تشكل زيارة الرئيس السوداني، عمر البشير، للدوحة حاليا، أهمية بالغة، ليس فقط على صعيد تنمية العلاقات المتميزة بين قطر والسودان، وإنما على صعيد التطورات في ذلك البلد الشقيق، خاصة فيما يتعلق بسلام دارفور. في الدوحة، الحكمة.. وفيها «المنبر» الذي يدعمه العالم كله، لإسكات النيران، وإحلال السلام، في ذلك الجزء -الذي لا يمكن تجزئته- من السودان الشقيق، وفيها تباشير الاتفاق الكبير، قبل نهاية العام الحالي. لأجل ذلك كله، تجيء زيارة الرئيس البشير، والذي ظل باستمرار، من على كافة المنابر، يمتدح حكمة الأمير المفدى، ويشيد بجهود الدوحة الخيرة، والنبيلة، التي تبذلها في همة، ونكران ذات، وفي غير منّ أو أذى، من أجل السودان، وشعبه. من هنا، لن نذهب بعيدا، إذ نحن نقول، إن «ملف سلام دارفور» والذي توشك الدوحة، على الوصول به إلى نهاياته التي يترجاها السودانيون والعالم، سيتصدر اهتمامات الزعيمين، سمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس البشير، كما أننا لن نذهب بعيدا، إذا قلنا إن استحقاقات الاستفتاء حول مصير الجنوب، في التاسع من يناير المقبل ستشكل، هي الاخرى، بندا، ذا أهمية خاصة، من بنود مباحثات الزعيمين. كيف لا، والسودان -بذلك الاستفتاء- إما أن يظل دولة واحدة، أو ينشطر إلى دولتين. يبقى أخيرا أن نقول، إن في زيارة الرئيس البشير للدوحة، في مثل هذا الوقت الدقيق من تاريخ السودان، تأكيد لشهادة العالم كله، على دور قطر الفاعل، والمؤثر، في أمهات القضايا، ليس على صعيد المنطقة فحسب، وإنما على صعيد العالم كله.