سيناريو قديم !! في الوقت الذي تسير جهات عسكرية ومدنية في الحكومة في اتجاه التطمين والتأكيد على هدوء الأحوال في حاضرة جنوب كردفان كانت الأوضاع على الأرض تذهب في اتجاه مغاير تماماً لمجريات الأمور بعد أن بدأت الحركة الشعبية في تنفيذ مخطط قديم وضعت خطته في أوائل العام 1997 باعتبارها الخطة «أ» من سيناريو الوصول إلى الخرطوم، والمثير في ذلك السيناريو الذي بدا تطبيقه في جنوب كردفان ابتداءً من الأحد الماضي أنه تأسس على فرضية تحققت مائة بالمائة وهي انفصال الجنوب.. ففي العام المشار إليه أيام المعارضة كانت تعارض بالسلاح وتحديدًا في الجبهة الشرقية بمعسكرات «هاي كوتا» بإقليم القاش بركة بإريتريا وفي إطار الحوارات التي كانت تدور بين أطراف المعارضة الشمالية والحركة الشعبية أجمع المتحدثون ومنهم قيادات الحركة قطاع الشمال: ياسر عرمان، ياسر جعفر، عبد الباقي محمد مختار«مسؤول النقل النهري بجنوب السودان الآن، متزوج من أمريكية، يحمل جوازاً أمريكياً»، ومحمد أحمد الحبوب«وصل الآن رتبة عميد ويعمل «قائد ثانٍ » في جبال النوبة» وآخرون على أنه حال انكفأت الحركة الشعبية جنوباً وانفصل الجنوب عليهم التحرُّك لاحتلال مناطق الجبال بجنوب كردفان نسبة لموقعها الإستراتيجي الذي يمكن من خلاله أن تقوم القوة المحتمية بالجبال بعمليات صغيرة وذلك بحسب الرائد بقوات المعارضة صديق مساعد الذي كان مسؤولاً حينها عن التوجيه المعنوي، والواضح أن الخطة التي عمرها نحو «14» عاماً دخلت حيِّز التنفيذ بتوافر كافة العوامل المؤدية لها وأولها خسران الحركة لانتخابات الولاية وفقدانها منطقة حيوية وانفصال الجنوب وفقدان شماليي الحركة لوزنهم بعد انكفاء الحركة جنوباً. كما أن الحركة حاولت تقّفي أثر ما حدث في الثورة الصينية في عصر الزعيم الصيني ماو تسي تونغ وتقليد نظرية الزحف نحو الشمال من خلال العمليات الصغيرة التي هي أقرب لحرب العصابات، فالحركة طبَّقت ذلك الأمر وبحذافيره بقيام مجموعات من الجيش الشعبي بتسلُّق الجبال وممارسة حرب العصابات، فبالأمس يروي أمين التنظيم بوطني جنوب كردفان محمد أحمد صباحي ل «الإنتباهة» عبر الهاتف السيناريو الذي اغتيل به أمين شباب الوطني هناك الشهيد محمد موسى عندما كان يسير بجانب أحد منسوبي الوطني في حي تافري داخل مدينة كادوقلي وفجأة سقط شهيدًا، فالرصاص يأتيك من حيث لا تدري وذات الأمر حدث بالقرب من منزل الوالي أحمد هارون، والهدف من كل ذلك إحداث ربكة بائنة بالولاية والنيل الأزرق من الأطراف والعمق وكانت البداية بأم دورين التي تقع شرق مدينة كادوقلي والتي أسهمت بشكل كبير في فوز أحمد هارون بمنصب الوالي ولولا المناطق الشرقية لكانت الولاية من نصيب الحركة الشعبية فكان عقاب أهلها بالاعتداء عليهم وتقتيلهم وترويعهم، ثم تكرّر السيناريو في تلودي يوم الأحد الفائت بواسطة طابور خامس من أبناء المنطقة تم إلقاء القبض عليهم، كما أبلغنا مصدر عسكري أمس وهو أمر دفع أبناء تلودي بالخرطوم لعقد اجتماع طاريء أمس لبحث المسألة. أما من العمق فكان الهجوم على قصر الضيافة وبيت الوالي ومناطق بالمدينة تزامن مع ذلك محاولات قتل قيادات الوطني بدأت برئيس تشريعي الولاية إبراهيم بلندية الذي أصيب في رجله، أما رئيس وطني محلية برام كبي كوكو الغزال فتم اغتياله حسبما أبلغ «الإنتباهة» بذلك محمد صباحي. اجتماع غريب!! الاجتماع الذي التأم أمس الأول بين الشريكين وكان غريباً في شخوصه من جهة الشعبية حيث غاب رئيس الحركة بالولاية عبد العزيز الحلو وشهده ياسر عرمان ووزير الصحة السابق عبدالله تية وخميس جلاب مع أن الحلو كان ينبغي أن يكون أول الحاضرين في اجتماع كهذا، والذي خرج بإعلان معتاد ورتيب في مثل هذه المواقف ذهب في إتجاه بث التطمينات ووضع حد للتوترات وما إلى ذلك من الأحاديث الناعمة... مع أن الأمر في مجمله يذهب إلى جرّ الحكومة والمؤتمر الوطني إلى خانة الاستفزاز التي بكل تأكيد تقود إلى حالة من التخبُّط والتوتر وضعف الاختيار الأنسب للقرار الصائب. على كلٍّ، ما جرى في جنوب كردفان لفت انتباه الحكومة إلى ما سيجري في مقبل الأيام بالولاية!! نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 8/6/2011م