باتت الحملة الدولية، الأميركية الأوروبية تحديداً، ضد أسطول الحرية، تؤكد أن لاصوت يعلو على صوت الاحتلال.. فهذه الحملة المعادية لنشاط تطوعي بسيط يستهدف إبراز معاناة شعب محاصر منذ خمس سنوات، باتت حملة ضد شعب كامل، ضد الحرية، وضد الحق في حياة كريمة، لنحو مليون ونصف المليون فلسطيني يتعرضون لعقاب جماعي، بسبب أسر جندي كان متمترساً بدبابته جاهزاً لتوجيه قذائفها ضد أبرياء.. فيما يقبع نحو 11 ألف فلسطيني في معتقلات الاحتلال، والمئات منهم بلا محاكمة، ودون أن يثير ذلك أي قلق من جانب أميركا أو بريطانيا أو فرنسا. أهو الكيل بمكيالين؟ بات الأمر من القبح، بحيث إن هذه العبارة لم تعد تعطي المعنى المطلوب لهذا التمييز المفضوح. فالكيل طفح، لأنه، وللأسف، لم يعد هناك إلاّ كيل واحد، لمصلحة إسرائيل. ماذا يضير واشنطن وروما ولندن وباريس، من بضعة قوارب تبحر إلى ضفاف غزة حاملة أدوية ومعدات طبية ودقيقاً وبعض المعلبات؟ يقولون إنها تستخدم في صناعة الصواريخ.. أي نكتة سمجة تلك! بل هي محاولة لحرمان شعب من الحياة، فقط لأنه يقاوم محتلاً، ويطالب بحقوق.. وإلا لكانت الآية انقلبت، فحياة أطفال غزة، صحتهم، تعليمهم، تربيتهم النفسية، معاناتهم ووضعهم الإنساني والبيئي، أهم من جلعاد شاليط.. ونوجه هذا السؤال إلى أمين عام الأممالمتحدة المجدد له بان كي مون، الذي أحيا الذكرى الخامسة لأسر شاليط، ولم يتذكّر آلاف الأسرى القابعين في المعتقلات الصهيونية. أليسوا من ضمن رعايا الأممالمتحدة؟ أم أنّ دولتهم ليست عضواً في المنظمة الدولية، على عكس إسرائيل التي اعترفت الأممالمتحدة بها حتى قبل تأسيسها، وفصّلت لها القوانين والقرارات على المقاس. رسالة أخيرة: أسطول الحرية قضية إنسانية فلا تسيّسوها.. ويكفي المجزرة البحرية التي طالت أسطول الحرية "1" تحت سمع وبصر العالم، الذي غضّ الطرف على تلك الجريمة، كما غضّ الطرف من قبل على العديد من المجازر.. بينما يتذكّر شاليط. كان حرياً بالأممالمتحدة أن تحيي ذكرى جنودها الذين كانوا ضحية مجزرة قانا الأولى، والتي حلّت ذكراها قبل شهرين في صمت مطبق. المصدر: البيان 27/6/2011