تحليل رئيسي قالت حكومة جنوب السودان - الأربعاء الماضية - أنها وضعت ضمن برنامج الاحتفال بالإعلان الرسمي عن قيام دولة الجنوب فى التاسع من يوليو المقبل كلمة للرئيس السوداني المشير البشير ككلمة رئيسية فى الاحتفال. وأوردت وكالات الأنباء نقلاً عن أمين عام حكومة الجنوب (عابدون أقاو) ان الكلمات التى سيتم إلقاؤها فى الاحتفال تقتصر على كلمتيّ البشير وسلفا كير فقط، كما ان حضور الرئيس البشير بحسب (أقاو) تبدو أهميته فى الشهادة على أداء القسم من جانب رئيس الدولة الجديدة الفريق أول سلفا كير ميادريت وتسلُّم البشير للعمل السوداني ووثائق و شعارات الدولة. وعلى ذلك يمكن القول ان حكومة الجنوب وقبل حوالي 8 أيام من موعد الإعلان الرسمي عن الدولة قد حسمت ما دار من جدل ظل يتفاعل طوال الأيام القليلة الماضية حول مشاركة الرئيس البشير فى الاحتفال ، ويبدو ان حكومة جنوب السودان أدركت ان استدامة علاقات متينة وجيدة (من أول يوم) هي الأفضل والأدعي للاستقرار السياسي خاصة إذا قرأنا بمحاذاة ذلك الاتفاق الإطاري الذى قوبل بالارتياح واسع النطاق والذي أبرمته الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية بشمال السودان فى أديس أبابا منتصف هذا الأسبوع وعالجت من خلاله كافة التوترات والمهددات الأمنية فى الشمال والتي تعتبر وثيقة الصلة على نحو أو آخر بالجنوب. وتشير مصادر سياسية تحدثت ل(سودان سفاري) فى الخرطوم ان حضور الرئيس البشير لوقائع احتفال الجنوب ما من شك أنه حضور محوري إن لم يكن أساسي ، فالفريق كير هو حتى هذه اللحظة وحتى تاريخ التاسع من يوليو هو النائب الأول للرئيس البشير ومن الطبيعي ان يشهد الرئيس تنصيب نائبه الأول ، رئيساً للدولة الجديدة وهو أمر جرت عليه الأعراف الدستورية ، كما ان فقرات الاحتفال سوف تتضمن عزف السلام الجمهوري السوداني وهى فقرة ضرورية للغاية لتحية الرئيس البشير الذى تمت على يديه اتفاقية السلام الشامل والتي أثمرت فيما بعد استفتاء تقرير المصير وأدّي هو بدوره لقيام دولة الجنوب. ومن المنتظر بحسب الأنباء ان يشارك فى الاحتفال نحو 50 وفداً من مختلف دول العالم بينما تأكد مشاركة 30رئيس دولة. وعلى ذلك فان ما راج من أحاديث حول إحجام بعض رؤساء الدول عن المشاركة حال مشاركة الرئيس البشير يبدو – وفقاً لهذه الوقائع – أمراً غير دقيق ،أو غير عملي على اعتبار ان غياب الرئاسة السودانية فى مناسبة كهذه من المؤكد أنها سوف تنتقص كثيراً جداً – سياسياً و دستورياً – من سيادة الدولة الجديدة ، كما ستكون بادرة غير معهودة فى العلاقات الدولية لن تغامر حكومة الجنوب بالوقوع فى شراكها رغماً عن كل شيء !