دخل الجيش السوداني في معارك ضارية بدأت منذ السادسة صباح أمس (الأربعاء) واسمرت لساعات, واستطاعت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية من خلالها مداهمت اعلي الجبل, ومد سيطرتها لإجراء كبيرة من السلسة الجبلية التي كانت تستخدمها قوات الحركة الشعبية في هجومها علي الجيش, واعتقلت المئات من عناصر الجيش الشعبي . وأكد العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أن الوضع الأمني في كادقلي تحت السيطرة الكاملة وأن القوات المسلحة قامت بتأمين واسع للمنطقة. وقال شهود عيان ل(الوفاق) ان طائرات الميج العسكرية مشطت المنطقة دون أن تطلق نيرانها, وحلقت في أجواء كادقلي لفترات متفاوتة, وأكدت ان والي الولاية مولانا احمد هارون قد تفقد مواقع الارتكاز للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية نهار الأمس, مشيدا بدورها في السيطرة علي المنطقة وحفظ الأمن فيها. وقال العقيد الصوارمي ان الوضع الأمني بالمنطقة يسير من الأحسن الي الأفضل, مشيرا الي أن المعلومات المتوفرة تشير الي خروج عبد العزيز الحلو القيادي بالحركة الشعبية من مدينة كادقلي متجها نحو منطقة كرنقو التي تقع جنوب غرب كادقلي بحوالي عشرين كيلومتر, لكن راجت شائعة قوية بمقتل الحلو خلال اشتباك عنيف دار مع القوة التي كانت بصحبته أثناء عملية الخروج, بيد أن مصدرا رفيع المستوي بولاية جنوب كردفان فضل حجب اسمه قال ل(الوفاق) ان المعلومة الصحيحة والمؤكدة عدم وجود عبد العزيز الحلو بمدينة كادقلي, ولم يستبعد تعرضه للنيران أو الإصابة خلال عملية خروجه من عاصمة الولاية. وتفيد متابعات (الوفاق) أن قوات كبيرة تتبع للجيش السوداني دخلت جنوب كردفان دعماً للقوات في كادقلي, وإنها تمركزت في منطقة الدلنج) شمال غرب) كادقلي, من ثم وصلت كادقلي عصر أمس. تداعيات خارجية في الإثناء أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ان الولاياتالمتحدة تدعو الي (الوقف الفوري) لإعمال العنف في ولاية جنوب كردفان في وسط السودان, فيما أعلن عن مقتل ستة أشخاص في مواجهات بين قوات شمالية وأخري جنوبية. وفي الإثناء دعا عضو كبير في الحركة الشعبية أمس الأربعاء الي وقف فوري لإطلاق النار في ولاية جنوب كردفان في إعقاب نشوب معارك بين الجيش السوداني وجماعات مسلحة هناك, وقال ياسر عرمان رئيس الحركة الشعبية القطاع الشمالي (ندعو لوقف فوري لإطلاق النار وبدء الحوار فورا وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر ان الولاياتالمتحدة تنظر ب(قلق عميق) الي المعلومات التي أشارت الي وقوع إعمال عنف في كادقلي , وأضاف ان (الإعمال) العسكرية الأحادية الجانب والتي تهدد مسار المفاوضات حول المستقبل السياسي والأمني لجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق المجاورة يجب ان تتوقف علي الفور). وتابع المتحدث (علي الإطراف ان يحترموا الالتزام الذي أعلنوه حيال الشعبي السوداني والمجتمع الدولي لجهة البقاء علي طريق السلام). وأكد ان الولاياتالمتحدة تحض الإطراف السودانيين علي (ان يلتقوا علي الفور لمعالجة هذه المسائل سلميا وسريعاً, ويحجموا عن خطوات أخري من شأنها التسبب بإعمال عنف ومعاناة إضافية). وقال تونر أيضا ان الإدارة الأمريكية تدعو المسؤولين السودانيين الي (تسهيل وصول بعثة الأممالمتحدة في السودان في شكل كامل بهدف حماية المدنيين وتأمين ممر أنساني والمساهمة في الجهود لحفظ السلام الهش بين شمال وجنوب السودان). وأعلنت مصادر الأممالمتحدة سقوط ستة قتلي في مواجهات في كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان بين قوات شمالية وأخري جنوبية ما اجبر وكالات الأممالمتحدة علي وقف نشاطاتها في هذه المنطقة. وحمل رئيس حكومة جنوب السودان, سلفا كير ميارديت الجيش السوداني تدهور الأوضاع الأمنية في أبيي وجنوب كردفان, وقال لدي مخاطبته رؤساء المجالس التشريعية بالجنوب, أمس الأربعاء, ان ما حدث بكادقلي ناتج من قرارات القيادة العليا للجيش السوداني بطرد الجيش الشعبي خارج حدود 56 قبل التاسع من يوليو, مضيفاً أن هناك استهدافاً لأبناء النوبة بالجيش الشعبي الذين كان يجب تسريحهم عبر مفوضية نزع السلاح وإعادة الدمج والتسريح في زمن مبكر من الآن تفاديا للاحتكاكات. نقلا عن صحيفة الوفاق السودانية 9/6/2011م