ونحن في تباشير رمضان شهر الخير والبركة اعاده الله على الامة الاسلامية باليمن والرفاهية والامن والسلام وفي معية هذا الشهر ذو المنافذ الكبيرة للعبادات والتقرب لله العلي القدير وايضا في معيته المواعين الواسعة للخيرات وتنوء فيه موائد الطعام باثقالها مما لذ وطاب قليل منه يدخل لتلك البطون الملتفة حول تلك الموائد العامرة في ذات الوقت والساعة يكون آلاف الاطفال والرشد وكبار السن من الصومال الحبيب يموتون جوعا ورهقا وعشطا!!!. تقول وكالات الاغاثة انها لا تستطيع الوصول الى اكثر من مليوني صومالي يواجهون الموت جوعا وهناك ثلاثة ملايين وسبعمائة الف صومالي منهم 40 الف شخص يصلون تباعا للعاصمة مقديشو وما زالت الضبابية تلف برنامج الاممالمتحدة للاغذية وان كانت اول طائرة تنقل 14 طنا من الاطعمة سترسل، اما الوكالات الانباء العالمية والاقليمية تبث صورا لا تحاكي إلا الموت لاطفال شاخوا وهرموا قبل ان يمروا بسني الطفولة والشباب لانه الجوع القاتل. دائما ما نتناول عبر كتاباتنا قضايا الفقر والحاجة او التعثر المالي ولكن ما يعيشه الصومال وما يجاوره من بلدان القرن الافريقي لا يشبه الفقر واثاره البغيضة لانه "الجوع القاتل" ان الفقر قد يكون حاجة لغرض محدد او نقص تجاه التزام بعينه ولكن ما يعانيه انسان القرن الافريقي هو "الجوع القاتل". فقد ضربت تلك النواحي موجة عاتية من الجفاف والتصحر تهدد حوالي 12 مليون شخص وبحسب منظمات الاممالمتحدة فانها الموجة الاسوأ على الاطلاق ومنذ 60 عاما، والصومال تحديدا من اكثر دول القرن الافريقي " كينيا واثيوبيا وجيبوتي والسودان واوغندا " تأثرا بهذه الموجة من الجفاف لانه اصلا يعيش ظروف الحرب الاهلية المأساوية التي تلاحقت لعقدين من الزمان وما زالت رحاها مستمرة ولانقطاع الامطار والجفاف الذي اصاب الانسان بامراض لا تحصى ولا تعد بجانب نفوق قطعان الابقار والماشية لقلة الاعشاب ونضوب الوديان المائية وانحسار الانهار. من المؤسف ان تكون دولنا العربية وفي هذا الظرف الانساني الفيصلي في ملاهاة لعبة كراسي الحكم والمضاربات السياسية ومن لا يموت بالجوع والعطش يموت برصاص جبروت الحكام ودكتاتوريتهم.. ان غول الغلاء يطحن الكثيرين هنا وهناك وبعض دولنا تمتلك الاراضي الخصبة الصالحة للزراعة وبين اياديهم تتدفق المياه الصالحة للشرب والكافية للزراعة ولكن نتيجة للسياسات العوجاء والاستراتيجيات المكتوبة فقط على الورق والتي لا تستهدف غير التسيلح باهظ الثمن والعتاد العسكري وتتجاهل استصلاح الاراضي الزراعية وميكنتها واقامة المشروعات الصناعية المنتجة لصالح الشعوب فاختلت الموازين لصالح نقص الغذاء الادمي والحيواني. ان اي مساعدات ترسلها منظمات المجتمع الدولي ومهما عالجت من مشاكل فهي لن تعالج المشكل الصومالي من جذوره فغالبية هؤلاء الجوعى النازحين الى حيث فتات خبز او جرعة ماء هم اصلا وصلوا لمرحلة الهلاك فغالبية الاطفال والنساء ما هم إلا هياكل بشرية تزحف الى حيث المجهول، الكثيرون يتساقطون في رحلة البحث عن الحياة. ان المساعدات رغم ضروراتها الملحة إلا انها لن تكون حلولا مع تفشي الامراض وحالات الهزال وهي حلول وقتية لان الحل الجذري في التفات الحكومات العربية للمشروعات التنموية الطموحة.. ان امتلاك كثير الدول العربية لامكانيات تفضيلية حيث الاراضي الشاسعة والمياه العذبة والكفاءات البشرية ودول تمتلك ناصية الاقتصاد القوي مما يشكل تحالفات لصالح الانسانية ولهي حلول لهذه المجاعات القاتلة في ذلك القرن الافريقي وما يجاورها فهناك دول مرشحة لذات الظروف المأساوية للصومال وتعتبر على حافة الانفجار نتيجة الغلاء الطاحن في اسعار الغذاء والحبوب حتى في اغلب الدول التي تصنف الاكثر رخاء. وان فشلت دولنا في اقامة تحالفات اقتصادية صناعية زراعية يجب ألا نتأخر "أنا وانت" لمد يد العون لاجل الصومال الذي يموت جوعا.. همسة: لا تدعوا بقايا الطعام يتدفق.. هناك في هذه الساعة من يقاسمون النمل غذاءه مدوا أياديكم لانقاذهم. المصدر: الشرق 1/8/2011