استقطب حدث استقلال جنوب السودان، اهتماما سياسيا وإعلاميا غير مسبوق، لكونه يأتي بعد أن خاض شمال وجنوب السودان سلسلة حروب أهلية طويلة منذ عام 1955، ولم يكن هنالك بد بالنسبة لفرقاء السياسة في السودان من الاحتكام، في خاتمة المطاف، إلى رأي شعب الجنوب عبر استفتاء لتقرير المصير. وهو الاستفتاء الذي فتح الباب مشرعا ليحقق الجنوبيون رغبتهم بتكوين الدولة الجديدة، التي شهد العالم أمس مراسيم إعلانها رسميا. في الوقت ذاته، سارعت العديد من دول العالم إلى الاعتراف بالدولة الجديدة. وشارك مسؤولون من مختلف دول العالم في الاحتفال الكبير بجوبا أمس، بمناسبة رفع علم الدولة الجديدة. وقد كان مميزا أن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، قد أوفد سعادة السيد عبدالله بن مبارك المعضادي وزير البيئة ليشارك نيابة عن سموه، في احتفالات إعلان دولة جنوب السودان. وهو ما يعكس إيمان قطر الراسخ بترجيح كفة الحلول السلمية، والوقوف إلى جانب مختلف دول المنطقة لتحقق تطلعات شعوبها. ومن هذا المنطلق فإننا نأمل أن يستدام السلام في السودان وفي الدولة الجديدة المستقلة، دولة جنوب السودان، وأن تنجح الحكومة السودانية في تجاوز التحديات المطروحة حاليا لمعالجة أزمة دارفور، والتي بانت ووضحت حاليا تباشير حلها بشكل جذري ونهائي من خلال منبر الدوحة، بما يحقق تطلعات أبناء هذا الإقليم في أن ينعموا بالسلام، وأن يسعوا في إطار التوافق الوطني مع الحكومة السودانية لإنجاز استحقاقات الإعمار والتنمية. المصدر: الوطن القطرية 10/7/2011