الخرطوم (رويترز) - قال شهود عيان ان معارك بين القوات السودانية الشمالية وجماعات مسلحة في ولاية جنوب كردفان الحدودية لليوم الرابع يوم الثلاثاء أجبرت كثيرا من السكان على الفرار من كادقلي عاصمة الولاية. ومن المقرر أن ينفصل جنوب السودان في التاسع من يوليو تموز وتزايد التوتر بعدما سيطرت الخرطوم على منطقة ابيي المتنازع عليها في 21 مايو ايار. وقال شاهدان في كادقلي انهما سمعا صوت اطلاق نار كثيف يوم الثلاثاء وان كثيرا من السكان يفرون سيرا على الاقدام. وقال أحدهما "صوت نيران البنادق يأتي من كل مكان" مضيفا أنه شاهد عددا كبيرا من الدبابات والقوات المسلحة تدخل وسط المدينة. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم الجيش الشمالي لكن بيانا نشره الموقع الالكتروني للمركز السوداني للخدمات الصحفية اليوم الثلاثاء قال ان الجيش لم ينفذ اي عمليات عسكرية في كادقلي. ومنطقة جبال النوبة في ولاية جنوب كردفان التابعة لشمال السودان موطن كثير من المقاتلين الذين انحازوا ضد الخرطوم في الحرب الاهلية الماضية. ولا يزال المقاتلون يشار اليهم على أنهم أعضاء في الجيش الشعبي لتحرير السودان (الجيش الجنوبي) رغم أن حكومة جوبا تقول ان تلك الميليشيا لم تعد جزءا من جيشها. وقالت بعثة الاممالمتحدة في السودان ان مستشفى محليا في كادقلي استقبل ست جثث بينها أربعة لافراد من الشرطة الشمالية واثنتين لمدنيين. وقال قويدر زروق المتحدث باسم البعثة "بعثة الاممالمتحدة في السودان قلقة بشأن استمرار القتال بين القوات المسلحة السودانية (الشمالية) والجيش الشعبي لتحرير السودان وتدهور الوضع الامني في كادقلي." واضاف أن الاممالمتحدة نقلت الموظفين الدوليين من كادقلي الى مجمع للبعثة خارج البلدة وأضاف أن البعثة والمنظمة الدولية للهجرة ستوفران مأوى للمدنيين الذين فروا من المعارك. وهددت الخرطوم بنزع سلاح الميليشيات في جنوب كردفان أو طردها من الولاية المتاخمة لابيي ومنطقة جنوب دارفور في غرب البلاد حيث تقاتل جماعات متمردة القوات الحكومية. ويقول الجيش الجنوبي ان المقاتلين لا ينتمون اليه وانه لا يمكنه مطالبتهم بالانسحاب الى الجنوب لانهم شماليون. وقال فيليب أجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان "لا علاقة بين حكومة جوبا والجيش الشعبي لتحرير السودان في جبال النوبة او في اي مكان في الشمال." واضاف "اذا هاجمهم الشمال فسوف يكون هذا وضعا اخر مثل دارفور حيث يهاجم الشمال شعبه." وجاءت المعارك هناك بعد أكثر من اسبوعين من سيطرة الشمال على منطقة ابيي الخصبة والمنتجة للنفط والتي يزعم كل طرف السيادة عليها. ودخلت دبابات وقوات الشمال ابيي بعد هجوم على قوات شمالية وقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي ألقي باللوم فيه على القوات الجنوبية. وفر عشرات الالاف من الاشخاص من القتال وأعمال النهب. وترفض الخرطوم منذ ذلك الحين الانسحاب من ابيي متحدية دعوات من الولاياتالمتحدةوالاممالمتحدة ومسؤولين جنوبيين. وتقول ان أبيي تابعة للشمال وان قواتها موجودة هناك لحفظ الامن الى ان يتم التوصل الى حل. ولم يتفق الشمال والجنوب حتى الان بشأن قضايا بينها اقتسام ايرادات النفط ووضع الحدود المشتركة. ستة قتلى بمعارك جنوب كردفان قتل ستة أشخاص في معارك بين الجيش السوداني والجيش الشعبي لتحرير السودان التابع للحركة الشعبية لتحرير السودان، في كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان الواقعة وسط البلاد، حسب ما قالت بعثة الأممالمتحدة في السودان. وصرح المتحدث باسم البعثة بأنها "قلقة بشأن استمرار القتال" بين الطرفين، و"تدهور الوضع الأمني في كادوقلي"، وأضاف أن مستشفى محليا استقبل ست جثث، بينها أربع لأفراد من الشرطة واثنتان لمدنيين. ومن المقرر أن يصبح الجنوب دولة منفصلة في 9 يوليو/تموز المقبل، لكن قضايا عالقة مثل الأمن وترسيم الحدود المشتركة واقتسام عائدات النفط تعرقل هذا الانفصال. واتهمت الحركة الشعبية القوات الحكومية السودانية باتخاذ إجراءات أمنية من جانب واحد في الولاية مما أدى إلى التوتر، ودعت إلى إجراءات أمنية مشتركة بين الطرفين لتخفيف هذا التوتر. وقال المسؤول عن القطاع الشمالي للحركة ياسر عرمان في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية إن "القضية الأساسية التي أزمت الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق هي قضية الترتيبات الأمنية، لأن (حزب) المؤتمر الوطني (الحاكم) والجيش السوداني اتخذا قرارا بترتيبات أمنية دون استشارة الحركة الشعبية، وهما يحاولان نزع سلاح الجيش الشعبي، ما أدى إلى تأزيم الموقف". وكانت رئاسة الجمهورية السودانية أرسلت وفدا من قيادات المؤتمر الوطني ومن القطاع الشمالي للحركة الشعبية إلى مدينة كادوقلي لنزع فتيل الأزمة، لكن الاشتباكات تجددت بعد مغادرة الوفد للمدينة. ياسر عرمان حمل مسؤولية التوتر للجيش السوداني والحزب الحاكم (الجزيرة نت-أرشيف) مشاكل عالقة ولا تزال المشكلة الأمنية من أبرز المشاكل العالقة بين شمال السودان وجنوبه، وتحتاج إلى تفاوض قبل إعلان انفصال الجنوب، الذي تقرر في استفتاء للجنوبيين جرى في يناير/كانون الثاني الماضي. وزادت حدة التوتر منذ سيطر الجيش السوداني في 21 مايو/أيار المنصرم على منطقة أبيي المتنازع عليها، وهو ما قوبل بانتقادات دولية وأثار مخاوف من وقوع مزيد من العنف. وقتل جندي واحد من القوات الحكومية السودانية وأصيب سبعة أثناء قتال اندلع الأحد في قرية أم دورين التي تبعد نحو 50 كيلومترا شرقي كادوقلي، وفقا لبيان أصدره الجيش. من جهة أخرى دعت الولاياتالمتحدة إلى "الوقف الفوري لأعمال العنف" في كردفان، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن واشنطن تنظر ب"قلق عميق" إلى الاشتباكات التي وقعت في المنطقة، وأضاف أن هذه المواجهات "يجب أن تتوقف على الفور".