتخابات حيث أكد بلايل أن فرص هارون أعلي بكثير جداً من فرص الحلو . وبلايل حين يقول بذك – والرجل خصم لدود للمؤتمر الوطني وقد فارقه منذ سنوات – فهو بذلك يقدم شهادة يصعب الطعن فيها وقد أورد بلايل أسباباً لما قال جاء في مقدمتها الخدمات النوعية والعمل السياسي والخدمي الدؤوب الذي أنجزه هارون في فترة ولايته وإدراكه العميق لما تحتاجه المنطقة بالفعل . يضاف إلى كل ذلك أيضاً أن بقية الأحزاب في المنطقة لم تدعم مرشح الحركة الشعبية بصرف النظر عن الأسباب – وفي ذلك إشارة إلى أنها تدرك أن أيلولة الحكم للحركة في الولاية معناه ربطها بالجنوب وإشعال لمشاكل مع المركز الجميع في غني عنها!!