قال الرئيس الافغاني حامد قرضاي أمس السبت ان طائرة هليكوبتر تابعة لحلف شمال الاطلسي تحطمت في وسط أفغانستان أثناء الليل مما أسفر عن مقتل 31 جنديا أمريكيا وسبعة جنود أفغان في أسوأ حادث فردي بالنسبة للقوات الاجنبية خلال الحرب المستمرة منذ عشرة أعوام. وأفاد بيان مقتضب صادر عن القصر الرئاسي أن طائرة هليكوبتر تحطمت في اقليم ميدان وردك الى الغرب من العاصمة كابول مضيفا أن القتلى الامريكيين من القوات الخاصة. وأوضح البيان أن قرضاي "يبدي خالص أسفه وحزنه" للرئيس الامريكي باراك أوباما وعائلات الضحايا الامريكيين والافغان. وأعلن متحدث باسم سلطات ولاية ورداك لوكالة فرانس برس أمس السبت ان المروحية التي تحطمت واودت بحياة 31 جنديا من القوات الخاصة الأمريكية الجمعة حسب الرئاسة الافغانية، سقطت بنيران طالبان. وقتل في الحادث كذلك سبعة جنود افغان. وبدوره أكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ان قوات طالبان اطلقت النار على مروحية شينوك امريكية واسقطتها، واقر بمقتل ثمانية من متمردي الحركة. وقال المتحدث باسم حكومة ولاية ورداك شهيد الله شهيد ان "المروحية الأمريكية التي تحطمت الليلة الماضية اصيبت بصاروخ اطلقه عليها مقاتلو طالبان اثناء اقلاعها" بعد قليل من هبوطها على سطح احد قاعدة طالبان خلال عملية مشتركة بين القوات الدولية والافغانية في الولاية التي ينشط فيها طالبان والمحاذية لولاية كابول. وتستخدم مروحيات شينوك في نقل الجند والامدادات ويمكنها نقل 44 عسكريا بالاضافة الى أفراد الطاقم. وأكدت قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي تحطم طائرة هليكوبتر ولكن لم تذكر أي تفاصيل. وجاء العدد المرتفع للضحايا بعد أسبوعين فقط من بدء عملية تدريجية لتسليم المسؤولية الامنية من القوات الاجنبية الى القوات والشرطة الافغانيين وفي وقت يتزايد فيه القلق ازاء الحرب المكلفة التي لا تحظى بشعبية بشكل متزايد. ومن المقرر أن تنتهي العملية بانسحاب كل القوات القتالية الاجنبية من أفغانستان بنهاية عام 2014 ولكن بعض أعضاء الكونجرس الامريكي يتساءلون ما اذا كانت وتيرة تسليم المسؤولية الامنية تجري بالسرعة اللازمة. ومن ناحية أخرى اعلنت مصادر رسمية محلية أمس السبت ان غارة جوية شنتها القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) اسفرت عن مقتل العديد من المدنيين يوم الجمعة في ولاية هلمند معقل طالبان، بينما تحدث احد المصادر عن مقتل ثمانية مدنيين. وأقر حلف شمال الأطلسي بانه اطلق النار على مقاتلين في المنطقة مؤكدا انه تبلغ باحتمال وجود مدنيين يحتجزهم طالبان خلال الغارة. وقال داود احمد الناطق باسم السلطات الاقليمية ان "العديد من المدنيين قتلوا في غارة جوية لحلف الاطلسي في مقاطعة ناد علي وأرسلنا وفدا للتحري في ذلك" لكنه لم يقدم حصيلة. من جانبه قال حاكم مقاطعة ناد علي ان ثمانية مدنيين هم امام وزوجته وأطفاله الستة قتلوا في تلك الغارة. وأوضح شادي خان ان "غارة جوية استهدفت يوم (الجمعة) اثر هجوم شنته مجموعة من طالبان على دورية مشاة اطلسية، منزل امام مسجد المنطقة". وقال الناطق باسم ايساف ان "بعد تلك الغارة بقليل تبلغت ايساف ان المقاتلين كانوا يحتجزون مدنيين وقد يكونوا حاضرين خلال الغارة". ويشكل الضحايا المدنيون في عمليات الحلف الاطلسي موضوعا حساسا في افغانستان حيث يثير الانتشار العسكري الاجنبي مشاعر معادية للغرب. ويعتبر المدنيون اكبر ضحايا النزاع الافغاني وقد قتل منهم اكثر من 1400 منذ بداية 2011 بارتفاع 15% مقارنة بالنصف الاول من 2010، السنة التي شهدت سقوط اكبر عدد من القتلى بين المدنيين كما افادت الاممالمتحدة في منتصف يوليو. وقالت الاممالمتحدة ان الحلف الاطلسي والقوات الافغانية مسؤولة عن سقوط 14 بالمائة من الضحايا المدنيين مقابل 80 بالمائة نسبت الى المقاتلين الثوار بينما لم تحدد المسؤولية عن النسبة المتبقية من القتلى. المصدر: اخبار الخليج 7/8/2011