يشهد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى يوم الخميس القادم حفل التوقيع على اتفاق سلام بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة. وقال سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية إن فخامة الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير وعدد من أصحاب الفخامة رؤساء دول الجوار السوداني سيحضرون حفل التوقيع كما سيحضره الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والشركاء الإقليميون والدوليون . ويأتي توقيع اتفاق سلام بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة على أساس وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي أقرها المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة في دارفور وحظيت بالدعم والتأييد الإقليمي والدولي ممثلا في جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي . وحسب معلومات حصلت عليها "الراية" فإن الاتفاق الذي ستوقع عليه حركة التحرير والعدالة سيدخل حيز التنفيذ فورا وفي مهل زمنية جرى تحديدها حيث تم الاتفاق على تنفيذ بنود الاتفاق بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة خلال أربع سنوات من تاريخ التوقيع حيث ستشرف لجنة دولية برئاسة دولة قطر على تنفيذ كل مراحل الاتفاق وستعقد هذه اللجنة اجتماعا لها في الدوحة كل ثلاثة شهور لتدارس ما تم انجازه على الأرض. من جهته قال الناطق الرسمي باسم حركة التحرير والعدالة في دارفور تاج الدين نيام بشير إن الحركة ستوقع على اتفاق سلام نهائي في دارفور مع وفد الحكومة السودانية استنادا إلى وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي أقرها مؤتمر أصحاب المصلحة الذي عقد في الدوحة نهاية شهر مايو الماضي وحظيت باعتراف دولي من قبل الأممالمتحدة. وأضاف في تصريحات " ل الراية " انه جرى التغلب خلال الأيام القليلة الماضية على معظم القضايا العالقة وبقيت قضايا بسيطة يمكن تجاوزها مثل كيفية تسمية السلطة الإقليمية في دارفور حيث تم رفع هذه القضايا للوساطة التي ستتخذ قرارا بشأنها. وشدد نيام بشير أن حركة التحرير والعدالة باتت على قناعة مطلقة أنها توصلت مع مفاوضات شاقة وصعبة إلى مرحلة توقيع الاتفاق مع الوفد الحكومي مضيفا أن الحركة تستند في قناعتها هذه إلى وثيقة الدوحة لسلام دارفور التي أقرها مؤتمر أهل المصلحة الذي يمثل أهل دارفور جميعا وأهل السودان جميعا. وأشار نيام بشير إلى أن وثيقة الدوحة حظيت بقبول دولي وإقليمي وهي أساس سليم ومتين يقوم عليه الاتفاق الذي سيوقع بين حركة التحرير والعدالة والوفد الحكومي السوداني. وحول اقتصار توقيع الاتفاقية على حركة التحرير والعدالة دون حركة العدل والمساواة قال نيام إن أمام حركة العدل والمساواة وباقي الحركات الأخرى مهلة لثلاثة أشهر لالتحاق بقطار السلام وتوقيع اتفاقية سلام نهائي مع الوفد الحكومي مذكرا أن العدل والمساواة كانت جزءا من مؤتمر أصحاب المصلحة في دارفور الذي أقر وثيقة الدوحة وهي شاركت فيه بقوة. ورفض نيام اعتبار أن توقيع حركة التحرير والعدالة منفردة على اتفاق سلام سيؤدي إلى سلام جزئي في دارفور قائلا إن الاتفاق الذي ستوقعه الحركة يستند الى وثيقة الدوحة التي تمثل أهل دارفور جميعا والتي لقيت قبولا دوليا وانه ينصح العدل والمساواة بالانحياز إلى شعبها في دارفور وعدم تحدي المجتمع الدولي الذي أقر الوثيقة واعتبرها الأساس لتحقيق السلام الشامل في دارفور. من جهته انتقد المتحدث الرسمي باسم حركة العدل والمساواة موافقة التحرير والعدالة على توقيع اتفاق سلام مع الحكومة السودانية منفردة. وقال جبريل آدم بلال في تصريحات ل الراية إن التوقيع على هذا الاتفاق يخالف مخرجات مؤتمر أصحاب المصلحة في الدوحة الذي عقد نهاية شهر مايو الماضي والذي أكد على ضرورة التوصل إلى اتفاق سلام شامل في دارفور واصفا التوقيع على الاتفاق بأنه سلام جزئي. وقال بلال انه بعد توقيع اتفاق سلام بين الحكومة والتحرير والعدالة ستغلق الحكومة الاتفاق وسترفض فتح الوثيقة للتفاوض عليها فكيف ستتفاوض العدل والمساواة مع الحكومة؟؟ إلا أن المتحدث الرسمي باسم العدل والمساواة جبريل ادم بلال قال حين يجري تبليغنا رسميا من قبل الوساطة بموعد التوقيع سنتخذ القرار المناسب في هذا الصدد مشددا في نفس الوقت على أن خيار العدل والمساواة الاستراتيجي هو تحقيق السلام في دارفور والتمسك بمنبر الدوحة كمنبر وحيد لتحقيق السلام. وأضاف بلال أن وفد حركة العدل والمساواة الموجود في الدوحة سيتخذ قرارا حول مشروعية وجود واستمرار الحركة في الدوحة بعد توقيع اتفاق السلام بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة قبل يوم الخميس المقبل موعد توقيع الاتفاق وإنهم بانتظار حضور عدد من قادة الحركة المشاركين في احتفالات استقلال جنوب السودان لاتخاذ مثل هذا القرار. ورفض الناطق الرسمي باسم العدل والمساواة الحديث عن مهلة الثلاثة شهور للحركات التي لم توقع على الاتفاق يوم الخميس المقبل وقال إن ذلك سابق لأوانه نافيا في الوقت نفسه إمكانية توقيع بروتوكولي ثان استناد إلى وثيقة الدوحة بين الحكومة والعدل والمساواة حول القضايا العالقة بينهما يوقع تزامنا مع اتفاق الحكومة مع حركة التحرير والعدالة. وأعلنت الأطراف المشاركة في مفاوضات دارفور ل ((الشرق)) أنها تسلمت رسمياً وثيقة الدوحة لسلام دارفور في صورتها النهائية بعد اعتمادها من قبل المجتمع الدولي والإقليمي. وأشاد تاج الدين نيام كبير المفاوضين في حركة التحرير والعدالة ل((الشرق)) بالدور الكبير الذي بذلته دولة قطر لإحلال السلام في دارفور. وعبر كبير المفاوضين في حركة التحرير والعدالة عن شكره وتقديره أهل دارفور لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى ولدولة قطر وللوساطة المشتركة ممثلة في سعادة السيد أحمد بن عبد الله آل محمود، والوسيط المشترك، معتبراً أن اتفاق السلام سيكون بداية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في دارفور. وأكد نيام أن معظم الترتيبات اكتملت لحفل التوقيع على اتفاق السلام بين حركة التحرير والحكومة السودانية يوم الخميس المقبل، مشيراً إلى أن المئات من ممثلي الإدارات الأهلية والأعيان والمجتمع المدني والنازحين واللاجئين والقادة الميدانيين وعضوية الحركة وممثلي مكاتبها الخارجية سيحضرون حفل التوقيع الذي سيكون حفلا كبيرا ومشهوداً. وأعرب نيام عن تفاؤله بتوقيع كل الأطراف على اتفاقات سلام على أساس وثيقة الدوحة التي أقرها المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة في دارفور وحظيت بالدعم والتأييد الإقليمي والدولي ممثلا في جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي والأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي. نقلاً عن صحيفة أخبار اليوم 13/7/2011م