قبل فترة استمرأت هذه الحكومة سياسة اللين والانبطاح بعد ان كانت الإنقاذ كلمة تهز عروش الطغاة في كل مكان وترهب أعداء الله اذا بها تتحول الي قطة اليفة بفعل التراجع الكبير في الدفع الثوري الذي كان يحرك الجميع وبعد كل هذا جاء التحول أو قل التدحرج الذي جعل الكثيرين ومنهم نحن نستغرب للتنازلات التي أصبحت تتبرع بها حكومتنا للقوي الغربية وللحركة الشعبية لتخريب السودان وكان الرد في كل مرة ان ذلك يتم بهدف تطبيع العلاقات مع المجتمع الغربي وحتي تتدفق القروض والمساعدات والاستثمارات التي بلادنا بعد ذلك وفي كل مرة أو عدة سنوات نسمع بمؤتمرات ما نحين وأعمار ونظل نحن جمهور الرأي العام نسمع الجعجعة ولا نري الطحين ونعيش في أحلام ينسجها لنا بعض الساسة ضعاف الفكرة والتجربة لنستيقظ علي مكيدة جديدة كل مرة تتبدي لنا من ذات القوي التي يبشروننا بخيرها لدرجة تجعلنا ننسي ان لها شرا وهي في حقيقة الأمر منتهي الشر والآثام والجبت والطاغوت . وهانحن ضمن هذه الحلقات والمكائد نخرج من انفصال الجنوب لنجد ان بقايا نيفاشا حاضرة بالشمال وتحمل في نفسها ذات البذور التي جعلتنا نفقد الجنوب ونكنشف ان هناك قنابل موقوتة قد صممت للانفجار علي فترات متعددة ومحسوبة لتعيق انطلاق البلاد نحو أفاق التطور والازدهار والسلام فكان ان أعلن عقار والحلو وعرمان عن إعادة تشكيل قطاع الشمال وبعد فترة يتم توقيع اتفاق معهم في أديس أبابا ويتم التراجع عنه ونجد من ناحية أخري ان لديهم أعضاء في البرلمان القومي وبرلمانيي النيل الأزرق وجنوب كردفان وفي ذات الوقت لديهم قوات عسكرية تتبع قيادتها حتى الآن سلفاكير كما ذكر دانيال كودي قبل ايام ومن ضمن هذه الحلقات جاء تمرد الحلو في كطلع شهر يونيو ولما يتم إفشاله عسكريا وتقوم القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى بضرب فلول التمرد والغدر والخيانة وتحاصرهم في ركن قصي من ولاية جنوب كردفان ويصبح أمر القبض علي الحلو مسألة وقت نجد ان منظمات صهيونية وأمريكية أصبحت تحرك كل الجهات من اجل محاسبة السودان علي تصدية للتمرد تحت ذريعة انه ارتكب جرائم ضد الإنسانية ولكن ورغم ان السودان يواجه أحداثا إرهابية لا تعرف عند الغربيين أي قيم أو حدود في التعامل معها إلا ان تلك الجهات أصبحت تسوق لهذا الأمر بغية فك الحصار عن الحلو وتخفيف الخناق الضيق عن رقبته وفي ذات الوقت نجد ان لدينا جهات دبلوماسية وإعلامية كسيحة لا تتحرك بالقدر الذي يصد عنا الاذي لأنها في الغالب تشكلت وفق أهواء دنيوية بعيدة عن معايير الكفاءة والفاعلية وعليه أصبحت البغاث بأرضنا تستنسر والنعامة تستاسد ولكن ورغم كل شيء فان الله متم نوره وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . نقلا عن صحيفة أخبار اليوم بتاريخ :18/8/2011