نيروبي - (الوكالات): اكد مدير منظمة العمل ضد الجوع ان الصومال التي تجتاحها موجة جفاف خطيرة باتت في حالة «كارثة انسانية» مشيرا الى ان حوالي 250 الف طفل يعانون من سوء التغذية في هذا البلد. وقال جينس اوبرمان لوكالة فرانس برس يوم الجمعة «في الاسابيع الاخيرة رأينا تدهورا للوضع خصوصا الوضع الانساني في الصومال، الى درجة لم نعد نتحدث معها الان عن ازمة انسانية او حالة انسانية طارئة، بل كارثة انسانية». واضاف «نرى اناسا يصلون الى مقديشو في حالة لم نشهدها هنا من قبل»، موضحا ان «الناس منهكون معنويا وجسديا» بعد ان سار لاسابيع احيانا في بيئة صعبة. واكد ايضا «لم يعد بامكاننا تقديم مساعدة كافية الى الجميع» مشيرا الى ان اسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 270% في الصومال في خلال سنة. وتضرب منطقة القرن الافريقي التي تضم الصومال وكينيا واثيوبيا وجيبوتي، موجة جفاف هي الاسوأ منذ عقود بحسب الاممالمتحدة. وفي الصومال يتفاقم الوضع بفعل الحرب الاهلية المستمرة منذ عشرين عاما. فالصوماليون يهربون من بلادهم بالآلاف كل يوم متوجهين الى اثيوبيا وكينيا المجاورتين. ولفتت منظمة اطباء بلا حدود الى ان اللاجئين لدى وصولهم الى شمال كينيا تحديدا الى داداب اكبر مخيم للاجئين في العالم، لا يتلقون المساعدة المناسبة. واسفت المنظمة غير الحكومية «لان الواصلين الجدد يضطرون للاقامة في ملاجىء عشوائية عند اطراف المخيم». واكدت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان 54 الف صومالي فروا من البلاد بسبب الجفاف واعمال العنف في خلال شهر يونيو فقط. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان مستوى سوء التغذية الشديد لدى الاطفال تضاعف تقريبا منذ مارس في البلاد ليصبح الاكثر ارتفاعا في العالم. صرح مسئولون في كينيا يوم الجمعة أن حكومة بلادهم وافقت على افتتاح مخيم آخر للاجئين على حدودها مع الصومال لمساعدة النازحين من الصراع وأسوأ موجة جفاف تشهدها المنطقة منذ حوالي ستة عقود. وقال رئيس الوزراء رايلا أودينجا إن المخيم «ايفو 2» الواقع شمال شرق كينيا يمكن أن يضم حوالي 80 ألف شخص وسيجرى افتتاحه خلال أقل من أسبوعين. ورحبت الاممالمتحدة والولايات المتحدة بالتحرك الكيني. ومن المتوقع أن يخفف المخيم الجديد من التكدس الذي يعانيه مجمع «داداب» للاجئين، أكبر مجمع لاجئين في العالم ويبعد نحو مائة كيلومتر عن الحدود الكينية-الصومالية. وتقول الأممالمتحدة إن مجمع «داداب يأوي نحو 439 ألف شخص، فر معظمهم من الصراع في الصومال ويسعى كثيرون الآن للجوء إلى المخيم الذي تبلغ مساحته خمسين كيلو مترا. وتقدر هيئات الإغاثة، عدد الأشخاص المعرضين لخطر الموت جوعا بعشرة ملايين شخص. وحذرت الاممالمتحدة من أنها لا تزال بحاجة لتمويل كي تتمكن من مساعدة المعوزين، من خلال برنامج الأغذية العالمي، وأوضحت أنها تلقت نصف المبلغ الذي حاولت جمعه وهو عشرون مليون دولار. ومن جهة أخرى قررت الحكومة الالمانية أمس السبت زيادة مساعدات الاغاثة باكثر من الضعف للاشخاص الفارين من الجفاف في القرن الافريقي بعد يوم من صدور أرقام للامم المتحدة تشير إلى أن ألمانيا ساهمت بجزء بسيط فقط من المعونات التي قدمتها بلدان مثل اليابان وكندا. وتعهدت الحكومة الالمانية بتقديم خمسة ملايين يورو (سبعة ملايين دولار) آخرين في صورة معونات إلى المنطقة حيث قدرت هيئات الاغاثة أن عشرة ملايين شخص يعانون من مخاطر الجوع. وناشدت أيضا الالمان بالتبرع لهذا الغرض. وقالت وزارتا المعونات والشئون الخارجية إن المنحة الحكومية ستوزع بين جماعات الاغاثة الالمانية والدولية وبرنامج الاغذية العالمي.